سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المُهَق في يومهم العالمي ليسوا أشباحاً بل بشراً

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

لم يشفع لهم ارتباط اللون الأبيض بالفال الحسن، فبياض بشرتهم لم يعفهم من العنت، تنمراً أو تمييزاً أو حتى قتلاً، في يومهم العالمي لنتحدث عنهم قليلاً، من هم من نعتوا بالبشر الأشباح. 
كثير ما يعاني المميزون من العنصرية والتجريح لأنهم مختلفون فقط، والأكثر عرضة للتنمر والنفور هم النساء والأطفال، فكيف لو كانوا يعانون من مرض جلدي لا يمكن علاجه، فقد ينفرهم المجتمع ويعدهم آفة من آفاته.
وهذا ما يعاني منه مرضى المهق، أو كما يطلق عليه عامية “البرص” إي انخفاض وانعدام مادة الميلانين في الجسم، وللتعريف بمرض المهق تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يقضي بإعلان يوم 13 حزيران يومًا عالميًّا للتوعية بالمُهق.
تعريف المهق
والمهق حالة نادرة الحدوث يولد بها الإنسان، وهي غير معدية وإنما وراثية، وفي أشكال المهق تقريباً لا بد أن يكون كلا الوالدين حاملاً للجين لكي ينتقل المهق إلى الأبناء، حتى وإن لم تظهر علامات المهق على الوالدين.
يصيب المهق كلا الجنسين بغض النظر عن الأصل العرقي، ويوجد في بلدان العالم كلها، وينجم المهق عن غياب صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين؛ ما يجعل الشخص المصاب به شديد التأثر بالشمس والضوء الساطع، ويؤدي ذلك إلى معاناة المصابين بالمهق تقريباً من ضعف البصر، ولا يوجد أي علاج لغياب الميلانين الذي هو السبب الأساسي للمهق.
في بعض البلدان، يتبرأ الأزواج من نسائهم اللائي يلدن أطفالًا مصابين بالمهق، كما يتخلون عن أطفالهم، الذين يصبحون ضحايا لممارسات وأد الأطفال، كما يتجنب العديد من الرجال الزواج من فتاة مصابة بالمهق.
وعوضاً عن معاملتهم كأشخاص عاديين، صورهم صناع السينما أشرارا أو شياطين أو من غرائب الطبيعة، وهذا ما عزز فكرة كونهم مختلفين، وهناك صمت اجتماعي وتجاهل كبيرين للعنف المُمارس ضد الأشخاص المصابين بالمهق.
وما زاد الطين بلة، أنه تحوم الكثير من الأساطير الأفريقية حولهم، فهم مصدر البركة لمن يحصل على بعض أعضائهم، كالشعر أو الأصابع، مما يعرضهم لمحاولات قتل من المرضى النفسيين.
معاناة مخفية 
وبالرغم من المعاناة المجتمعية، فإن نقص المادة الصبغية المُلونة (الميلانين) يعني أن الأشخاص المصابين بالمهق معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان الجلد، وللوقاية من ذلك عليهم استخدام وسائل الوقاية من الشمس، واستخدام النظارات الشمسية والملابس الواقية من أشعة الشمس.
وبسبب نقص الميلانين في الجلد والعينين، فغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من ضعف بصري دائم يؤدي غالبًا إلى إعاقات، كما يواجهون تمييزًا بسبب لون بشرتهم؛ وبالتالي فإنهم غالبًا ما يتعرضون لتمييز متعدد ومتقاطع الأسباب.
فيما بقيت العديد من الدول تعده مرضاً مزمناً، يجب الابتعاد عن المصابين به، ومن الضروري في اليوم الدولي للتوعية بالمهق توعية هؤلاء الأشخاص لفهم ماهية هذا المرض، وأنهم ليسوا أشباحاً بل بشراً مميزين، يمكنهم عيش حياة بسيطة وعادية كغيرهم من البشر.