الحضارات الإنسانية الأولى تشكلت في محيط الأنهار وفي السهول التي تمت الزراعة فيها، مثل ضفاف نهر النيل وبلاد الرافدين وغيرها، إلا أن الزراعة اليوم شيء آخر والهدف منها الربح فمع تطور التكنولوجيا في المشهد الزراعي، أصبح لدى الإنسان القدرة على إنتاج أكثر مما يحتاجه، مما يكون سيفاً ذو حدين، فهو مشكلة وأيضاً يعطي إمكانية للنمو والرقي الروحي والثقافي للإنسان.
هناك الكثير من الأشخاص الذين تعمدوا إشعال الحرائق في جبال روجهلات كردستان من أجل تدمير نباتاتها وغاباتها وتحويل أراضيها إلى أراضي زراعية، لقد عانت بيئة شرق كردستان من أضرار لا يمكن إصلاحها خلال العقدين الماضيين، فالإنفاق المفرط والسياسات غير المناسبة في السيطرة على موارد المياه، والحرائق العرضية، والتشييد الضخم للقصور والمنازل في حضن الطبيعة، والسياج غير القانوني والمزارع الواسعة ذات الغطاء الحرجي، جعلت من روجهلات كردستان هدفاً لهجماتهم، كما قامت حركات شعبية ضد هذا الوضع بشكلٍ عفوي أو منظم، وجمعيات بيئية ومنظمات غير حكومية، واحتفالات مثل زاغروسان وغيرها، ولكن بحسب تلك الرواية الشهيرة فإن أي حركة بيئية في غياب نفي وانتقاد الرأسمالية هي مجرد بستنة، والحقيقة هي أنه لا يمكنك محاولة حماية البيئة دون القفز إلى أسلوب الحياة والتفكير والسياسة الذي يدمرها.
السابق بوست