سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

 قرية عدلة.. درَّة جنوب الحسكة

الشدادي/ حسام الدخيل –

على بعد خمسة كيلو مترات إلى الجنوب، تقع قرية عدلة، وتتربع على الضفةِ اليمنى لنهر الخابور، وتبعد عن مدينة الحسكة قرابة 65 كم.
تتبع إدارياً لمدينة الشدادي، يحدها من الشمال قرية تل الشدادي، والجنوب قرية الشيخ عثمان، ومن الشرق نهر الخابور، ومن الغرب مساحة واسعة من الأراضي الزراعية.
تاريخ التأسيس
تعدُّ عدلة، مثل سائر القرى، التي تقع على امتداد نهر الخابور، إحدى الأماكن، التي استقرت في الحضارات والممالك، التي أقامت على ضفاف النهر، ويرجح المؤرخون وعلماء الأثار، إن العموريين العرب، هم من سكنوها، والعموريون هم قبائل بدوية عربية تواجدت قبل الإسلام، وذلك بناءً على المقتنيات الأثرية، التي تم العثور عليها في المنطقة.
أما في العصر الحديث، فقد أُسِّست قرية عدلة، في العام 1954، بعد أن قدم إليها السكان من قرية حوايج ذيبان في ريف دير الزور الشرقي.
أصل التسمية
كانت قرية عدلة تسمى قديماً بـ “التبني”، قبل أن يتغير اسمها إلى عدلة، بعد أن استقر فيها السكان. ويعود سبب تسمية قرية عدلة بهذا الاسم، لأرضها المستوية، “الأرض المنبسطة” والتي تسمى باللهجة المحلية “أرض عدلة”، أي الأرض المستوية.
السكان
كسائر قرى خط الخابور، يقطن في قرية عدلة قبائل عربية، وتشكل قبيلة الفليتة الزبيدية، الغالبية الساحقة من عدد السكان، بالإضافة إلى وجود عوائل من قبيلة العكيدات العربية.
ويبلغ عدد سكانها قرابة 6000 نسمة، ويتوزعون بمساحة 15 كم مربعاً، بمعدل كثافة سكانية 340 نسمة في الكيلو متر المربع الواحد.
الاقتصاد
يعتمد سكان عدلة، بشكل كبير على الزراعة، وتربية المواشي، وتعدُّ قرية عدلة المورد الأول لمشتقات الأجبان والألبان إلى مدينة الشدادي، بالإضافة إلى ذلك تقوم بتوريد الخضروات المنتجة محلياً إلى أسواق مدينة الشدادي، والقرى المجاورة.
وإلى جانب الخضار، يتم زراعة محصولي القمح والشعير، بالإضافة إلى القطن وبعض الزراعات التي استحدثت مؤخراً في المنطقة مثل زراعة النباتات العطرية. حيث في السابق كان يعتمد أهالي القرية في ري مزروعاتهم، على مياه نهر الخابور، إلا أن جفاف الخابور، أجبر الأهالي إلى حفر الآبار، من أجل استكمال أعمالهم الزراعية.
وما ساعد على انتعاش الزراعة في قرية عدلة، جودة مياهها وغزارتها، بالمقارنة مع باقي قرى الشدادي، التي تغلب المياه المالحة على غالبية آبار المياه الجوفية.
التعليم
اهتم أهالي قرية عدلة منذ القدم بموضوع التعليم، وهي تعدُّ من أكثر القرى التي تضم نسبة متعلمين فيها، حيث تصل نسبة الشباب المتعلم في القرية إلى أكثر من 75 بالمائة من تعداد الشباب في المنطقة.