سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من رؤوف آكريي إلى سليمان أحمد سياسة كم الأفواه مستمر

يتعرض المناضلون، والأحرار، والصحفيون للاختطاف والاغتيالات، والملاحقات بوجه متكرر ومتعمد، في أرض باشور كردستان، حتى أصبحت ساحة لتلك الجرائم، التي يمارسها الحزب الديمقراطي الكردستاني، متبعا سياسة كم الأفواه وخاصة الصحفيون من رؤوف آكري إلى سليمان أحمد، الذي لازال مختطفا في أقبية الحزب.
يصادف 26 أيار الجاري السنوية الـ 31 لجريمة اغتيال الصحفي والناشط رؤوف آكريي، وبهذا الخصوص أعدت وكالة روج نيوز تقريراً، سلطت الضوء على سلسلة اغتيالات النشطاء، والصحفيين الأحرار في باشور كردستان، واستمرارها لليوم، في مسعى لكتم الأصوات الحرة.
اُغتيل آكريي، ليلة 26 من شهر أيار عام 1993 أمام منزله في محافظة دهوك.
مسيرة نضال رؤوف آكريي
ولد الكاتب والصحفي والناشط رؤوف كامل آكريي، عام 1951 في قضاء آكري، وبدأ مسيرته النضالية في صفوف اتحاد الطلبة الكردستاني، ثم قام بتأسيس جمعية طلبة كردستان، وكان آخر محطات نضاله في صفوف اتحاد الطلبة الكردستاني فهو من أسسها. وفي عام 1975، وعندما كان طالباً شارك مع مجموعة من المثقفين في تأسيس حزب عمال وكادحي كردستان. وفي عام 1978 وبسبب انتمائه الوطني تم نقل مكان عمله إلى محافظة “تكريت” ما دفعه للاستقالة والعمل في مجال البناء. وبعدها بستة أعوام عام 1984 أسس منظمة “نضال كادحي كردستان”، وفي العام نفسه أصدر بيانا للتنديد باجتماعات الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب البعث آنذاك.
وسردت الوكالة في تقريرها نضال آكري، حيث شغل منصب رئيس تحرير صحيفة “ريكاى رنجدران” والتي كانت تصدر باللغتين الكردية والعربية وله عدة مؤلفات، كان مناضلاً ثورياً ومفكراً ملتزماً بأفكاره في النضال من أجل الكادحين والعمال.
عام 1987 انضم لصفوف البيشمركة في منطقة بهدينان، وكان نضاله المسلح بعيداً عن الحزبين آنذاك الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، وحاول المحافظة على استقلاله، وبعد الانتفاضة عمل على توحيد القوى الماركسية والمنظمات العمالية في إقليم كردستان. في عام 1992 قام بقيادة تظاهرة جماهيرية حاشدة في محافظة هولير ضد هجمات جيش الاحتلال التركي على “شرناخ” في شمال كردستان، واعتقل على خلفية تلك التظاهرات مع 12 آخرين، وتم سجنهم مدة ستة أشهر؛ ما جعله أول سجين سياسي بعد الانتفاضة. نضال آكريي لم يقتصر على باشور كردستان فقط، بل حاول جمع وتوحيد القوى السياسية الكردية كافة في عموم مناطق كردستان.
في العام ذاته قام بزيارة أكاديمية “معصوم قورقماز” في منطقة البقاع اللبناني، حيث التقى القائد عبد الله أوجلان، وكان الهدف من الزيارة إنهاء التوترات بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، وقد عاد بمقترحات العمال الكردستاني إلى الحزبين إلا أنهما لم يعيرا الأمر اهتماماً.
في ليلة 26/27 من شهر أيار عام 1993 ومن أمام منزله في محافظة دهوك تم اغتيال الصحفي والناشط السياسي رؤوف كامل آكريي، من المسلحين، ولا يزال الجناة أحراراً ولم يتم اعتقال أي شخص منهم.
الاستمرار بنهج الاغتيالات
كان استشهاد الصحفي، رؤوف كامل آكريي، أول جريمة اغتيال تطال الصحفيين والأحرار في إقليم كردستان بعد الانتفاضة ليتم بعدها تنفيذ سلسلة جرائم اغتيال راح ضحيتها عبد الستار طاهر شريف، وسردشت عثمان، وكاوه كرمياني، وودات حسين، وشكري زين الدين.
وبعد 31 عاماً لاتزال محاولات إسكات النشطاء والصحفيين مستمرة، حيث أقدم الديمقراطي الكردستاني عام 2020 على اعتقال أكثر من 80 صحفياً وناشطاً في منطقة بهدينان، ولايزال عدد كبير منهم يقبعون في السجون.
وفي 25 من شهر تشرين الثاني الفائت، أقدم الديمقراطي الكردستاني على اختطاف الصحفي “سليمان أحمد” محرر القسم العربي في وكالة (روج نيوز) ودون وجه حق عند معبر فيش خابور بعد عودته من مجلس عزاء والده، وبقي مصيره مجهولاً لأكثر من 200 يوم، وبعد مرور 211 يوماً سُمح لمحاميه اللقاء به، وإجراء مكالمة هاتفية مع عائلته دامت دقيقتين.