سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارعو “الشعير” يشتكون من استغلالهم في ظل عدم وجود دعم وتسعيرة للمحصول

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

يواجه مزارعو محصول الشعير بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا من صعوبات جمة لتسويق محصولهم مع انطلاق موسم حصاده، فيما تشهد أسعاره انخفاضاً كبيراً واستغلالاً من قِبل تجار المحاصيل الزراعية.
وتوجهت نسبة كبيرة من مزارعي محصول الشعير بزراعته بعلاً ورياً هذا الموسم بسبب مصاريفه وتكاليفه المنخفضة نسبياً مقارنةً بالمحاصيل الزراعية الأخرى كالقمح والبقوليات والكمون الذي يحتاج إلى تكاليف باهظة منها ارتفاع أسعاره، وتطلبه لعمال تنظيف الأعشاب الضارة بعد مرحلة الإنبات، مقارنةً بالشعير الذي يعد أقلها مصروفاً على المزارعين كما ذكرنا آنفاً.
وبحسب معنيين في هيئة الزراعة لإقليم شمال وشرق سوريا، فإن المساحة المزروعة بمحصول الشعير في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وصلت إلى 735 ألف و56 دونم بشقيه المروي والبعلي، فيما يبلغ متوسط الإنتاج للهكتار الواحد 1500 ـ 2000 كيلو.
ولم تعلن الإدارة الذاتية الديمقراطية خلال السنوات الماضية أو السنة الحالية عن نيتها استلام محصول الشعير، مع العلم أنه تم تسعير المحصول من قبلها في العام الماضي بـ 35 سنتاً للكيلو غرام الواحد، وكان السعر مرضياً لمزارعيه، ومنع استغلال التجار لأسعاره…. فيما تشهد أسعاره هذا الموسم انخفاضاً كبيراً حيث يتراوح سعره في السوق السوداء بين (130ـ 140) دولاراً للطن الواحد.
وتنطبق تكاليف حصاد موسم محصول الشعير على تكاليف المحاصيل الأخرى كالقمح إذ يترتب على صاحب الأرض الزراعية المحصودة شعيراً تكاليف حصاد القمح كـ (الأكياس ـ حصاد الدونم ـ النقل ـ العتالة …إلخ)، مما يرفع من تكاليف إنتاجه مقارنةً مع أسعاره.
عدم التسعير يُعرّضهم للاستغلال
وبهذا الصدد يقول المزارع “محمد بوزان” خلال لقاء أجرته صحيفتنا: “محصول الشعير من المحاصيل الهامة في مناطقنا، ويعوّل أصحاب الأراضي وأصحاب المواشي كثيراً على زراعته، ولكن برغم ذلك تشهد أسعاره انخفاضاً كبيراً فترة موسم الحصاد بسبب احتكار أسعاره من قبل تجار المحاصيل الزراعية لعدم وجود ضابط للأسعار مع انهيار سعر صرف الليرة السوريّة في كل عام”.
وأضاف “في العام المنصرم عندما سعرت الإدارة الذاتية سعر محصول الشعير انعكس هذا الأمر بشكلٍ إيجابي على أسواقه وعلى الرغم من ذلك بيع بنصف السعر المحدد، وجعله معيار للتسعيرة على الرغم من محاولة بعض التجار كسر أسعاره لسحب النسبة العظمى من المحصول وقت الحصاد، واستغلال بيع مزارعيه لمحصولهم من الشعير لسداد ديونهم المتراكمة”.
وجوب دعم المحصول وتسعيره…!
فيما طالب المزارع “حجي الرفدي” الجهات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية بتحديد سعر عادل بعد دراسة التكاليف من قبل اللجان المختصة من المزارعين والمديريات الزراعية، والأخذ بعين الاعتبار عدم وجود دعم للمحصول ضمن خطة الدعم الزراعي في كل عام… ومطالباً بوضعه على قائمة المحاصيل الزراعية المدعومة.
ولفت الى أن محصول الشعير من المحاصيل الهامة في المنطقة، ويعول عليه في كثير من الصناعات، واستخداماته في توفير مادة العلف للثروة الحيوانية التي تعتبر من مقومات اقتصاد المنطقة كونه يُعدُّ على قائمة هرم المواد العلفية.