سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حملة “الحرية للقائد عبد الله أوجلان الحل السياسي للقضية” الكردية مستمرة

دجوار أحمد آغا_


لا شك أن القائد والمفكر الأممي الكبير عبد الله أوجلان، قد أصبح رجل هذا القرن بلا منازع، مثلما كان نيلسون مانديلا رجل القرن العشرين، فإن القائد والفيلسوف أوجلان، هو رجل القرن الواحد والعشرين بدون أدنى شك.  فالفكر والفلسفة، اللذان قدمهما للشعب الكردي ولشعوب الشرق الأوسط والعالم عامة، تُعدان طريق الحل لمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لمختلف الأمم والأقوام والشعوب بلغة الحوار السياسي، والتوجه نحو السلام بعيداً عن ثقافة الحرب، والقتل، والدمار.
لذلك هذه الثقافة قد لا تلائم قوى الهيمنة العالمية التي تسعى دوماً إلى الربح الأعظمي، الذي يتم تحصيله في حالات الحروب، أكثر مما يتم ذلك في مراحل السلام؛ لذا نرى أن هذه القوى حاربت القائد أوجلان بأجندتها وعملائها العديدين، وعملت على إخراجه من ساحة المقاومة، ساحة الشرق الأوسط الى أوروبا، ومنها الى أفريقيا، فقامت بخطفه من العاصمة الكينية نيروبي، وسلمته إلى السلطات التركية، التي وضعته في معتقل جزيرة إيمرالي منذ 26 عاماً ولا زال هناك.
العزلة والتجريد 
لم تكتفِ تلك القوى بالقرصنة والخطف والأسر، لكنه وجدت القائد ساعيا إلى تحقيق السلام في ضمانة حقوق الشعب الكردي، والعمل الجاد عليها، والعيش المشترك مع الشعب التركي في إطار ديمقراطي حقيقي، وحل القضايا العالقة بالحوار البناء الهادف مع الدولة التركية، فقربت وجهات النظر إلى اتفاق “دولمة بهجة” 2015 بمشاركة حزب الشعوب الديمقراطي HDP. فقامت قوى الهيمنة العالمية من خلال شبكتها الأخطبوطية، وفرضت على القائد أوجلان نظام عزلة خاصة، مع تجريده المتعمد من حقوقه المدنية كافة، وقد ازدادت منذ 25 آذار 2021، فلم يسمح لهيئة المحامين، ولا عائلته من التواصل معه، ولم ترد أية أخبار أو أنباء عن وضعه وصحته، وهذا ما أثار حفيظة الشعوب، التي تؤمن بقضيته؛ فتقوم هنا وهناك فعاليات نشطة للمطالبة ببيان وضع القائد وإطلاق حريته.
الاحتجاجات والحملات الداخلية 
لم يقف الشعب الكردي، وشعوب المنطقة التي تعرفت على فكر وفلسفة القائد أوجلان، التي رأت في هذا الفكر خلاصها من العبودية، والذل والاستسلام للأنظمة الدكتاتورية، فقامت تلك الشعوب متحدة بالخروج في مسيرات تنديد، وإقامة خيم اعتصام، وإضرابات عن الطعام، وغيرها من الفعاليات الجماهيرية الحاشدة؛ للمطالبة بفك العزلة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان.
من أكثر الفعاليات تأثيراً، وما زالت مستمرة الى يومنا هذا، حملة إضراب السجناء السياسيين المعتقلين في سجون تركيا، وباكور كردستان من أعضاء حزب العمال الكردستاني PKK، ومناضلات حزب حرية المرأة الكردستانية PJAK، في فعالية الحملة العالمية، التي انطلقت في 10/10/2023 في 74 بلدا، ومدينة حول العالم، وقد دخل هذا الإضراب يومه الـ 213 تحت شعار “عش الظروف ذاتها مع قائدنا”، حيث قرروا عدم التواصل مع عوائلهم، فلا اتصالات هاتفية، ولا محاكم ولا زيارات، كالواقع الذي يعيشه القائد في السجن تماما، وتقام فعاليات كبيرة تؤيد هذا الإجراء وتقف إلى جانب هؤلاء المضربين حتى تحقيق الأهداف المرجوة.
فعاليات الحملات العالمية 
تستمر الفعاليات الجماهيرية الشعبية والسياسية ضمن إطار الحملة العالمية “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية” في مختلف مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، فقد خرجت الآلاف من أبناء شعوب هذه المناطق في مسيرات حاشدة للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، مثل بلدة الكسرات في ريف دير الزور الغربي، فقد خرجت حركة الشبيبة الثورية السورية واتحاد المرأة الشابة في مسيرة مشددين فيها على مواصلة المقاومة، والسير على درب الشهداء حتى تحقيق حرية القائد أوجلان الجسدية.
كما قامت عضوات اتحاد المرأة الشابة في مدينة المنصورة في مقاطعة الطبقة، بمسيرة شارك فيها أعضاء المؤسسات المدنية والمجالس والكومينات الى جانب الأهالي في المنصورة والطبقة، ردد فيها المشاركون شعارات تدعو الى تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان إلى جانب التأكيد على العيش المشترك وأخوة الشعوب.  بينما قام مؤتمر ستار في الحسكة، بتنظيم مسيرة جماهيرية تحت شعار “حرية القائد آبو ضمان لحرية الشعوب والسلام في الشرق الأوسط”، فقد شارك فيها المئات من أهالي الحسكة، وتل تمر، وتل براك، ومن مهجّري سري كانيه المحتلة القاطنين في مخيمي واشو كاني، وسري كانيه.
الخاتمة
الشعوب التي تعرّفت على فكر وفلسفة القائد أوجلان، لم يعد بمقدورها الاستغناء عن هذه المفاهيم والقيم النبيلة، والتي وجدت نفسها فيها. هذه الشعوب، التي تعرضت للظلم والاضطهاد منذ عقود من الزمن على أيدي الأنظمة القمعية والاستبدادية، تعرّفت على طريقة جديدة للحياة تستنشق فيها الحرية، التي تستحق أن تقدم الشعوب من أجلها خيرة أبنائها وبناتها قرابين لها.
لذا؛ فإن هذه الشعوب تلتف حول القائد أوجلان وتؤكّد بأن العزلة المفروضة عليه مخالفة للأنظمة والمواثيق الدولية، والأنظمة الخاصة بالسجون والمعتقلين السياسيين، هذا الأمر الذي دفع بهم وبالملايين من أحرار العالم للخروج في مسيرات احتجاجية ومندّدة باستمرار العزلة والاعتقال الجائرين.