سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حزب الوطن السوري ورؤيته السياسية لسبل حل الأزمة السورية

الحسكة/ محمد حمود ـ

يشارك حزب الوطن السوري بمنظوره السياسي التطورات والأحداث في المنطقة، فيما يجد بأن اللامركزية هي الحل الأنسب لأزمة السورية، وبأن المرأة كان لها الدور الفعال والمؤثر في صنع القرار، وقد ضحت بنفسها في سبيل ذلك.
عقد حزب الوطن السوري خلال الفترة الماضية مؤتمرا أجرى خلاله العديد من التغييرات، التي وصفها أمينه العام بحالة النشاط المستمر والمراجعة الدقيقة لنشاطاته السياسية والاجتماعية؛ وللاطلاع على رؤية الحزب وأبرز التغيرات بعد هذا المؤتمر؛ أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءً مع ثابت الجوهر؛ الأمين العام لحزب الوطن السوري، وراية عليوي؛ رئيسة مكتب المرأة في الحزب.
أهداف الحزب والتغييرات الجديدة
وأحدث الحزب في مؤتمره الأخير تغييرات في بنيته ونظامه الداخلي، وبهذا الخصوص قال الأمين العام للحزب الوطن السوري ثابت الجوهر: “إن حزب الوطن في حالة نشاطٍ مستمر ومراجعة دقيقة لنشاطاته السياسية والاجتماعية؛ لذا فهو في حالة تجدد مستمر وفق تقييمه الوقائع والنتائج، التي توصل إليها”، مؤكداً بأن التقييم والتغيير المستمر هو سمة من سمات حزب الوطن وهو ما يمنع حالة الركود وسط أمواج عاتية تضرب الساحة السياسية.
وتابع حديثه: “نسعى دوماً لأن يبقى الحزب متماسكاً هيكلياً، ومتكاملاً سياسياً واجتماعياً، وفق رؤيةٍ بناءة، وبالتأكيد فمنذ المؤتمر الأخير للحزب طرأت تغييرات جوهرية نعول عليها بأن تكون تغييرات صائبة، تلبي أهداف وتطلعات الحزب”.
وفي التغييرات الأخيرة للمؤتمر، سعى الحزب للمضي قدماً نحو تحقيق أهدافه ورؤيته، فالحزب منذ مؤتمره الأخير تمكن من الاستناد إلى نخب مجتمعية فاعلة وهادفة، وتمكينها في هيكليته على الأصعدة السياسية والتنظيمية كافة، مضيفاً: “هذه النخب كلها تحمل هماً وطنياً، وتحمل على عاتقها إمكانية إيجاد صيغ تقريب وجهات النظر بين أطياف المجتمع السوري كافة، وهذا هو الهاجس الأبرز، الذي يحمله أعضاء الحزب ومناصروه على عاتقهم حتى بلوغ الهدف المنشود في الوصول بالوطن السوري نحو الحرية، والكرامة، والعدالة”.
رؤية الحزب للأزمة السورية وسبل الحل
تستمر الأزمة السورية بعامها الثالث عشر، في ظل غياب الحل، فتزداد التعقيدات، وأرجع الجوهر ذلك إلى: “الأزمة السورية هي أزمة معقدة ومتشعبة، وتأثرت بشكل أو بأخر بالديناميكيات الإقليمية والدولية، فالتدخلات الخارجية أدت إلى تعقيد الموقف السياسي والعسكري، وعملت على خلق حالة من الانقسامات الداخلية في المجتمع السوري المتنوع عقائدياً ودينياً وأيديولوجياً وسياسياً، ونحن في حزب الوطن نؤمن بأن هذا التنوع هو موطن القوة لدى الشعب السوري، إن وضع في سياقاته الوطنية، وليس كما أرادت له المصالح الدولية، بأن يكون تنوع تفرقة وتشرذم، ونحن نعمل جاهدين على جعل تنوعنا أساس حل أزمتنا، وليس جرها إلى حالة من استعصاء الحل”.
الحوار السوري السوري، هو الحل الأنسب للأزمة السورية، هذا ما دعته الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك مجلس سوريا الديمقراطية مراراً، إلا أنه بقي مشروعاً مطروحاً دون تنفيذ على أرض الواقع، وفي هذا السياق لفت الأمين العام لحزب الوطن السوري إلى صعوبة وجود حل للأزمة: “استعصاء الأزمة السورية واستمرارها إلى يومنا الحاضر، يعود لعوامل هامة عدة، على رأسها التدخلات الخارجية، التي زادت تعقيد الأزمة وصعوبة التوصل إلى حل سياسي، وهو ما ساهم أيضاً في صعوبة الوصول إلى توافق وطني شامل، بما أن هذه الأطراف الخارجية تغذي حالة الانقسام، ولنكن صريحين وشفافين في طرحنا، يحكم العلاقات “السورية السورية” اليوم حالة من انعدام الثقة، ورفض قبول الحوار بناءً على حسابات مسبقة زرعت بذورها أطراف خارجية داعمة لهذا الانقسام، وتبحث عن مصالحها في الساحة السورية، وتسعى للوصول إليها من خلال ضرب السوريين بعضهم ببعض. لذا؛ نؤمن بأن الحل يكمن في نهاية المطاف بيد السوريين وهم وحدهم قادرون على النهوض والخروج ببلدهم من قعر البئر، التي رمتهم فيها المصالح الدولية”.
مبدأ اللامركزية حل الأزمة
اللامركزية بدأت بها العديد من النخب السياسية في سوريا وبالأخص إقليم شمال وشرق سوريا، ويعد حزب الوطن السوري إحدى تلك الأطراف، التي تجد في اللامركزية السبيل لحل الأزمة السورية.
وتابع حديثه: “مبدأ اللامركزية هو مبدأ يدعو إلى تقديم السلطة والصلاحيات إلى مستويات إدارية أقرب إلى المواطنين، بدلاً من تركيز السلطة في مركز واحد بعيد عن الحياة اليومية للمواطنين، وهو نموذج ناجح لبلدٍ ثري بتنوعه الثقافي والعقائدي والاجتماعي، فالدول المتقدمة كدول الاتحاد الأوروبي احتكمت إلى اللامركزية، بعد أن عاثت بها المركزية فساداً ودفعتها إلى الحضيض، فما الذي قدمته مركزية هتلر لألمانيا أو موسوليني لإيطاليا أو غيرهم الكثير؟ لذا فإننا نقول: إنه في السياق السوري، يمكن أن ينظر إلى اللامركزية على أنها إحدى السبل الهامة والممكنة لحل الأزمة السورية، ونحن نعمل إلى الوصول إلى حل الأزمة، وفق هذا السبيل لما له من أهمية تكمن في تمثيل الأطراف، وتلبية احتياجات المجتمعات بشكل أفضل، وتعزيز مشاركتها في رسم خطوط مستقبلها بكل شفافية وإرادة حرة، تصب في سياق التطوير والنهوض في الوطن السوري، ونحن ندرك جيداً بأن تحقيق اللامركزية يتطلب توافقاً واسعاً وجهوداً جادة لبناء الثقة بين الأطراف المختلفة، ونحن نعمل على ذلك للوصول إلى اللامركزية، التي نؤمن بأنها، وليس ذلك تقسيماً كما يدعي البعض بقدر ما هي اتحاد.. وفي الاتحاد قوة كما يقال”.
الديمقراطية الراسخة نتاج نضال شعبي
ويجد الحزب الوطن السوري بأن الديمقراطية المتعايشة في إقليم شمال وشرق سوريا، هي ثمرة نضال شعبي في المنطقة: “يعيش إقليم شمال وشرق سوريا، على الرغم من المساعي الداعية لخنقه اقتصاديا وعرقلة مسار التطور فيه، حالة من ترسيخ الديمقراطية بأشكالها ومفاصلها، لذا فإننا نرى بأن الديمقراطية هي ثمرة نضالٍ شعبيٍ كبير قدمه أبناء المنطقة، ومن منظورنا، نرى أن الشعب السوري يستحق جني ثمار نضاله الشعبي بالحرية والكرامة، وفق نظامٍ ديمقراطيٍ عادل يطبق على كامل الجغرافية السورية على الرغم من المحاولات، التي بذلتها وتبذلها الأنظمة القمعية لسلب إرادته الجامحة، وتطلعه في الوصول الى العيش بديمقراطيةٍ عادلة”.
دور المرأة في الحزب
وفي حزب الوطن السوري يكون للمرأة نصيب كبير في المشاركة، والفعالية، إلى جانب وجود مكتب خاص لها، يعنى بشؤونها، ويمارس دورها سياسياً، وبدورها تحدثت لصحيفتنا رئيسة مكتب المرأة في الحزب راية عليوي.
وكشفت في حديثها عن أبرز المكاتب واللجان الخاصة بالمرأة في الحزب، والمكانة التي تشغله في الهيكل التنظيمي: “ترسخ المرأة بشجاعتها وقوتها قيم العدالة والمساواة في جوانب الحياة كلها؛ لذا فهي تمثل دورها في مكاتب حزبنا “حزب الوطن السوري” سواء كانت في المكاتب واللجان وصولاً إلى المكتب السياسي، ومكتب التنظيم والأعلام، واللجان المركزية إلى جانب نشاطها في المجتمع، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المرأة، فهي تنظم نفسها في مكتب المرأة داخل الحزب وتأخذ دورها الريادي في هيكلية حزب الوطن السوري تنظيمياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً مع الحفاظ على خصوصية المرأة من خلال نشاطها في مكتب المرأة، ومكتب الشباب “المرأة الشابة””.
وسلطت راية الضوء على دور المرأة في الحزب، وفي المجال السياسي عامة: “من منظور حزبنا نؤمن أن المرأة تعكس رؤية متجددة، ومتفتحة للمستقبل؛ لذا نسعى في حزب الوطن السوري، إلى أن تجسد المرأة قوة التأثير والتغيير في المشهد السياسي، وأن تلعب دورها الحقيقي في تنظيم نفسها من خلال مكانتها الريادية، وقدرتها على القيادة، وتمكين نفسها وتطويرها لتكون حجر زاوية في مراكز صنع القرار ونؤمن بأنها قادرة على تمكين نفسها لفتح أبواب جديدة للحوار والتعاون البناء في القيادة السياسية، كما أنها قادرة على صناعة فارقٍ في المجالات كافة من خلال إظهار طاقاتها الكامنة واستثمارها تلبيةٌ لتطلعاتها بما يليق بمكانتها لتصب جهودها في نهاية المطاف في سياق صقل ملامح الإنجاز المتمثل بالحكمة والتفاني”.
المرأة صانعة قرار وقيادية بارزة
وقيمت راية الدور السياسي، الذي لعبته النساء في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال انضمامها إلى الأحزاب والتنظيمات: “المرأة في سوريا عموماً وفي شمال وشرق سوريا خصوصاً لعبت دورًا مهمًا ومتنوعًا في المجتمع على مدى السنوات العديدة، وقد تأثرت بأوضاع البلاد والتحولات السياسية والاجتماعية المتغيرة، حيث تمكنت بكل تأكيد في معظم المواطن ابتداء من الأسرة إلى المؤسسات والأحزاب السياسية أن تكسر حاجز الجليد، وأن توجد مؤثرة، وصانعة قرار وقيادية بارزة، كما أنها عززت بأناقتها الفكرية والمؤثرة حضورها في الساحة السياسية”.
وفي ختام حديثها؛ استشهدت رئيسة مكتب المرأة في حزب الوطن السوري ببعض الأمثلة عن نساء فعالات في إقليم شمال وشرق سوريا، يحتذى بنضالهن ومقاومتهن: “هناك شخصيات قطعت أشواطا هامة في هذا المجال مثل: الشهيدة المناضلة هفرين خلف، التي ضحت بحياتها لنصرة قضيتها، فكانت منارة وشعلة أنارت الدرب المظلم، أمام نساء كثر اقتدين بنضالها وتفانيها لتخلق لدى النساء حالة من الإلهام والإصرار على تحقيق التغيير الإيجابي، كما أن إلهام أحمد، هي خير مثالٍ عن الإرادة الصلبة للمرأة السياسية، سيما أنها تمكنت من تمثيل الشخصية القيادية، التي خلقت من خلالها منعطفات هامة على الساحة السياسية المحلية، والإقليمية والدولية، وبنت جسورا من التفاهم والتعاون في مجتمعاتنا السياسية”.
ويشار إلى أن حزب الوطن السوري، ومنذ تأسيسه حزباً سياسياً يشارك برؤيته في التطورات السياسية إلى جانب تنظيم محاضرات، وندوات بهذا الخصوص، كما أن عمل على توسيع نطاق عمله بفتح مكاتب للحزب في مناطق متعددة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا.