سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أول شهيدات الحرية في وحدات حماية المرأة.. زهرات أينعن في حقل الشهادة

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

“سلافا عفرين” ارتقت إلى مرتبة الشهادة العظمى، وسارت نحو قمم المجد التاريخي، رافضة الذل والمهانة، وأبت إلا أن تكون ضمن صفوف الخالدين، لكن سيرتها النضالية العطرة بقيت ماثلة للعيان بين رفاق دربها، وحاضرة في عيون شعبها ومحبيها، فهي لم تكن الوحيدة، التي انضمت إلى الحراك الثوري، لكنها كانت أول شهيدة في سبيل الحق في وحدات حماية المرأة.
خلف كل ثورة شهداء خالدون، ولكل قصة تاريخ من المقاومة، وفي كل شهر يولد مناضلون ويستشهد آخرون في سبيل الحق، وفي مضمار البحث عن الحرية، فقد كانت المرأة حاضرة بقوة ضمن ثورتها التي غيرت نظرة العالم للمرأة النمطية؛ فجسدت القوة الكامنة في داخلها فحملت السلاح وحاربت رغماً عن العادات والتقاليد البالية مجموعات المرتزقة، التي حاولت السيطرة على المنطقة.
استشهدت الكثيرات من أجل بزوغ شمس الحرية، إلا أن سلاحهن لم يسقط بل ما زال يحمل على الأكتاف ممن لحقن بهن في درب النضال، ومثال على ذلك الشهيدة “سلافا عفرين” فهي أول شهيدة في وحدات حماية المرأة، امرأة جسدت في شخصيتها سبل تعزيز قوة جيش المرأة من خلال نضالها المسلح في سبيل حرية الشعوب والأمة الديمقراطية.
من عشق الحرية لحماية الوطن 
اسمها “مريم محمد” أو كما عرفها رفاقها باسمها الحركي “سلافا عفرين” ابنة قرية علمدار التابعة لناحية راجو بمقاطعة عفرين، من مواليد عام 1991م، عاشت في كنف أسرة صغيرة هي وشقيقها، وكانت المناضلة مريم الابنة الصغيرة لعائلتها، التي عرفت بوطنيتها، وارتباطها بحركة التحرر الكردستانية منذ بداياتها.
انضمت المناضلة سلافا إلى صفوف وحدات حماية الشعب بتاريخ 1/12/2011م، لتختار اسم سلافا عفرين اسماً حركياً لها، كما وتلقت أول دورة تدريبية عام 2012م، على مفهوم الحماية الجوهرية والتنظيم العسكري من الجانب العملي والنظري، وعرفت سلافا خلال الدورة على قدراتها العسكرية، والفكرية التي جسدتها بالانضمام إلى وحدات حماية المرأة.
في أوائل 2013م، تلقت دورة تدريبية تخصصية للإتقان العسكري والدفاع الشامل، وبسبب سرعة بديهتها ولسرعة تطورها وإمكاناتها الفكرية والبدنية، لعبت دور قائدة لفصيلتها وتخرجت منها قائدة عسكرية ميدانية، وبعد أن أنهت دورتها التدريبية، عقد اجتماع عسكري موسع وأخذت سلافا مكانها في عضوية المجلس العسكري لمنطقة عفرين، لكفاءاتها العسكرية وبحثها في حقيقة حرية المرأة.
وعند الاعلان لأول مرة عن تشكيل أول كتيبة لوحدات حماية المرأة في روج آفا “كتيبة الشهيدة روكن” وذلك في 23 شباط 2013م، في ناحية جندريسة بمنطقة عفرين، اتخذت سلافا مكانها في الكتيبة عضوة في المجلس العسكري للوحدات التي سميت لاحقاً بـ YPJ.
قصة نضال تكللت بالشهادة
كما شاركت المناضلة سلافا في التصدي لهجمات المجموعات المرتزقة، التي هاجمت قرى ناحية شيراوا في 22 أيار 2013م، فشاركت في اشتباكات قرية أقبية في الناحية بعد إصرارها للالتحاق بالجبهة القتالية، لكن في البداية ردت قيادة المعركة طلبها لأنها فتاة وحيدة؛ إلا إن إصرارها الكبير والبعيد عن التردد ومعرفة الخوف وبعزيمة الانتقام لرفاقها، الذين استشهدوا في حلب، تمكنت من الالتحاق بالجبهة القتالية مع مجموعتها خلال تواجدها في الخطوط الأمامية لخوض العملية الميدانية بقرية باصلة.
وأثناء هجوم مرتزقة جبهة النصرة على قرية باصلة في ناحية شيراوا؛ استشهدت المناضلة سلافا مع أربعة من رفاقها إثر اشتباكات أدت إلى تراجع المرتزقة وذلك بتاريخ الـ29 من شهر أيار 2013م، لتكون أول شهيدة من مقاتلات وحدات حماية المرأة في روج آفا وإقليم شمال وشرق سوريا إلى جانب الشهيدة بيريفان قلندر الاسم الحركي بيريفان نوجان التي استشهدت في الهجمات ذاتها بتاريخ الـ28 من شهر أيار 2013.
تم تشييع جثمان المقاتلة التي كرست حياتها للوطن بمراسم مهيبة إلى مقبرة “الشهيد سيدو”، في جبل الشهداء بناحية جندريسه بعفرين، ولكن أحلامها بوطن تسوده الحرية، مازالت تنبض في قلوب رفيقاتها.