سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارعون يطالبون الإدارة الذاتية بإعادة النظر بتسعيرة القمح: لا تسد المصاريف والتكاليف باهظة…!

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

طالب مزارعو مدينة كري سبي/ تل أبيض الإدارة الذاتية الديمقراطية بتعديل تسعيرة محصول القمح الصادرة من قِبلها مؤخراً بما يتناسب مع التكاليف الباهظة التي تكبدوها طيلة فترة زراعة المحصول، مؤكدين على أن المفاضلة بين التكاليف المترتبة والتسعيرة المطروحة لا تُقارن البتة.
وأصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا يوم الأحد 26 أيار الجاري القرار رقم (4) بناءً على الاجتماع المنعقد بين الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي وهيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا ومع منسقية اتحاد الفلاحين، والذي يحدد سعر شراء مادة القمح بمبلغ (31) سنتاً أميركياً للكيلو غرام الواحد، وخاضعاً لنظام الدرجات العددية.
وتعرّض القرار الصادر لانتقادات واسعة من قِبل مزارعي محصول القمح عقب إصداره، ومطالبات برفع التسعيرة لتتناسب والتكاليف المصروفة على المحصول طيلة فترة الموسم الشتوي.
إعادة النظر بتسعيرة القمح…!
وبهذا الصدد قال المزارع “حمود الإسماعيل” لصحيفتنا: “تسعيرة القمح الصادرة من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية لا تلائم ما تكبدناه من مصاريف لمحصول القمح خلال فترة الموسم، لذلك يجب إعادة النظر في التسعيرة المطروحة بعد إعادة النظر في التكاليف المصروفة على الموسم كالمحروقات والسماد والبذار والفلاحة…وغيرها”.
وأضاف: “إذا بقيت التسعيرة ثابتة ولم تتغيّر لن أتمكن من دفع ما يترتب علي من ديون متراكمة، كذلك سأستبعد زراعة أرضي في العام المُقبل لعدم القدرة، ولن أُراكم على نفسي الديون نتيجة لذلك”.
وطالب المزارع الإسماعيل المعنيين في الإدارة الذاتية الديمقراطية بتعديل تسعيرة القمح لتتناسب مع المصاريف، ودعم مزارعيه حفاظاً على سير الدورة الزراعية، والمحافظة على محصول القمح الذي يُعدُّ “استراتيجياً” لتحقيق الأمن الغذائي لسكان المنطقة.
التكاليف تفوق السعر المطروح
من جهته لفت المزارع “محمد العلي” إلى أن الإنتاج هذا العام ضعيف للغاية ولا يمكن سداد المصاريف المترتبة عليه، ناهيك عن إصدار التسعيرة من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية مما سيُزيد الأمور سوءاً معتبراً التسعيرة مجحفة داعياً إلى إعادة النظر وتعديلها.
وأوضح بأن تكلفة الدونم الواحد من القمح المروي تصل إلى الـ 100 دولار أميركي، بحساب كافة المصاريف كـ (المحروقات ـ التصليح ـ السماد ـ البذار ـ الفلاحةـ أدوية …وغيرها)، وإذا قارنا هذه التكلفة بالتسعيرة فتكلفة إنتاج طن من القمح تصل إلى أكثر من 400 دولار أميركي، في حين أن الطن الواحد بحسب تسعيرة الإدارة الذاتية يُحدد بـ 310 دولار أميركي وخاضع لنظام الدرجات أيضاً… لذلك فالمقارنة خاسرة مسبقاً، إذ يجب أن يكون إنتاج الدونم الواحد يفوق الـ 400 كيلوغرام للدونم ليتم سداد المصاريف فيما يتراوح متوسط إنتاج الدونم الواحد هذا العام 250 كيلوغرام”.
وأشار المزارع العلي إلى أن هنالك تكاليف إضافية تضاف على مزارع القمح منها إلزامه بتعبئة محصوله بأكياس الخيش الخاصة التي تم تحديدها بمبلغ (دولار ونصف) للكيس الواحد في حال تمكن من استلامها من قبل مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث يصل سعر الكيس الواحد في السوق السوداء إلى (دولارين ونصف)، بالإضافة إلى مصاريف أخرى تترتب على تسويق المحصول المتعلقة بأجرة العتالة والنقل وفي حال التأخر سيترتب عليها نظام (اللكعة).
والجدير بالذكر بأن هيئة الزراعة لإقليم شمال وشرق سوريا أصدرت قراراً آخر في الثامن والعشرين من شهر أيار الجاري بعد مطالبات الأهالي بتعديل القرار؛ وذلك بعدم التعديل في تسعيرة القمح وتظل التسعيرة كما هي 30 سنتاً أمريكياً.