سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أمهات الشهداء: خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني عار على تاريخ الكرد

جل آغا/ أمل محمد –

أوضحت أمهات الشهداء في مدينة كركي لكي، أن خيانة بيشمركة روج التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني، هي عار على النضال الكردي وتاريخ الكرد، مؤكدات بأن مرتزقة بيشمركة روج يحاربون ضد القضية الكردية.
تشكلت مرتزقة بيشمركة روج في عام 2012 بطلب من مسعود برزاني، من أبناء روج آفا بعد ثورة التاسع عشر من تموز، حيث تلقوا تدريبات عسكرية على يد خبراء الاستخبارات التركية في باشور كردستان، وتتكون مجموعات البيشمركة من ثلاثة ألوية، ويحتوي كل لواء 1250 عنصراً أي أن العدد الكلي هو 3750 عنصراً، تشكلت هذه المجموعات، من أجل الدفاع عن القضية الكردية، ولمحاربة مرتزقة داعش، ولكن الهدف المبطن ليس كالذي أُذيع، فإن هذه المجموعات تعمل لمساندة جيش الاحتلال التركي في شن هجمات على مواقع قوات الدفاع الشعبي (الكريلا).
خيانة الأخوة 
بعد التضحيات الكبيرة، التي قدمها شبان شمال وشرق سوريا خلال ثورة التاسع عشر من تموز، فقد تجاوز عدد الشهداء أكثر من 12 ألف شهيد؛ من أجل الدفاع عن الشعب الكردستاني وتوحيد الصف الكردي، إلا إن هناك أطرافاً كثيرة عملت ضد هذه المقاومة، ومن هذه الأطراف حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يدعي الأخوة ولكن يعمل في الخفاء على تحقيق مصالحه، وإن كان على حساب القضية والأخوة.
وبصدد هذا الموضوع؛ وعن تضحيات الشهداء، وخيانة حزب الديمقراطي الكردستاني، ومرتزقة بيشمركة روج؛ التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من أمهات الشهداء، اللواتي تحدثنَ لنا عن الألم الذي يشعرنَّ به بعد رؤية تضحيات أبنائهنَّ وخيانة الأخوة مقابل ذلك، “فريال محمد” والدة الشهيد “مهند الحاصود” حدثتنا: “ولدي الشهيد لم يتخطَّ عامه السادس عشر، استشهد وهو يقاتل من أجل حمايتنا وحماية أرضه، لم أشعر بالحزن حينما تلقيت خبر استشهاده لأنه استشهد في سبيل قضيته وأهله وكرامته، وهذا يشعرني ويشعر كل والدة شهيد بالعز والفخر، وما يؤلمني هو أن نجلي حارب من أجل نصرة قضية وأرض، ولكن تضحياته وروحه، التي أُزهقت كانت لا تُساوي شيئاً عند بعض الأحزاب، مثل حزب الديمقراطي الكردستاني، ضحى الآلاف مثل ابني بأرواحهم حتى تأتي مرتزقة هذا الحزب ببرودة أعصاب، وتلقي تضحياتهم عرض الحائط”.
أداة خفية في يد الجيش التركي 
وتتابع فريال حديثها: “مرتزقة بيشمركة روج هي أداة للجيش التركي لمحاربة قضيتنا، أنا من الشعب العربي ومع ذلك آمنت بالقضية الكردية، التي تقوم وفق فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان، آمنا بهذه القضية؛ لأنها قضية حق وشعب بأكمله، ولكن هناك من لا يرغب بضم أجزاء كردستان، التي تحتضن الفئات كافة، هم أعداء السلام والأخوة، نطالب هذه المرتزقة بالعودة إلى طريق الصواب والحق وأن تؤمن بأن بالتكاتف والتوحد ستحل أزمات المنطقة وتنهي للاحتلال للمناطق المحتلة وستكون أقوى، وألَّا يكونوا أداة وسلعة بيد الجيش التركي، الذي سيتخلى عنهم بعد الانتهاء من تحقيق مصالحه”.
بعد تشكل مجموعات بيشمركة روج بدأت سلطات باشور كردستان بالترويج لهم، وفتحت الحدود أمام شبان روج آفا؛ للانضمام لها وغسل أدمغتهم ومحاربة قوات سوريا الديمقراطية سراً وجهراً، وكان أول هجوم علني لهم عام 2017 حيث هاجمت البيشمركة التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني خانصور في شنكال وقد وقع إثر هذا الهجوم عدد من الشهداء.
وفي السياق ذاته؛ حدثتنا “منيفة سليمان” والدة الشهيد “قهرمان زاغروس”: “الهجمات التركية على المنطقة ما كانت تحدث لولا مساعدة بيشمركة روج، وثورة التاسع عشر من تموز كانت ستصل لأهدافها وستحقق انتصارات كبيرة أكثر من التي حققتها، لكن خيانة حزب الديمقراطي الكردستاني حالت دون ذلك، فكان عليه أن يقدم العون والمساندة لأخوته الكرد، لكن بدلا من ذلك كان يخونهم، ولو أننا اتحدنا ضد الأخطار المحدقة بنا؛ لكنا اليوم نحتفل بنصرة قضيتنا، لكن كان للبعض رأي آخر، المصالح وتحقيق المآرب غير الشرعية أهم من الوحدة الكردية، هذا هو رأي حزب الديمقراطي الكردستاني”.
يوم بعد آخر تتوضح مساعي وأهداف مرتزقة بيشمركة روج، والتي لم تتشكل لمحاربة داعش كما قيل، بل جاءت لمحاربة القضية الكردية، وقوات الكريلا ومساندة الجيش التركي في شن هجماته على مناطقنا هذا ما بينته منيفة من خلال حديثها، ووصفت ذلك بالخيانة العظمى، والعار على تاريخ النضال الكردي: “ما تقوم به هذه المجموعات المدعومة من حكومة المحتل التركي عار على جبين حزب الديمقراطي الكردستاني، هي وصمة عار لم نشهدها مسبقاً، في حين استشهد أبناؤنا من أجل الكرامة والحرية، وجاءت هذه المجموعات المرتزقة لتساند العار والغدر، هذه المجموعات ستورث الأجيال الكردية القادمة الحقد والكراهية والتفرقة، نأمل بأن نكون يوماً ما صفاً واحداً وأخوة نحارب أعداءنا يداً بيد ولا نحارب بعضنا البعض”.
حزب الديمقراطي الكردستاني يحارب القضية الكردية علناً، فهو يساند الجيش التركي في هجماته على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، من اعتقال الصحفيين الإعلاميين في المنطقة، ومحاربة قوات الدفاع الشعبي (الكريلا) والغدر بهم، وتستمر خيانة هذا الحزب لأبناء جلدته سعياً لتحقيق بعض المصالح حتى يومنا هذا.