عندما كنت في الجزائر في آذار 1975 لحضور مؤتمر الأدباء العرب، حيث كان ذلك أول حضور رسمي لي في المؤتمرات، التقيت صدفة بشاب أربعيني ممتلئ قليلاً وأصلع من مقدمة الرأس. كان واقفاً أمام بوابة الفندق وبادر بالسلام وعرّفني على نفسه، إنه “الطاهر وطار” لم أكن في ذلك العمر الصغير أعرف من الكتّاب الجزائريين سوى الشاعر والروائي مالك حداد، الذي كان يعاني من ازدواجية ثقافية مؤلمة حيث كانت معاناته وطنية عربية، ولغته فرنسية، وكانت كل كتاباته باللغة الفرنسية تقريباً. سألت الطاهر وطار لماذا أنت واقف أمام البوابة ولا تدخل؟ فأجابني: “لا أحب المؤتمرات الرسمية وليس هذا مكاني”.
السابق بوست