سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الجمعية الشركسية في منبج بين تحديات الحفاظ على اللغة وصعوبات التعليم

منبج/ آزاد كردي ـ

في إطار جهود الحفاظ على الهوية والتراث، تسعى الجمعية الشركسية في مقاطعة منبج بشكل مكثف لتعزيز تعليم اللغة الشركسية بين الشركس في المقاطعة على الرغم من الصعوبات والعوائق التي تعيق تحقيق هذا الهدف.
تعرض الشركس إلى هجرة كبيرة على يد الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر، وخاصة خلال حروب القوقاز، التي دارت بين عامي 1817 ـ 1864، ونتيجة لهذه الحروب، هجر الآلاف من الشركس من موطنهم في منطقة القوقاز إلى مناطق أخرى مثل: سوريا. هذا التهجير كان جزءاً من سياسة التطهير العرقي، التي اتبعتها روسيا القيصرية ضد الشعوب القوقازية؛ ما أدى إلى معاناة كبيرة وفقدان العديد من الأرواح.
ومنذ أن استوطن الشركس في سوريا ومنها منبج، انصهروا ضمن هذه المجتمعات التي وفدوا إليها، وفقدوا خصائصهم اللغوية والحديث بلغتهم، حيث بقي القلة القليلة ممن يتحدث باللغة الأم. ومع تأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج، نشأت الجمعية الشركسية الخيرية في مقاطعة منبج كجزء من الجهود للحفاظ على تراثهم وهويتهم.
وأنجزت الجمعية الشركسية الخيرية خلال هذه الفترة العديد من الأنشطة والفعاليات، التي تركت بصمة تدل على غنى موروثهم وثقافتهم، ومن ذلك الرقص الشركسي، الذي تخصص له وصلة قصيرة في أغلب الفعاليات الرسمية للإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج وغيرها، وكذلك قيامهم بالعديد من المعارض التراثية الخاصة بهم.
وفي الوقت الحالي؛ افتتحت الجمعية الشركسية الخيرية في مقاطعة منبج دورة لتعليم اللغة الشركسية هي الأولى من نوعها من أجل تعليم اللغة الشركسية إلا أنها تعاني بعض العقبات بانتظار الحلول من الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج.
تعليم اللغة وتنظيم الفعاليات الترفيهية
في هذا السياق، قالت الرئيسة المشتركة للجمعية الشركسية، تالين ضياء الدين، إن: “الجمعية تعمل على تعليم اللغة الشركسية وتدريب الأطفال على الفلكلور الشركسي. فتُقام الأنشطة خلال العطلة الانتصافية والصيفية نظراً لوجود معظم الأطفال في المدارس خلال العام الدراسي. ولذلك، تتوقف هذه الدورات في فصل الشتاء أثناء العام الدراسي، وتستأنف خلال العطلة الانتصافية“.
وأردفت: “أنشطة الجمعية تشمل إعادة فتح الدورات التعليمية للأطفال مع التخطيط لافتتاح دورة تأسيسية للأطفال في الصف الأول. بالإضافة إلى ذلك، ستُقام رحلات ترفيهية وسهرات شبابية للشباب والبنات التي قد تُنظم داخل مقر الجمعية أو في أماكن أخرى، لكن غالباً ما تُعقد في مقر الجمعية“.
صعوبات تواجه الجمعية الشركسية 
وحول الصعوبات التي تواجه الجمعية الشركسية، أوضحت تالين أن: “بُعد مكان الجمعية الشركسية عن وسط منبج يؤثر على حضور العائلات، برغم أن بعض الأهالي يعدون ذلك غير مبرر، إلا أن العديد من العائلات لا تمتلك وسائل نقل، ولا تستطيع إرسال أطفالها بمفردهم من وسط منبج أو من طريق جرابلس وحلب، خاصةً إذا كانوا صغاراً في السن أو الكبار الذين يجدون صعوبة في التردد على الجمعية بانتظام”.
وأضافت: “نواجه صعوبة في تأمين مدرسين للغة الشركسية. لدينا مسنون يتقنون اللغة جيداً. لكن؛ من الصعب عليهم تدريس الأطفال، والجيل الجديد يفتقر إلى اللغة. نحاول قدر الإمكان العثور على شخص يتقن اللغة الشركسية ويكون بعمر مناسب لتعليم الأطفال والكبار، بهدف إحياء اللغة والتراث الثقافي والفلكلور”.
واختتمت الرئيسة المشتركة للجمعية الشركسية، تالين ضياء الدين حديثها: “سنواصل العمل على هذا الأمر بكل جهد، ونسعى جاهدين لإيصال كل ما يتعلق بإحياء التراث للأجيال القادمة، لضمان الحفاظ على هويتنا الثقافية ولغتنا وتراثنا الغني”.