سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حين يرتفع صوت الديمقراطية يتهاوى المستبدون

ميرخان عمادي_

يعتبر نموذج الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، نموذج قائم على فكرة الأمة الديمقراطية، ونموذج يقوم على الحرية والمساواة يتكون من أطياف مختلفة وعناصر مختلفة دينياً وعرقياً، حيث يتمتع جميع المواطنين بالحرية والمساواة.
وقد توسّع القائد عبد الله أوجلان في شرح الجانب الاقتصادي وتطرّق إلى البلديات، وأنها تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي وبالتالي لا يحصل لديها مشكلات اقتصادية أو عجز في الاقتصاد لأن الاكتفاء الذاتي، هذا يعتمد على المُقدرات الذاتية بالنسبة للناحية الاقتصادية، فالشعوب تستطيع تنمية اقتصادها دون أن ترتبط بالدول الرأسمالية.
النظام الفاشي التركي يخشى من بزوغ الديمقراطية في المنطقة، ويخشى من خدمة رؤساء البلدية لشعوبهم ولهذا فقد أردوغان صوابه بعد الانتخابات المحلية في باكور كوردستان وتركيا، وخسارته الفادحة لأغلب البلديات وهذا دليل أن الشعوب أصبحت واعية بالنسبة لمن يمثلها واختارت قيادة نفسها بعيداً عن العقلية الاستبدادية الواحدة، وهنا بدأ أردوغان بمحاربة إرادة الشعوب التي انتخبت ممثليها لقيادة البلديات، وكلُّ ظنّه أنه سينجح بخداع الرأي العام فهبّت الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية بوجهه، كما حدث في انتفاضة وان، والآن الأمر ذاته في جولميرك، فلم تعد الشعوب تثق بتلك الأنظمة المستبدة.
والأمر ذاته في شمال وشرق سوريا فما أن أعلنت الشعوب عن رغبتها في تطوير النظام الديمقراطي وإجراء انتخابات البلديات في إقليم شمال وشرق سوريا، حتى بدأت كافة الأطراف المعادية للديمقراطية بالنفخ في الأبواق وتوزيع كيل الاتهامات الباطلة وخاصةً تركيا التي استمرت بهجماتها للمنطقة واستهدافها للبنية التحتية وحرق المحاصيل الزراعية واستهداف المواطنين بهدف تفريغ المنطقة من سكانها وتجويع شعوبها من خلال استهداف لقمة عيشهم.
 أردوغان الذي كان ولايزال زعيم الإرهاب والداعم الرئيسي الأول لمرتزقة داعش والذي لم يتحدث يوماً عن خطر داعش على أمنه القومي يقول، اليوم، أن انتخابات البلديات في إقليم شمال وشرق سوريا تشكل خطراً على أمنه القومي، ويعتبر شعوب المنطقة بكافة مكوناتها خطراً؛ كونها اختارت الديمقراطية وكذلك نفس الخطوة بالنسبة للقوى الدولية والإقليمية المستبدة.
إن القائد عبد الله أوجلان أكد عبر فلسفته أن مشروع الأمة الديمقراطية لا يحتاج إلى قيادات استبدادية ولا لأحزاب تبحث عن السلطة والمنفعة، لأنها بالنهاية لا تخدم إلا نفسها بقدر ما هو بحاجة لشعب منظم، وهنا نجد أن مقاومة الشعوب وإرادتها القوية ووقوفها خلف مشروعها الديمقراطي الذي تحقق بتضحيات الآلاف من أبناء وبنات المنطقة هي السبيل الوحيد لمواجهة تلك المخططات ومن ذاق طعم الحرية والديمقراطية لن يتنازل عنها.