سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تربية الخيول الأصيلة.. مهنة منتشرة في إقليم شمال وشرق سوريا

الحسكة/ محمد حمود ـ

كانت الخيل سابقاً تستخدم للتنقل والقتال، والاعتماد عليها في تأمين المستلزمات اليومية، ولكن بعد غزو الحداثة، ظهرت وسائل نقل عديدة سهلت عملية النقل والسفر، وقلصت أعداد الخيل، وذلك بسبب غلاء تكلفتها وتربيتها، فيما أصبحت تربية الخيل محدودة لدى محبيها.
تعد مشاريع تربية الخيول من المشاريع المكلفة، وإن كان على مستوى محدود، فهي تتطلب مساحة كبيرة من الأرض، وكذلك الكثير من الإنفاق على التجهيزات والتشغيل. إلا أنه في المقابل مشروع مربح جداً فمتوسط الربح في الحصان الواحد يصل إلى 40% وهو رقم كبير خاصة في ظل الأسعار المرتفعة للخيول.
بهدف العروض والتجارة.. تنشيط مشاريع تربية الخيول الأصيلة
لقد نشطت في إقليم شمال وشرق سوريا عموماً، وفي ضواحي وأرياف مدينة الحسكة على وجه الخصوص مشاريع تربية الخيول العربية الأصيلة، حيث أنشأ المربون مزارع مخصصة لغايات عدة، وأبرزها السباقات والعروض والتجارة، مشيرين إلى أن هكذا مشاريع تحتاج إلى العديد من المتطلبات.
وفي السياق، التقت صحيفتنا “روناهي”، أحد مربي الخيول من الحسكة “عدنان العليوي“، والذي تحدث بدايةً، عن العديد من المميزات التي دفعته لتنفيذ هذا المشروع الاستثماري دون غيره، نظراً للإقبال الكبير وكثرة الطلبات على الخيول الأصيلة التي يتم تقديمها في المشروع، مشيراً، إلى أنه انطلق بمشروعه في العام 2010.
وهناك العديد من العناصر المثالية، التي استطاع من خلالها، الوصول إلى تحقيق النتائج المثالية من حيث المبيعات، عبر التوافر الكبير لوسائل الترويج كالعروض والمسابقات، وفقاً للعليوي.
وأشار، إلى أنه ركز منذ بداية تنفيذه لهذا المشروع على توافر السلالات المميزة، التي استطاع من خلالها أن يلاقي استحسان الكثير من العملاء سواء كان بالمستوى المحلي، أو المستوى العالمي. منوهاً، إلى أن ذلك الأمر يعود إلى أن الخيول العربية الأصيلة من أهم وأفضل السلالات العالمية، التي يعترف بها الجميع، بجانب أن كل ما احتاج إليه من مقومات استطاعت أن تنهض بالمشروع.
صفات الخيل الأصيلة 
ولمعرفة صفات الخيل الأصيلة ومميزاتها وسبب اختيارها، تحدث العليوي: “بداية نختار فرساً أصيلاً ذا قوام جيد، ويتم تلقيحها من حصان عربي أًصيل، لإنتاج سلالات تصنف بحسب نوعها وأصالتها، لفرزها حسب قوتها من حيث “الجري، والسباق، والقفز”، ويتم تجهيزها وفق القدرة البدنية والقوام”.
وحول حمل الفرس والولادة، قال عليوي: “تحّمل الفرس مهرها ما يقارب السنة، ولا تحتاج مساعدة أثناء الولادة، وبعد ولادة المهر، يتم تعقيمه وإرضاعه والاعتناء به جيداً ما يقارب السنتين، ريثما نتمكن من ترويضه وتدريبه”.
وتطرق العليوي، كذلك إلى صفات ومميزات الخيل العربي الأصيلة: “يتميز الحصان العربي برأسه الصغير نسبياً، والمقعر من الجانب في المنطقة الموجودة تحت عينيه، ويمتاز عنقه بأنّه طويل، وعيناه واسعتان ومتباعدتان، كما أنّهما قاتمتا اللون، ويمتاز ذيل الحصان العربي بارتفاعه للأعلى واستقامته، وأنفه دقيق وذو خياشيمٍ كبيرة، خاصةً أثناء الحركة أو العمل، أذناه صغيرتان رقيقتان، وأطرافهما معقوفةٌ قليلاً إلى الداخل”.
وأضاف: “ويمتاز كذلك فك الحصان العربي الأصيل بأنّه عميق وعريض، ويمتاز الظهر بأنّه قصير، حيث يبلغ عدد فقرات ظهر الحصان العربي 23 فقرة، ويتوسط طوله تقريب مترين، أمّا وزنه فيتراوح بين 360 إلى 450 كيلوغرام”.
مشيراً، إلى أن هناك صفات أخرى للخيل العربي الأصيلة، “هناك مجموعة مواصفات أخرى، حب الموسيقا والتمايل على أنغامها، الحنية والذكاء الخارق، وتتحمل العطش والأوزان الثقيلة، والجري لمسافات طويلة، سرعة التئام الجروح، الوفاء والتضحية في سبيل صاحبها، عدم فقد القدرة على الإنجاب بالرغم من تقدمها في السن”.
واختتم مربي الخيول من الحسكة “عدنان العليوي”: “ارتبطت الخيول منذ القدم بألوانها وأصحابها، وتنقسم سلالات الخيول العربية إلى خمسة، كحيلة العجوز نسبة لجمال عينيها، صكلاوية وهي أكثر وفاء لصاحبها، ولها شعر مصقول، وله لمعان وبريق، العبية وهي من الخيول الجميلة، الداهمة، الشويمة لها شكل جميل، ويكثر على جسدها الشامات، وتتميز بالعنف والشجاعة، الملوشية صوت صهيلها عذب جداً”.
والجدير بالذكر، أن الحصان العربي الأًصيل يمتاز بالقدرة على التحمل والصبر، حيث يتم اختياره للسباق، فيما تعد الفرس أغلى ثمناً من الحصان.