في حركة التاريخ تبدو الشعوب في حاجة إلى قائد زعيم، يلبى طموحات شعبه للتغيير المصاحب لنوع من أنواع الثورة من أجل الحرية أو الحياة الكريمة، أو تذويب الفوارق بين الطبقات، فالفرد هو محرك التاريخ؛ لأنه يحرك الجماهير للصواب والحقيقة، وقد لا يصدق التعميم في هذا الاتجاه، فهناك قادة حروب ودماء، وأيضا قادة سلم وسلام.
ومن منظور قيادته الروحية الفلسفية، يعتقد القائد عبد الله أوجلان، أن الكرد يمتلكون تاريخا مذهلا، لأنه يرى أن التاريخ الأمثل هو التاريخ الثقافي، وليس التاريخ العرقي، حيث يقول في (مانيفستو الحضارة): “إن التاريخ العرقي هو ظاهرة بمفردها، وأشمل أنواع التاريخ هو التاريخ الثقافي” ولقد حدثت له، كما يحدث للزعماء، تحولات من اليمين الديني لليسار الفكري، ولكنه لم يتخل عن الدين، ونظر للماركسية على أنها رؤية اقتصادية، ولكنه وجد أنها لا تلبي رغبات الشعوب، فنقد الماركسية بصورة علمية وعملية في الوقت نفسه، وانتقد الليبرالية، وتوصل إلى نتيجة أن الأمة الديمقراطية هي الأنسب، والأهم للشعوب ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، ولكن لدول العالم أجمع، وهي النظرية الحديثة التي كتبنا عنها كما كتب عنها مفكرون عالميون وهي رؤية صواب، قد نختلف في بعض تفاصيلها، ولكن نحترم ونقدر كاتبها، والعجيب أن هذه الأفكار كتبت داخل المعتقل؛ ما يثبت روحانية أوجلان وأريحيته وقدرته على ديمومة التواصل مع شعبه، ومع باقي الشعوب.
السابق بوست
جبرائيل مصطفى: تمديد ما تسمى بالعقوبات الانضباطية.. انتهاك صارخ لقوانين حقوق الإنسان العالمية
القادم بوست