سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأسواق الشعبية المتنقلة… بديل مناسب لذوي الدخل المحدود في مدينة الحسكة

الحسكة/ محمد حمود –

تشكل الأسواق المتنقلة في أحياء مدينة الحسكة، مقصداً للسكان من ذوي الدخل المحدود لما توفره من أسعار مناسبة في ظل الغلاء في محلات بيع المواد الغذائية والأساسية في أحياء المدينة.
تنتشر في أحياء مدينة الحسكة وبشكل دوري خلال أيام الأسبوع الأسواق الشعبية المتنقلة؛ حيث يتم تسمية السوق نسبة إلى اليوم الذي ينصب فيه الباعة بضائعهم على البسطات والأرصفة في هذا الحي أو ذاك داخل المدينة.
مقصد ذوي الدخل المحدود
وتشكل الأسواق الشعبية المتنقلة في أحياء المدينة، مقصداً لذوي الدخل المحدود ومتوسطي الحال، نظراً لانخفاض أسعار السلع والبضائع فيها مقارنةً مع الأسعار غير المستقرة هذه الأيام في مركز المدينة ومحال بيع المواد الغذائية في الأحياء.
كما توفر هذه الأسواق فرص عمل للسكان والنازحين في المدينة ممن لم يتمكنوا من إيجاد عمل آخر، فكان عرض بضائع مختلفة من ألبسة ومواد غذائية وخضار ومفروشات وغيرها في مساحات بأحياء المدينة سبيلهم لتأمين دخل يومي.
زهية أحمد؛ إحدى مرتادات هذه الأسواق؛ تؤكد إنها تقصد الأسواق الشعبية كجميع ذوي الدخل المحدود، “لأن أسعارها منخفضة ولا سيما الخضار الموسمية، أشتري بسعر منخفض، في حين يرتفع سعر ذات المواد في المحلات إلى أضعاف أحياناً”.
وأشارت زهية إلى أن السوق الشعبي كما الأسواق المركزية يحتوي على جميع المواد والمستلزمات، “لكن الأسعار هنا أيضاً تختلف من بسطة إلى أخرى، نحن نبحث عن البضائع الرخيصة”.
وتتوزع الأسواق الشعبية المتنقلة بحسب أيام الأسبوع على أحياء الصالحية والطلائع والمفتي والعزيزية ومشيرفة وغويران في المدينة وضواحيها، وتعرف باسم اليوم الذي تقام فيه، فهناك سوق السبت وسوق الأحد وهكذا.
ويحاول السكان، ولا سيما ربات المنازل، شراء احتياجات عائلاتهم لمدة أسبوع من السوق الشعبي في الحي في انتظار عودته مجدداً في اليوم نفسه من الأسبوع التالي.
ويقوم الباعة بعرض بضائعهم على المارة بوضعها على بسطات أو على الأرض في أماكن معينة وساحات فارغة كانوا قد حددوها بأنفسهم منذ سنوات واستمروا في تنظيم شؤونهم.
ويقتصر تدخّل بلدية الشعب في الحسكة في السوق على أمور الالتزام بقواعد النظافة، وضبط المواد الفاسدة أو منتهية الصلاحية خلال جولاتها الدورية على السوق.
الأسواق الشعبية تُنافس الأسواق المركزية
من جانبها تقول سميرة العلي، إنها تقصد السوق الشعبي في الحي كل يوم أحد، دون أن تكلف نفسها عناء الذهاب إلى السوق الرئيسي في مركز المدينة، حيث توفر بذلك الوقت والجهد وأجرة الطريق.
وتضيف سميرة: “أشتري بعض احتياجات أسرتي هنا بنحو 30 ألف ليرة، في حين أن شراء المواد نفسها في السوق الرئيس بمركز المدينة قد يكلفني 70 ألف ليرة”.
ويعتقد من يفضلون هذه الأسواق أن جودة المواد هي نفسها التي تُعرض في السوق الرئيسي، بينما يرى آخرون أن انخفاض السعر أهم من الجودة هذه الأيام.
ويعيد باعة الأسواق الشعبية المتنقلة في مدينة حسكة وضواحيها قدرتهم على تخفيض نسبة من الأسعار إلى عدم حاجتهم لاستئجار محل أو دفع ضرائب مالية كما هو حال المتاجر في أحياء المدينة، إلى جانب اعتمادهم في تحقيق الربح اليومي على بيع كميات كبيرة بدل توزيع الربح نفسه على كمية محدودة.