سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

3000 مريض يستفيدون من خدمات مركزي الأمراض المزمنة في الحسكة

الحسكة/ آية محمد ـ

أكد مدير مركزي الأمراض المزمنة في الحسكة “يحيى أمراني”، أنه يتم تقديم العلاجات المجانية لثلاثة آلاف مريض، وصرف الأدوية المجانية لهم، منوهاً، بأن هذه الخدمات تقدم لهم مدى الحياة.
افتتحت لجنة الصحة في الحسكة بالتنسيق مع هيئة الصحة في إقليم الجزيرة للإدارة الذاتية، مركزين للأمراض المزمنة، وهما “مركز الشريعة للأمراض المزمنة” في حي النشوة جنوبي الحسكة، في شهر تشرين الأول عام 2021، و”مركز الصالحية للأمراض المزمنة” في حي الصالحية في الحسكة، بتاريخ 15 / 3/ 2022.
تقديم الرعاية الصحية هدف المركزين 
واُفتُتح المركزان بهدف تقديم الرعاية الصحية للمرضى الذين يحتاجون للعلاج الطويل الأمد من مراقبة طبية وأدوية وفحوصات مستمرة، في وقت يعاني الأهالي من غلاء في أسعار الأدوية الطبية، وارتفاع باهظ في المعاينات الطبية في العيادات، والمستشفيات التابعة للقطاع الخاص.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن المركزين وآلية العمل فيهما كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء مع مدير مركزي الأمراض المزمنة “الشريعة والصالحية” في الحسكة “يحيى بدران أمراني”، والذي أكد في مستهل الحديث، بأنه نظراً لحاجة تلك الأحياء لمثل هذه المراكز، اُفتُتح المركزان لمعالجة الأمراض المزمنة الطويلة الأمد، لاستقبال المرضى، الذين يعانون من الأمراض التالية، (القلب، والضغط، والسكري من نمطي “واحد واثنان”، والانسداد الرئوي، والغدة، والربو، والصرع)
آلية العمل 
وعن آلية عمل المركزين وكيفية تقديم العلاج المجاني للمرضى، والحالات التي يتم استقبالها، أشار أمراني، إلى أن هناك عدد معين يتم استقباله في كل مركز، حيث أن مركز الشريعة يستقبل ألفي مريض، ومركز الصالحية يستقبل ألف مريض، وهذه الأعداد غير قابلة للتعديل، أو الزيادة في الوقت الحالي، فالإمكانات المتاحة والأدوية، التي يتم توافرها لا تكفي أكثر من العدد المذكور.
وأوضح، أن المرضى المسجلين حالياً في كلا المركزين من الأعمار كافة (صغاراً وكباراً)، الذين خضعوا لفحص طبي من أطباء المركز، وأجريت لهم التحاليل اللازمة، وعند التأكد من الحالة المرضية لديهم تم تسجيلهم، لأن التسجيل حسب اختيار الحالة المرضية المتأزمة أكثر من غيرها لدى مريض آخر، بينما تم تسجيل حالات مرضية احتياطية لا تتجاوز عشرة بالمائة، ليتم ملء شاغر بوفاة أو سفر أو انتقال المريض لمنطقة أخرى.
وأوضح أمراني: “تُعطى بطاقة صحية للمريض، فيدون معلوماته الشخصية عليها، وعليها جدول سنوي مقسم لأثني عشر شهراً، فيما يتم تحديد الموعد الشهري القادم للمريض بعد كل مراجعة، بـ “الساعة واليوم والشهر”، وعليه الالتزام بموعده المحدد، إذ يتم استقبال المرضى على دفعات ضمن مواعيد محددة لكل مريض”.
وفي كل مراجعة شهرية يخضع المريض لفحص طبي جديد، وإجراء التحاليل اللازمة، فتُعطى أدوية مجانية لكل مريض حسب مرضه، حيث تكفيه الكمية شهراً كاملاً، إلى أن تتم المراجعة الطبية التالية.
الأقسام المتوفرة في المركزين
وفيما يخص الأقسام المفعلة ضمن المركزين أوضح أمراني، بأن هناك قسم لفرز المرضى “تمريض، وقسم التثقيف الصحي”، حيث يخضع كل مريض لست جلسات فردية (خلال فترة تلقيه العلاج بالمركز)، لفهم طبيعة مرضه، وكيفية التعامل معه، بالإضافة لصيدلية مجانية في كل مركز، مشيراً، إلى أنه في نهاية كل شهر تتم عملية جرد للأدوية، فيتم حرق الأدوية التي تنتهي صلاحيتها، أو يتم تصريفها بطرق سلمية.
 ونوه، إلى أن “السرنكات”، تسترجع من مرضى السكري للمركز، وتنقل النفايات الطبية لمشفى الشعب في العزيزية “قسم يتم حرقه، والآخر يتم دفنه، وقسم يتم إعادة تدويره”.
وأكمل أمراني: “ويوجد في المركزين مخبر للتحاليل الطبية، والتحاليل المتوافرة هي فقط للأمراض المزمنة في المركز، كتحليل “السكر، وخضاب السكر، وخضاب عادي، والبول، والشحوم، والكولسترول، وتعداد عام، وشوادر، وغدة درقية”، حيث يجرى التحليل للمرضى المسجلين فقط، فيما لا يستقبل حالات خارجية”، مضيفاً: “كما أنه في بعض الأحيان ترسل عينات من مركز الصالحية لمركز الشريعة في حال عدم توافره هناك”.
وأضاف: “ويوجد في المركزين “غرف استقرار”، وهي غرف خاصة بالمرضى، الذين تكون أوضاعهم الصحية غير مستقرة، “كارتفاع السكر، أو الضغط”، حيث يخضع المريض فيها لمراقبة الطبيب إلى حين استقرار وضعه، وفي حال عدم تحسن المريض، يتم طلب سيارة إسعاف من مشفى الشعب في العزيزية، وإرساله لـ “مشفى خاص” لتقلي العلاج تحت إشراف أطباء مختصين.
وتطرق أمراني إلى فريق العمل في كلا المركزين: “يوجد طبيب واحد في مركز الصالحية وطبيبان في مركز الشريعة، ومستشارو “دعم نفسي” في كل مركز، بالإضافة لكادر تمريض (واحد في قسم السجل، وواحد في قسم توزيع الأدوية)”.
وأكد مدير مركزي الأمراض المزمنة “الشريعة والصالحية” في الحسكة “يحيى بدران أمراني” في ختام حديثه: “تقوم هذه العيادات (في كلا المركزين)، بعملها الوقائي والعلاجي والتوعوي، من خلال إيجاد مجموعة من المعايير الموحدة والمؤثرة لتشخيص وعلاج ومتابعة الأمراض المزمنة باستخدام الموارد المتاحة؛ ما يؤدي إلى خفض معدل الإعاقة والوفاة الناتجة عن الإصابة بهذه الأمراض، ووضع مؤشرات قياس فعالة لقياس مردود الأداء، ومتابعة تحقيق الجودة في العمل واستمرار العمل بشكل يحقق رضا المستفيدين من الخدمة ومقدميها”.
مشيراً إلى أن التغير السريع في أسلوب المعيشة وأنواع الغذاء وأنماط التغذية أدى إلى انتشار مجموعة من الأمراض غير السارية (الأمراض المزمنة) مثل السكري، وضغط الدم وأمراض القلب وغيرها، مشدداً على أن تبقى هذه الأمراض في بؤرة الاهتمام، ووضع خطط لمحاصرتها ومكافحتها.
والجدير بالذكر، إلى أنه تشير الدراسات إلى أكثر من 100 مليون شخص على مستوى العالم مصابون بهذا المرض، والعدد مرشح للزيادة وتتزامن هذه الزيادة مع انتشار نمط الغذاء المشبع بالدهون، ونقص النشاط البدني والسمنة المفرطة، حيث ثبت أن مرض السكري قد أصبح يمثل مشكلة متزايدة الأهمية من مشاكل الصحية العامة في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء.
كما أن ارتفاع ضغط الدم هو أكثر الأمراض الوعائية انتشارا حيث أثبتت الدراسات أن معدل انتشار المرض في العالم يتراوح بين 8- 18% أي ما يعادل 300 مليون-640 مليون مصاب من البالغين. وتتسبب الأمراض الوعائية والقلبية في ربع وفيات العالم وتتصدر هذه الأمراض أسباب الوفاة في البلدان النامية.