فحين نتطرق للأوضاع في كل من سوريا والعراق على مدار السنوات الماضية من الأزمات التي عصفت بالبلاد، نجد أن الشعبين العراقي والسوري ذاقا الأمرّين من الحروب التي دمرت وشردت الشعبين في كلا البلدين، ليزداد الوضع سوءاً، فالانقسامات في العراق والتناحر بين الأطراف السياسية وخلق الفتن بين الشعوب داخل البلاد، أرهق جسد العراق الذي لم يذق طعم الاستقرار والأمان، والسبب الرئيسي في ذلك عدم وجود استقرار سياسي بين الأطراف التي تحكم البلاد، والذي سمح للاحتلال التركي استغلال تلك الظروف، ودخل كالطاعون في جسد الدولة العراقية وهمه الوحيد إعادة أمجاد الدولة العثمانية البائدة، وتنفيذ الاتفاق الملي لاحتلال الموصل وكركوك وكذلك وضع العراق تحت قبضته بحجة الاتفاقات الاقتصادية المبرمة بين الطرفين ومحاربة حزب العمال الكردستاني، فأردوغان وتحت مسمى مشروع التنمية والسكك الحديدة يُخفي نواياه الاستعمارية، فقد كان الاحتلال التركي الداعم الأساسي لمرتزقة داعش الذي دمر البلاد، وارتكب العديد من المجازر، وكذلك أصبحت لتركيا قواعد لا تحصى في إقليم كردستان، وانتشار الاستخبارات التركية التي تتجول في الإقليم وكأنها أراض تركية وعمليات الاغتيالات التي تقوم بها، ناهيك عن الهجمات المستمرة بكافة صنوف الأسلحة؛ ومنها المحرمة دولياً التي كانت سبباً في ارتقاء العشرات إلى الشهادة، بالإضافة إلى حرق طبيعة كردستان وقطع مياه نهري دجلة والفرات، فبدلاً من اتخاذ حكومة بغداد وهولير موقفاً من تلك الانتهاكات الجسيمة والخروقات المستمرة للسيادة العراقية، نجدهم مثل حجارة الشطرنج يلعب أردوغان بمصير بلادهم كما يشاء، ويقومون بتنفيذ مخططاته على حساب الشعب العراقي ويحاولون ضرب أي مشروع ديمقراطي داخل العراق وخاصةً منطقة شنكال، التي كانت ضحية مؤامراتهم عند دخول مرتزقة داعش إليها، وارتكاب جينوسايد بحق الشعب الإيزيدي الذي تعرض للكثير من المجازر عبر التاريخ، وهنا شكلوا إدارتهم الذاتية وقوات الحماية للوقوف بوجه كافة المجازر.
القادم بوست