سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تجمع نساء زنوبيا في منبج.. من معاناة المرأة إلى القيادة والتحرر في إقليم شمال وشرق سوريا

روناهي/ منبج –

عبرت عضوات تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج عن فخرهن بما أنجزته المرأة في مقاطعة منبج، التي اعتمدت على فكر القائد عبد الله أوجلان في تجاوز القضايا، التي تعيق تطور المرأة وتقدمها، وذلك في ثلاثة مسارات حددت انتقالها من المعاناة إلى مرحلة القيادة والتحرر.
وقد أُسِّس تجمع نساء زنوبيا ليكون الركيزة الأساسية لآمال وتطلعات المرأة السورية، بتطوير النهج التنظيمي وحماية مكاسب ثورة روج آفا بعد مرور سنوات من تعرض المرأة لسياسات السلطة الذكورية والعادات والتقاليد.
وبرغم ذلك، تمكنت المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا من إثبات دورها وتنظيم نفسها، محققةً ملاحم بطولية في مواجهة إرهاب داعش وأسسْنَ أرضية نضالية لحل القضايا المجتمعية.
وقد شغلت المرأة في مقاطعة منبج خلال هذا العام عدداً من القضايا، التي تعد من إفرازات وبقايا الفترة الماضية، مثل: انتشار العنف ضد المرأة بشكل واسع، وعدم كفاية معالجة القضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة. في المقابل، عمل تجمع نساء زنوبيا على معالجة هذه القضايا من خلال ثلاثة مسارات.
العنف المزدوج ضد النساء: العنف الأسري والأمني 
حول ذلك، قالت الإدارية في لجنة التدريب بتجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج، آسيا محمد: “النساء يتعرضن للعنف من طرفين: العنف الأسري والعنف الناجم عن الظروف السياسية والأمنية المتوترة”.
وأكدت آسيا: “العنف الأسري يشكل تهديداً كبيراً لسلامة النساء، حيث يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي داخل منازلهن؛ ما يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية”.
وأضافت: “القضية الثانية تتعلق بالجانب القانوني في ظل غياب الحماية القانونية الكافية للمرأة؛ ما يزيد تعقيد الوضع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وقلة فرص العمل”.
وأشارت إلى أن: “هذه الظروف تجعل من الصعب على النساء تحقيق الاستقلالية الاقتصادية؛ ما يجعلهن أكثر عرضة للعنف والاستغلال”.
واختتمت الإدارية في لجنة التدريب بتجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج، “آسيا محمد” حديثها: “يسعى تجمع نساء زنوبيا إلى إصدار قانون الأسرة الذي يوفر الدعم الاجتماعي والقانوني للنساء المتضررات من العنف، بهدف تحقيق بيئة آمنة ومستقرة تمكن النساء من العيش بكرامة والمساهمة بفعالية في تنمية مجتمعاتهن”.
تحولات المرأة من الظلم إلى القيادة السياسية والإدارية
في الشأن ذاته، قالت عضوة لجنة التدريب في تجمع نساء زنوبيا، هيفي عبد القادر: “تعرضت المرأة لمعاناة شديدة ضمن مجتمع يعاني من الذهنية الذكورية السلطوية، والتي كانت تسعى دائماً للتحكم بالمرأة”.
وأوضحت هيفي: “عملية التغيير تتطلب جهداً مزدوجاً لتغيير ذهنية المجتمع والمرأة معاً، وفق ثلاثة مسارات”. المسار الأول يكون بفهم فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وهو الحل الوحيد لتطوير شخصية المرأة وتمكينها: “بفكره وفلسفته، استطاعت المرأة أن تصل إلى مراحل متقدمة من القوة والريادة، حيث أصبحت تتمتع بمكانة ريادية في السياسة والمجتمع، وأثبتت وجودها بكل جسارة وقوة”.
وذكرت هيفي: “تركزت الجهود في المسار الثاني على التطوير الذاتي للمرأة من خلال مشاركتها في الأنشطة المختلفة مثل: الاجتماعات، والتدريبات، والمحاضرات، التي تهدف إلى توعية المرأة بتاريخها العريق ودورها الفاعل منذ آلاف السنين”.
وأضافت: “المسار الثالث انطلق بعد ثورة المرأة، حيث تولت المرأة مناصب قيادية وشاركت بفعالية في الانتخابات، ولعبت دوراً كبيراً في تنظيمها بالتعاون مع تجمع نساء زنوبيا والأحزاب الأخرى”.
واختتمت عضوة لجنة التدريب في تجمع نساء زنوبيا، هيفي عبد القادر: “رغم أن المرأة كانت تعاني من قيود شديدة قبل الثورة إلا أن الثورة ساهمت في تحريرها بنسبة 50% مع الحاجة المستمرة للعمل على تغيير الفكر وتعزيز التقدم، والانتقال من حالة الوهن لحالة التمكين الحقيقية”.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج، عقد اجتماعه السنوي في مقاطعة منبج مؤخراً، وصدرت عنه مخرجات رئيسية. أولاً، التوعية وتمكين المرأة من خلال حملات التوعية والمحاضرات حول التسول والأعمال اللاأخلاقية وتفعيل دار حماية المرأة والطفل.
 ثانياً، الدفاع عن حقوق المرأة والمجتمع بمواجهة الإعلام المعادي والهجمات التركية وتطبيق العقد الاجتماعي.
 ثالثاً، تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر افتتاح مشاريع اقتصادية تعاونية، وحملات دعائية للانتخابات البلدية، وقراءة مرافعة القائد “سيسيولوجيا الحرية”.