سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بفعل الحصار وقطع المياه عن الشهباء… مخاطر من انتشار بعض الأمراض الصيفية 

الشهباء/ فريدة عمر ـ

أكدت عضوة الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة عفرين والشهباء، ساكينة عرابو، أن استمرار الحصار، وقطع المياه يسببان مخاطر انتشار الأمراض الصيفية، مناشدة الجهات المعنية القيام بواجبها.
وتشهد مقاطعة الشهباء، منذ أعوامٍ متواصلة، حصاراً خانقاً من حكومة دمشق، إلى جانب هجمات الاحتلال التركي المستمرة، وهذا يشكل عائقاً على سكان المنطقة، التي يقطنها مهجرو عفرين، الذين اضطروا للهجرة قسراً من مدينتهم في ١٨ آذار من العام ٢٠١٨، ويسكن القسم الأكبر منهم في خمسة مخيمات /برخدان، وسردم، والعودة، وعفرين، والشهباء/، ويؤثر الحصار على العديد من الجوانب الخدمية، والصحية، والتعليمية، ويزيد من معاناة الأهالي أضعافاً.
واستمرار لذلك، وبقرار مفاجئ، قامت منظمة اليونيسف بقطع المياه عن مخيمات مهجري عفرين بالتزامن مع قدوم فصل الصيف، وبعد خطوة تقليص كميتها إلى النصف خلال صيف العام المنصرم، وقطعها بشكل تام عن القرى والنواحي، والذي يفاقم بدوره المعاناة أكثر ويمهد الطريق أمام مخاطر انتشار الأمراض وتحديداً في المخيمات.
مخاطر زيادة الأمراض الموسمية
وحول ذلك، تحدثت لصحيفتنا، عضوة الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة عفرين والشهباء، ساكينة عرابو، حيث أشارت ساكينة إلى تأثير قطع المياه عن المخيمات: “أنّ مقاطعة الشهباء تشهد مسبقاً حصاراً حكومياً خانقاً، وهو ما يؤثر بدوره على العديد من النواحي الخدمية، ومنها القطاع التعليمي، والخدمي والصحي، لأن انعدام المواد الأساسية يعرقل هذه الجوانب كلها ويضعفها ويغيب عملها أحياناً، فانقطاع المحروقات يعني إيقاف المواصلات والكهرباء، ومناهل المياه، والأفران والمشافي وغيرها”.
وأضافت : “إلى جانب ذلك، القرار المفاجئ لمنظمة اليونيسف بقطع المياه بشكل تام عن المقاطعة بما فيها المخيمات، قرار يستكمل سياسة الحصار ويكمل أهدافه، لأنه حقيقة بأن المنطقة تعاني سابقاً من نقص العديد من المستلزمات الأساسية، وتحديداً مع قدوم فصل الصيف المخيمات بحاجة ماسة إلى توفير المياه بشكل دائم لأن الاحتياجات الضرورية تعتمد على توفر المياه ، وأي استهتار، أو نقص لتوفر المياه؛ يفتح المجال أمام الأمراض المعوية والهضمية، والإسهال والكوليرا وغيرها وتحديداً بين الأطفال، وخاصةً أن المخيمات تشكل الأرضية الأكثر خصوبة لانتشار هذه الأوبئة”.
جهود حثيثة لتقليل الأضرار
ونوّهت ساكينة إلى الجهود المبذولة لتوعية الأهالي: “إننا الجهة المعنية، وتحديداً نقاط الهلال الأحمر الكردي في المخيمات، نركّز على أهمية توعية الأهالي وتثقيفهم للتعاون وتخفيف العبء وبيان الأضرار، التي تنجم عن قلة المياه، عن طريق حثهم على ضرورة تغطية الأطعمة، وعدم استخدامها لفترة طويلة ومتكررة كالزيت المقلي، وضرورة غسل الخضروات، بشكل جيد، وغلي المياه وتعقيمها قبل الشرب، وتنقية وتهوية الخيمة بشكل مستمر، والاهتمام بالنظافة الشخصية وخاصة الطفال بشكل دائم، وتنظيف الحمامات، والتي تكون أغلبها مشتركة، فالثقافة الصحية سلاح بحد ذاته وأهم من مرحلة العلاج”.
واستكملت: “كما أنّ هناك جهوداً أخرى من الجهات المعنية الأخرى كإدارة المخيمات والبلديات، بتأمين المياه، ووضع خطط أخرى بديلة، من شأنها أن ترتقي بالواقع، وتحد من إمكانية حدوث أزمات إنسانية مع قدوم فصل الصيف”.
موقف المنظمات الإنسانية غير إنساني
وانتقدت عضوة الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة عفرين والشهباء، ساكينة عرابو، صمت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية حيال ما يحدث، مناشدة القيام بواجبهم: “حينما يتعلق الأمر بمقاطعة الشهباء، وتحديداً مهجرو عفرين، فالمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، لا يمارسان مهامهما الأساسية والإنسانية والأخلاقية في حماية سكان المخيمات من أسباب الأمراض المختلفة، ويأتي نقص المياه بالدرجة الأولى، وقد يلجأ المجتمع الدولي إلى سياسة المعايير المزدوجة، وهذا عملٌ منافٍ ومعارض لقيمه ومبادئه، لذلك عليه عدم التلاعب بالملف الإنساني ومصير المهجرين، الذين يعانون بالأساس من صعوبات عديدة”.
والجدير ذكره، بأن مقاطعة الشهباء تتعرض منذ أكثر من ستة أعوام إلى حصار خانق من حكومة دمشق، فيما قطعت منظمة اليونيسف بتاريخ ١٥ شباط من العام الجاري المياه بشكل تام عن المخيمات وكامل مقاطعة الشهباء.