الثقافة والتراث امتزجتا في شمال وشرق سوريا، فتحولتا لحركة ثقافية لونتها المرأة، بألوانها الأدبية المتنوعة، فشهدت الشوارع، والساحات، والمسارح، والمراكز الثقافية في مقاطعة الجزيرة ثورة فنية تقودها المرأة، فمهرجانات مزينة بالعروض الثقافية، والسينمائية، والمسارح التي زينت خشباتها كلمة المرأة الرومانسية المعبرة.
كلٌ أظهر ثقافته، وجمال كلماته وغنى لغته، وعن هذا الازدهار الذي وصفته الرئاسة المشتركة للثقافة والفن في مقاطعة الجزيرة “فريال جولي” بالفسيفساء المتناغمة حروفها، وألوانها، تقول: “لم يكن من السهل نشر ثقافة الآخر في السابق، مع سيادة قومية واحدة، أما اليوم، ومع التنوع الثقافية، والتراثي الذي امتازت به مناطق إقليم الجزيرة، رأينا الإبداع مع تناغم اللغات المحلية على ساحات المسارح”.
وترى عضوة لجنة الثقافة في مقاطعة الحسكة “شيرين محمد“: أن المرأة بدخولها عالم الفن كانت قادرة على كسر حواجز العادات والتقاليد البالية المنتشرة في المنطقة: “في السابق كانت مشاركة المرأة على المسارح، والغناء قليلة جداً، وتكاد تكون معدومة، إلا أننا اليوم نرى الصوت الكردي والعربي زين الساحات الفنية، وأصبح إقبال المرأة على المجالات الفنية كبيراً ومهماً”.
تشكلت في مقاطعة الجزيرة العديد من الفرق العربية، والفرق الكردية، والآشورية، والسريانية، والزردشتية، والإيزيدية كل منها نقل طابعه، وتراثه الفني، والأدبي وقد تميزت الساحة الفنية بهذا التنوع، فيما كان هناك فرق تشكلت لتضم أبناء الشعوب كلها، فيما ترى فيندا سيمون من الشعب الآشوري، أن الفن الذي تقدمه الشعوب ضمن صالات العرض يتميز عن غيره بالتراث العريق، وامتزاج الثقافات مع بعضها.
القادم بوست