سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مفهوم الأمة الديمقراطية وأهميتها للشعوب

محمد الحمادي_

فقدت الدولة القومية بريقها كحلٍّ كان رائجاً منذ خمسة قرون، وباءت بالفشل كل محاولات الحداثة الرأسمالية في بسط سيطرة الدولة المركزية الانفرادية على أنها نهاية التاريخ، لكن تبين بأن التاريخ مستمر في جريانه والمنتهي هو النظام المهيمن.
مفهوم الديمقراطية: الديمقراطية كلمة يونانية الأصل تتكون من جزأين الأول هو كلمة ديموس Demos ومعناها الشعب وكلمة كراتوس kratos ومعناها الإدارة أو الحكم وتعني الجزأين معاً إدارة الشعب نفسه بنفسه.
عرَّف القائد عبد الله أوجلان الديمقراطية بتعريفين، الأول بمعناها الواسع: قيام المجموعات التي لا تعرف الدولة أو السلطة بإدارة نفسها بنفسها مثل إدارة المجموعات “الكلانية” والعشائرية والقبائلية نفسها بنفسها.
ـ أما الإدارة الذاتية الباقية خارج حكم السلطة والدولة ضمن المجتمعات التي تسودها ظاهرتا السلطة والدولة بكثافة فيمكن تقييمها وإدراجها في إطار الديمقراطية بالمعنى الضيق.
الأمة الديمقراطية؛ هي: المجتمع المشترك الذي يكونه الأفراد الأحرار والمجموعات الحرة بإرادتهم الذاتية والقوة المتلاحمة والموحدة في الأمة الديمقراطية وهي الإرادة الحرة للأفراد ومجموعات المجتمع الذي قرر الانتماء إلى نفس الأمة والأمة الديمقراطية هي الأمة المتعددة الهويات والثقافات والكيانات السياسية مقابل وحش الدولة القومية. ولقد طرح القائد عبد الله أوجلان مفهوم الأمة الديمقراطية لأول مرة كحل للقضية الكردية وأزمات الشرق الأوسط وجميع القضايا البشرية العالقة بين عامي 2003 ـ 2005م وأن الأمة الديمقراطية لا تستمد قوتها من خلال إضعاف الشعب وإنما تستمد قوتها من تنظيم الطاقات البشرية التي تظهر للعيان، كما طرح المفكر والفيلسوف القائد عبد الله أوجلان نموذج حل الأمة الديمقراطية حيث يقول: (أهدي مشروع الأمة الديمقراطية للشرق الأوسط) والذي يتضمن حل لجميع القضايا المعاشة، بحيث ينعش ثانية دمقرطة العلاقات الاجتماعية ويضم الهويات المتباينة بروح الوفاق والسلام والسماحة، كما يسلحه بوعي مجتمعي سديد وإعادة المنطقة إلى عهدها الخصيب القديم التي كانت يوماً ما جنة، والتي تحولت إلى جهنم مستعر، سيلعب الكرد والعرب هذه الانطلاقة ثانية وسيكون لشمال وشرق سوريا دوراً ريادياً بتبنيهم الأمة الديمقراطية في بناء الحضارة الديمقراطية كما لعب أسلافهما الأوائل في فجر الحضارة الإنسانية.