سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء سوريات: إبراز دور المرأة ضمانة لإنهاء الأزمة وتحقيق الديمقراطية في سوريا

الشهباء/ فريدة عمر –

أكدت نساء سوريات، خلال مشاركتهن في المؤتمر الثاني لمجلس المرأة السورية، بتوحيد صوت النساء السوريات، الذي هو ضمانة لتحقيق سوريا ديمقراطية وإنهاء الصراع، الذي خلقته الأنظمة المعادية لكيان وفكر المرأة.
وتحت شعار “بوحدة النساء، ننهي الصراع ونبني السلام، في سوريا لا مركزية موحدة”، عقد مجلس المرأة السورية، صباح يوم الاثنين، بتاريخ 20-5-2024، مؤتمره الثاني، وذلك في صالة “الجزيرة ” بمدينة حلب. وحضر المؤتمر، ما يقارب 250 ممثلة من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، دمشق، السويداء، وإدلب، وحماة، والساحل السوري، ومن الشعوب والأطياف، ونساء كرديات، وعربيات، وسريان وشركس، وإيزيديات.
برنامج المؤتمر 
وتناول المؤتمر خلال برنامجه، بعد الوقوف دقيقة صمت وإلقاء الكلمة الافتتاحية، التي ألقتها منسقية مجلس المرأة السورية في الساحل السوري “ريحاب إبراهيم”، وقراءة توجيهات المجلس وعرض سينفزيون عن أهم الأعمال، التي أنجزها المجلس، وقرئ التقرير السياسي من عضوة المجلس “إلهام مطلي”، وتضمن شرحاً مفصلاً للوضع السياسي الراهن على المستوى العالمي والمحلي برؤى المرأة، وركز التقرير بشكل أكبر عما تحمله حكومة دمشق من مسؤولية في تفاقم الأزمة السورية والضرورة للتقدم بخطوات جادة لحل الوضع السياسي المتأزم عن طريق طرح مبادرات تضمن الحل الديمقراطي في البلاد.
ثم قرأت عضوة لجنة العلاقات في مجلس المرأة السورية “سهيل السنوح”، التقرير التنظيمي لمجلس المرأة السورية، والذي تضمن أهداف تأسيس مجلس المرأة السورية كمظلة نسائية على امتداد الجغرافية السورية، يحمل على عاتقه توحيد وتكثيف جهود النساء وإيصال صوتهن إلى العالم وتمكين المرأة في مناحي الحياة، والتواصل والتنسيق مع نساء الداخل والخارج السوري من جديد لإعادة الدور الأساسي للمجلس وزيارة الأحزاب والمنظمات والشخصيات المستقلة.
فيما أشار التقرير إلى أبرز النقاط، التي أدت إلى انقطاع مجلس المرأة السورية، كل هذه المدة عن عقد المؤتمرات بعد مؤتمره التأسيسي، الذي عقد في منبج عام 2017، وعلى رأسها أزمة كورونا وبعض المشاكل التنظيمية.
وبعد الانتهاء من النقاشات، التي دارت حول الوضعين السياسي والتنظيمي لمجلس المرأة السورية من المشاركات في المؤتمر، قرئ النظام الداخلي للمجلس من عضوة مجلس المرأة السورية جهينة مسو.
وجمعت الاقتراحات والآراء بصدد النظام الداخلي للمجلس ليتم العمل على تعديل بعض بنوده بعد التوافق والتصويت، حيث جرى تغيير مادة المنسقية إلى انتخاب ثلاث عضوات، والمصادقة على باقي بنود النظام الداخلي دون تعديل في هيكلية المجلس. فتم بعدها التوافق على تشكيل المجلس العام المتألف من 60 عضوة، من عضوات مجلس المرأة السورية، من ثم قرئ البيان الختامي للمجلس بوضع خطة عمل، وضعت على أساس المقترحات الواردة للمجلس من المندوبات وكانت أبرزها:
1-العمل على عقد مؤتمر المرأة السورية للسلام على صعيد سوريا والتواصل مع النساء المتواجدات في الداخل والخارج.
2- فتح مكتب في أوروبا.
3- حل قضية النساء في المخيمات.
4-التواصل ومساندة النساء من المستويات العلمية والعمرية في داخل سوريا وخارجها والمناطق المحتلة.
5-الضغط على الجهات المعنية ليكون لمجلس المرأة السورية مكان في اللجنة الدستورية.
6-تحديد استراتيجية ممنهجة لعمل المجلس حتى يكون حاضنة للنساء بغض النظر عن التوجهات العرقية والمذهبية والسياسية.
7-رفع وتيرة النضال ضد السياسات الممنهجة التي تُحاك ضد المرأة.
8- تعزيز قدرات المرأة من خلال توفير التدريب والتعليم المستمر، وتنظيم ورشات ومحاضرات وحملات توعية للتصدي للعنف ضد المرأة وتشجيعها وتمكينها.
10-وضع خطة عمل مع المنظمات المدنية النسوية، وتفعيل دور المرأة في الأحزاب
للمطالبة بتطبيق بنود قرار مجلس الأمن /2254 – /..1325
11- توسيع دائرة العلاقات والتحالفات مع الحركات النسائية المحلية والإقليمية والدولية بما يخدم قضية المرأة.
كما تخلل المؤتمر مداخلات خارجية عبر برنامج الزوم من ناشطات سياسيات وحقوقيات.
توحيد صوت النساء السوريات
وخلال المؤتمر، التقت صحيفتنا “روناهي” النساء المشاركات، حيث أشارت المهندسة “رباب ميرزا” من الساحل السوري، على أهمية عقد هذا المؤتمر: “إنني سعيدة اليوم، لأنني أملك الحظ لأن أجتمع اليوم مع هذا العدد الهائل من النساء السوريات، كما أنني ممتنة لمجلس المرأة السورية، التي تعد مظلة تحتضن أراء النساء السوريات من مختلف المناطق السورية”.
وأضافت: “إن المرأة السورية في أي بقعة جغرافية كانت، لها المعاناة نفسها على مدار أعوام من الأزمة السورية، فالمرأة كان لها النصيب الأكبر لأنها ذاقت المعاناة على الأشكال كافة، سواءً الحرمان أو التهجير، واليوم نجتمع لنوحد صوتنا، ولنثبت بأن المرأة السورية قادرةً على أن تكون الحجر الأساس لوضع حل ديمقراطي”.
أهدافنا وآمالنا واحدة
من جانب أخر، نوهت “سيماز حنوش ” من الشعب السرياني، بأن النساء السوريات على مختلف شعوبهن ومعتقداتهن لهن أهداف واحدة: “مهما اختلف معتقداتنا وانتماءاتنا، إلا أن النساء السوريات يعانين المعاناة نفسها، وتحديداً في ظل ما عاشته سوريا من أزمة مستمرة خلال كل هذه الأعوام، سوريا غنية بالشعوب والأطياف والمعتقدات والثقافات، ونعيش منذ أعوام في مناطق شمال وشرق سوريا تحت مظلة واحدة، نتوحد الأهداف والآمال نفسها”.
ضرورة انخراط المرأة في المجالات كافة
كما وأكدت، “ياسمين دملخي” مشاركة من مدينة حلب من الشعب العربي، بضرورة انخراط المرأة السورية في المجالات كافة، وعدم تهميش دورها الفاعل في المجتمع: “إن المرأة سواءً في الأسرة أو في مجال العمل، تمتلك المسؤولية الأكبر على عاتقها، والمرأة السورية تحديداً، لذلك يجب عدم تهميش دورها وضرورة تمكين دورها في مختلف المجالات الحياتية، وهذه إحدى المحاور الأساسية التي تركز عليها المؤتمر الثاني لمجلس المرأة السورية، نظراً لما عانته المرأة في ظل الصراعات الطاعنة والظروف الاقتصادية الصعبة التي عاشتها البلاد، وأهمية الوقوف إلى جانبها للنهوض بواقعها الحافل”.
 دور المرأة أساس في نجاح المشروع الديمقراطي
فيما أكدت “نورما الراشد”، مشاركة من محافظة السويداء، بأن للمرأة الدور الأساسي في نجاح المشروع الديمقراطي منوهةً في حديثها إلى الحراك الشعبي في السويداء والمطالبة بتحقيق الإدارة المستقلة: “إن أي ثورة مطالبة بتحقيق السلام والديمقراطية، هو بفضل عمل ودور المرأة، لأن ما نلاحظه في تجربة شمال وشرق سوريا، ونجاح المشروع الديمقراطي يعود الفضل الأكبر لدور المرأة فيه، وهذه التجربة يجب أن تنتقل إلى المناطق والبلدان، والسعي لانخراط المرأة في المجالات كلها، والحراك الشعبي في السويداء جزء لا يتجزأ من مقاومة الأهالي ومطالبتهم بتحقيق الديمقراطية”.
ودعت المشاركة من محافظة السويداء “نورما الراشد” في ختام حديثها إيلاء الأهمية للفئة الشابة التي عدتها مستقبل سوريا: “ركزنا خلال مقترحاتنا في المؤتمر على ضرورة إعطاء أهمية أكبر للفئة الشابة، لأن المرأة الشابة عانت بشكل أكبر ضمن الأزمة من تهجير وعنف وتزويج القاصرات وحالات اغتصاب وغيرها، ولأن الشباب هم مستقبل الو
طن، لذلك يجب العمل بشكل أكبر على استهداف هذه الفئة وتنظيمها وتوعيتها، وفسح المجال لانخراطهم في العملية السياسية والإدارية”.
وانتخب المؤتمر، منسقية جديدة مكونة من “ريحاب إبراهيم” من الشعب العربي، و“كولان سليمان” من الشعب الكردي، و“فنار عيسى” من الشعب السرياني.