سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إعادة تأهيل مركز الميلبية… استعداداً لاستلام محصول القمح في الحسكة

الحسكة/ آية محمد –

أوضح رئيس مركز الميلبية “موفق شيخموس الخليل” أنهم يستعدون لبدء استلام محصول القمح من مزارعي الحسكة بعد استكمال الإجراءات اللوجستية في المركز.
تتواصل بخطوات متسارعة أعمال إعادة تأهيل مركز الميلبية لاستلام القمح في ريف الحسكة الجنوبي، الذي طالته يد الإرهاب بالتخريب لإعادة نبض الحياة إليه، والذي شارفت أعمال ترميمه على الانتهاء.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن المركز واستعداده للموسم الحالي وإعادة تأهيله؛ التقت صحيفتنا “روناهي” رئيس مركز الميلبية في الحسكة “موفق شيخموس الخليل”، والذي أشار في بداية حديثها إلى موقع مركز الميلبية الذي يتواجد جنوب مدينة الحسكة بعشرة كيلو مترات، وتتراوح مساحته بين خمسمائة وخمسين دونماً، ولفت إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية ستفتتح المركز لأول مرة بعد خروجه عن الخدمة منذ أكثر من عقد، (أي منذ بداية الأزمة السورية).
ترميم وإعادة إعمار 
وعن إعادة تأهيل وترميم المركز بين الخليل أنه بدأ أعمال البناء والترميم منذ قرابة شهرين بالمركز، وهي على وشك الانتهاء، حيث أن شركة “الإنشاءات” التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية هي من تقوم بتجهيز المركز.
وأوضح الخليل أكثر أن غرفتين موجودتين مسبقا ًسيتم ترميمهما (واحدة ستكون مكتب رئيس المركز، والأخرى ستكون مكتب أمين المستودع)، كما تعمل شركة الإنشاءات على بناء مكتب مع المرافق (خاص للخبراء)، وبناء مكتب قرب الباب الرئيسي مع المرافق (خاص بعاملي تنظيم الدور، وتسجيل البيانات قبل الدخول للمركز)، بالإضافة إلى بناء مكتبين (مكتب للسرية، والآخر لخبراء الساحة، وسحب العينات الأولية).
الوقاية
وعن الخطوات الاحترازية، التي لجأ إليها المركز، أردف الخليل: “يتم الآن صنع ساتر ترابي مع خندق، عمق الخندق 2.5 متر، بعرض مترين، لحماية المركز من الاعتداءات والسرقات، فضلاً عن بناء جدار يفصل مركز استلام القمح عن المنشآت الأخرى، التي بمحاذاتها، كما أنه تم اتخاذ الإجراءات الضرورية للوقاية من الحرائق، وتجهيز الإطفائيات في المركز”.
السعة الاستيعابية 
وفيما يخص السعة الاستيعابية لساحات المركز وطريقة استلام المحصول لهذا العام: “بسبب عدم وجود فراغات في الصوامع الكبيرة “صباح الخير” و”تل حجر”، تم افتتاح مركز الميلبية، وتأهيله من جديد لاستلام موسم 2024 وبسعة استيعابية تتراوح بين مائتي وثلاثمائة ألف طن”.
ونوه الخليل: “إلى أن مركز الميلبية عبارة عن ساحات، وسيتم تخزين القمح في العراء، شرط أن يكون في أكياس، وليس دكمة، وأنه سيتم استلام محصول القمح من مزارعي الحسكة والريف الشمالي للحسكة فقط”.
الاستعداد لتسويق الموسم
بدأت شركة تطوير المجتمع الزراعي في الحسكة اتخاذ الإجراءات والاستعدادات اللازمة لتسويق موسم القمح، ووضع خطة لضمان نجاح هذه العملية.
وتطرق الخليل إلى أنه تم تدريب الكوادر وتأهيلها في المجالات حول الشؤون الفنية والمحاسبة المتعلقة بالمحصول، وإعطاؤهم معلومات مكثفة حول الطرق الفعلية في تحليل الحبوب والدقيق والمقاييس الرسمية للحبوب ومواصفاتها.
وأكد أيضاً أنه تم تدريب الكوادر يشمل أيضاً طرق الشراء والأجهزة المستخدمة في تحليل الحبوب، وطرق الوقاية من حشرات المخازين وعمليات التعقيم والوقاية، إلى جانب التعريف بمهام ومسؤوليات القائمين على العملية التخزينية والإجراءات الواجب اتباعها في مراكز الشحن والاستلام، وأصول إقامة وصيانة أكداس القمح.
مواصفات القمح السليم 
هناك شروط يجب توافرها في القمح المراد شراؤه وتخزينه، وهي كما ذكرها الخليل كالآتي:
1-أن تكون مشولة بأكياس سليمة، وخالية من الحشرات وأطوارها والفطور.
2-أن تكون درجة رطوبتها 12% ولا تزيد عنها.
3-أن تكون مطابقة للشروط القياسية للمادة نفسها من حيث الأجرام والشوائب ونسبة الكسر وكمية الطحين.
4-أن تكون خالية من الحشرات الحية ووفق ما نصت عليه المواصفة.
5-أن تكون خالية من التكتل والتجبل وذات رائحة طبيعية.
آلية العمل
قامت شركة تطوير المجتمع الزراعي في الحسكة، بتنظيم طاقم العمل من (فنيين وخبراء ساحة وخبراء تحليل ومحاسبين، وقبان ورئيس مركز والغرفة السرية) للعمل بالمركز أثناء فترة الموسم.
وعن آلية العمل والشراء زاد الخليل: “يبدأ الدوام من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة مساء، إلا أننا لا نتقيد بهذا التوقيت، قد نستمر بالعمل ساعات إضافية أكثر خارج أوقات الدوام المحددة، وذلك حسب ضغط العمل، كما أنه تم تعيين قرابة خمس وثلاثين عاملاً لاستلام الموسم عدا الحراس والعدد قابل للتعديل”.
وتابع: “يتم إدخال الآليات على قدر طاقة العمل، وسيتم اعتماد الدور المسبق بعملية تنظيم دور الآليات والتنسيق مع مديريات الزراعة والري، بتحديد مناطق الإنتاج التابعة للمركز”.
وأردف: “وعن الإجراءات، التي سيتخذها المزارع لتسليم محصوله، على المزارعين التوجه إلى مديريات ولجان الزراعة في المنطقة التابعة له، وجلب بطاقة منشأ، وفق هذه البطاقة سيتم تسليم محصوله إلى المركز، أما بالنسبة للسعر وبدء شراء الموسم سيتم تحديدهما من هيئة الزراعة والري التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا لاحقاً”.
تكاليف تخزين القمح في العراء 
بالرغم من التأكيد على تأمين مستلزمات التخزين من شوادر، وأكياس وحبال لزوم تخزين الأقماح، وجاهزية المركز فنياً وإدارياً، إلا أنه كان من اللافت تخزين المخزون المستجر من القمح في العراءات ضمن مناطق زراعية مجهزة لاستقبال المحصول وتخزينه لفترات ليست بالقصيرة.
 ومزودة بمستلزمات قاربت تكلفتها مليارات الليرات نظراً لعدم جاهزية الصوامع والصويمعات، التي سعتها التخزينية في أعلى مستوياتها، الأمر الذي رتب تكاليف مالية إضافية لقاء ثمن مستلزمات التخزين، من شوادر وأكياس وحبال وأجهزة تعقيم، إضافةً إلى تجهيز أماكن التخزين من خلال تسوية الأراضي وإزالة الأعشاب وحفر الخنادق لتصريف المياه حرصاً على سلامة الأقماح المخزنة، وتأمين كافة السجلات اللازمة لاستكمال العملية التسويقية.
نقاط مفصلية
الآلية المتبعة لا تخلو من بعض الإشكاليات الهامة، التي تكمن في ارتفاع تكاليفها من جهة، ومساهمتها في زيادة نسب الهدر والتلف خلال التخزين والنقل إلى أماكن أخرى من جهة أخرى، إذ بيّن الخليل أن تكلفة تخزين القمح في العراءات تزيد عن تكلفة التخزين في الصوامع، وذلك لقاء ثمن مستلزماته من الشوادر القماشية والبلاستيكية والأكياس، والحبال وأجور عمليات العتالة من تحميل وتنزيل الموسم، إضافةً إلى نسبة الهدر الحاصلة من جراء تخزين القمح في العراء والتي تزيد بنسبة ضعفين عن نسبته في الصوامع، لنخلص إلى نتيجة مفادها تضاعف الخسارة بالمال والكمية.
وشدد رئيس مركز الميلبية “موفق شيخموس الخليل” في ختام حديثه إلى ضرورة تسخير كل الإمكانات والطاقات ضمن الظروف المتاحة لاستلام الأقماح من الفلاحين خلال الموسم القادم، ونقلها وحفظها في مراكز الحبوب ليتم طحنها فيما بعد، وخاصة في ظل وجود هجمات الاحتلال التركي المستمرة على المنطقة.
والجدير بالذكر، يبلغ عدد مراكز استلام محصول القمح في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا ثلاثين مركزاً هذا العام، بقدرة استيعابية تتجاوز مليون طن ونصف، وهو الإنتاج المتوقع للإقليم، حسب ما أعلنته الإدارة الذاتية على موقعها الرسمي.