سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كتاب “سجالات في الأدب والفن” حوارات ثقافية

"نثارات إبداع بألوان قوس قزح"

 عبد الرحمن محمد_

لا يكاد يمر يوم في إقليم شمال وشرق سوريا، إلا ونشهد خروج أعمال أدبية وفنية للضوء، لتضيف لساحة الفكر والإبداع صفحة جديدة، وكتاب “سجالات في الأدب والفن” حوارات ثقافية، للكاتب نصر محمد، من الإصدارات الجديدة والمميزة وبجزأيه الأول والثاني.
الكتاب وكما ينوه الكاتب في العنوان، حوارات أدبية مع شخصيات فاعلة في ميادين الثقافة والفن والأدب بأشكاله، تقارب الستين شخصية، هو كتاب يقع في 756 صفحة في جزأين، وتتنوع الموضوعات والنقاشات في هذه الحوارات، فتضفي نكهة من حب الاستطلاع لدى القارئ والبحث عن المزيد في خفايا وخلفيات الحوارات.
تناولت الحوارات أراء كتاب وشعراء وفنانين تشكيليين حول القضايا الثقافية والفنية المهمة، مثل تقييمهم، لأوضاع الثقافة في بلدانهم، في النشر الورقي، وفي النقد، والكشف عن الصعوبات التي تواجههم، وأمور أخرى مثل الفرق بين كتابات الرجال وكتابات النساء. وتسليط الضوء على نقاط جوهرية تتجسد في ظروف الكتابة التي عاشها الشاعر، أو القاص أو الروائي لحظة إبداعه، وإنتاجه للنصوص الأدبية.
ولتسليط الضوء أكثر على الكتاب، أوضح الكاتب نصر محمد في تصريح خاص لصحيفتنا “روناهي”، أن هناك روابط ومفاهيم وتطلعات تجتمع عليها العديد من الرؤى: “الرابط بين هذه الحوارات، هو الكشف عن التغيرات التي يشهدها العالم من خلال الوعي بعملية التفاعل بين رؤية الكاتب، أو الشاعر أو الفنان التشكيلي واستراتيجيات الإبداع لديه، ومختلف مكونات الإطار المرجعي الذي يتعامل معه”.بعض فرصة للتعريف بهم، ذلك إن العديد من المبدعين والمتميزين لم تتح لهم الفرصة للتعرف عليهم أكثر، فكانت الحوارات أولا والكتاب ثانيا فرصة لذلك: “في إطار سلسلة الحوارات، التي قمت بها بقصد إتاحة الفرصة أمام المهتمين بالشأن الثقافي والفني والإبداعي والكتابة الأدبية بشكل عام، والذين يعانون من ضآلة المعلومات الشخصية عن أصحاب الإبداعات الثقافية، لذلك الحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم عن قرب”.
والمرأة حاضرة في مجمل الحوارات، كما يشير محمد: “ضمن مجموعة الحوارات التي أجريتها مع الشعراء والشاعرات، أتناول بشكل عام دور المرأة في المجتمعات التي تعيش فيها، ومدى تقدمها ونيلها لحقوقها، إضافة إلى معرفة الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم بها. يقول المهاتما غاندي: لو لديك تفاحة ولدي تفاحة وتبادلناهما، سيبقى لكل منا تفاحة واحدة، لكن لو كانت لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلناهما، سيكون لدى كل منا فكرتان”.
نصر محمد أشار إلى أهمية الحوار في بناء فكر حر ومجتمعات راقية : “أعتقد أن الحوار الذي ينتج عن أسئلة وأجوبة بين طرفين سيكشف ليس عن فكرتين فقط، وإنما عن أفكار عدة، ومن هنا فإنني أضع أمام القارئ هذه الحوارات، بما تضمها من سجالات وتباينات في المواقف من قضايا ومعضلات مازالت تحتاج من الجميع، وخاصة من الأنتلجيسيا الواعية” النخبة المثقفة”، المزيد من العمق والمسؤولية الفكرية في توجيه دفة الثقافة نحو ضفاف الإنسانية، ونحو السلام والتآلف في سبيل أن يبقى الأدب سراجاَ أخلاقياً معرفياً، وأن تستمر الفنون في صناعة الجمال والرقي لإشباع حاجات الإنسان المعرفية والجمالية العليا” .
الكاتب نصر محمد أكد في ختام حديثه الهدف والغاية المرجوة، التي يتوخاها في هذا العمل: “أسعى إلى البحث عن ذلك المكان الخفي، الذي ينظر منه الأديب، فيرى ما ﻻ يُرى، ويجمع فيه الشاعر صوره الحاملة مآرب الثائرين، والروائي الذي يهب الحكمة والنبوة، والقاص الناظر من مكان ما في هذا العالم، النافخ لقيامة شخوصه في غفوة.. إن هؤلاء ﻻ بد أن يكونوا في مكان بعيد، يروننا، وﻻ نرى فيهم ساقا وﻻ يدا، والحق إذا وضعنا أنفسنا بخلاف ما نحن عليه الآن ولو قليلاً، لظهر تجل جديد”.
نصر محمد يقتفي الأشياء يبحث عن حقائق حاضرة غائبة، يدلل على كوامن جميلة قد لا تبصرها إلا عين العالم والمتعقب الحالم، فهو يقبض على الكثير من الحقائق، ويضعها على مائدة الإبداع للباحث والقارئ على حد سواء. لينتقي كل منهما ما يرى ويشاء.
يذكر أن الكتاب بجزأيه من نشر وتوزيع دار الإيقونة للدراسات والترجمة والنشر، المتابعة والتدقيق عبد الوهاب بيراني، التصميم الداخلي والإخراج الفني، وتصميم الغلاف رامي مسور.
والكاتب والشاعر الكردي نصر محمد من مواليد مدينة عامود 1967، مغترب منذ عام 2015، عمل ويعمل في العديد من المنتديات الثقافية والأدبية، وساهم في تأسيس العديد من المنصات الحوارية الكردية والعربية والأمازيغية وهوَ عُضوٌ في الاتِّحادِ العامِ لِلكُتَّابِ والصَّحفيينَ الكُردِ – سُوريَّا. نشر في العديد من المجلات والصحف العربية والمواقع الالكترونية.
ولنصر محمد خمسة أعمال مطبوعة: “لِلعِشقِ أحلامٌ مُجَنَّحةٌ – مجموعةٌ شِعريَّةٌ، لِلحِبرِ رائِحةُ الزَّهرِ- مجموعةٌ شِعريَّةٌ، صَدى المَعاني- قِراءاتٌ في كُتُبٍ أدبيَّةٍ، – سِجالاتٌ في الأدبِ والفَنِّ – الجزء الأول والجزء الثاني – حِواراتٍ ثقافيَّةً، قناديل عامودا -كتاب تراجم الأعلام – الجزء الأول”.