سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أينما تحلُّ تركيا يحلُّ الخراب

ميرخان عمادي_

يستمر الحزب الديمقراطي الكردستاني باللعب على وتر المصالح العائلية الضيقة، متغافلاً عن مصلحة الشعب الكردي في جنوب كردستان، وذلك عبر استمرار عائلة البرزاني بتنفيذ مصالح وأجندات دولة الاحتلال التركي الذي ينكّل بالشعب الكردي أينما كان، فالحزب الديمقراطي الكردستاني تاريخه حافلٌ بالتواطؤ مع المحتل في تمزيق الشعب الكردي وارتكاب المجازر بحق المناضلين في حركة التحرر الكردستانية التي دافعت ضدّ هجمات الاحتلال وسطّر أروع ملاحم البطولة على مدار أكثر من أربعة عقود واستطاع حماية الشعوب أثناء هجمات مرتزقة داعش على شنكال ودهوك والعديد من المناطق، فحين نتحدث عن وحدة الصف الكردي فأول ما يتبادر إلى الأذهان معاداة الحزب الديمقراطي الكردستاني لهذه الخطوة، بل يتجاوز كافة الخطوط إلى حدّ الخيانة العظمى بحق الشعب الكردي، ويترك لجيش الاحتلال التركي الحرية في التنقّل وبناء القواعد العسكرية وارتكاب العديد من المجازر، ويقاتل معه ضد حركة التحرر الكردستانية التي تُشكّل السد المنيع في حماية جنوب كردستان والعراق، فكما يعلم القاصي والداني الأطماع العثمانية القديمة الجديدة في العراق.
تركيا دولة مارقة معروفة بتاريخها الدموي بحقّ كافة الشعوب على مدار القرون وبشكلٍ خاص بحق الشعب الكردي، واليوم الحزب الديمقراطي الكردستاني يشارك تركيا في ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي ولا يتخذ أي موقف إيجابي حيال ما تقوم به دولة الاحتلال التركي في أجزاء كردستان.
تقوم الدولة التركية اليوم بحشد قواتها العسكرية في جنوب كردستان من أجل شن هجمات جديدة على قوات الكريلا التي تُسطّر ملاحم البطولة وتكبّد قوات الاحتلال خسائر فادحة عبر العمليات النوعية رغم استخدام تركيا لكافة أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً.
 تأتي هذه التحركات والتحشدات لجيش الاحتلال التركي نتيجة اتفاقيات مع حكومة بغداد وهولير، وخاصةً بعد زيارة أردوغان والمسؤولين الأتراك للعراق وإقليم كردستان.
حكومة بغداد التي كانت تتحدث دائماً عن خرق السيادة العراقية ووحدة أراضيها، تقوم اليوم بشرعنة الاحتلال التركي لأراضيها، عبر توقيع اتفاقيات تسمى بحماية الحدود، إلا أن هذه الاتفاقيات تعطي المجال لتركيا بالدخول في العمق العراقي وارتكاب مجازر أكثر بحق الشعب العراقي، أما الحزب الديمقراطي الكردستاني فهو المسؤول عما يحدث من إراقة دماء المواطنين والشباب الكرد الذين يسقطون على يد خيانتهم.
إن التحركات التركية الجديدة في جنوب كردستان تهدف إلى تهجير السكان الأصليين وإخلاء قراهم وبناء العديد من القواعد العسكرية ليصبح جنوب كردستان مستعمرة للاحتلال ينفذ من خلالها مشاريعه التوسعية داخل العراق.
وهنا علينا أن نشير أن الشعب في جنوب كردستان والعراق إذا لم ينتفضا بوجه هذا الاحتلال التركي، فإن دولة الإبادة ستنتهك الأخلاق والقانون الدولي أمام أعين العالم وستصبح أوطانهم مستعمرات للعثمانيين الجدد، فأينما تحلُّ تركيا يحلُّ الخراب.
يمتلك الشعبين العراقي والكردي الإرادة القوية وزمام المبادرة لردع تركيا، وعليهم تنظيم المسيرات والاحتجاجات والضغط على حكومتي بغداد وهولير للقيام بدورها في حماية السيادة العراقية وطرد الجيش التركي من أراضيهم.