No Result
View All Result
المشاهدات 2
محمد القادري_
نعلم أن الحياه في المجتمعات البشرية لا تصلح إلا بوجود قوانين ناظمة ودساتير، يقوم المواطنون من خلالها بالتعايش والتعامل مع بعضهم البعض، وهذه القوانين تحميها فئة معينة من الناس، فإن كانت منتخبة من الشعب، فإنها ستكون إدارة إيجابية عادلة، أما إذا كانت قد استولت على قياده الشعب بالقوة فإنها ستكون سلطة قمعية ظالمة، لذلك فإن هذا الأمر مهم جداً في المجتمعات، وقد أكد النبي “محمد” صلى الله عليه وسلم على أهمية هذا الموضوع: “ما كسب الرجلُ كسبًا أطيبَ من عمل يدِه ، وما أنفق الرجلُ على نفسِه وأهلِه وولدِه وخادمِه فهو صدقةٌ”، فحينما يكون العلماء أصحاب ضمائر حيه يقفون مع الحق، ويساندونه فسوف تكون الحياة سعيدة وآمنة لا يوجد فيها أي ظلم، أو تعدٍ على حقوق المواطنين، وأما إذا كان العلماء فاسدين يركضون ويلهثون وراء مصالحهم الشخصية، ومكاسبهم الدنيوية فسوف يقفون مع السلطات القمعية الظالمة، التي تقوم بنشر الفوضى والظلم والتعدي والعدوان، لذلك فإن دور العلماء يكون في أعلى درجات المسؤولية والجهاد الحق كما بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إن أعلى مراتب الجهاد كلمه حق في وجه سلطان جائر، لذلك نحن نهيب بعلمائنا الذين يعيشون في الوطن، ويرون كيف يتم ظلم شعبنا أن ينطقوا كلمة الحق، وألا يخافوا في الله لومة لائم؛ لأن التاريخ يسجل المواقف فهناك من العلماء الذين وقفوا مع الظلم عبر التاريخ وكانت لهم وصمات عار في جبينهم لا تُمحى في الدنيا ولا في الآخرة، وكان هناك أيضاً علماء ضحوا بأرواحهم وحياتهم وأبنائهم وأموالهم في سبيل الحق ورفع الظلم عن شعوبهم، ولم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الأمراء الظلمة والأئمة الطغاة، بل ذكر كيف إن الإمام العادل في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله”، أي أن العلماء يجب أن يكونوا عوناً للأئمة والأمراء، الذين يديرون ويقودون شعوبهم بالحق والمساواة والعدل، لذلك فإن الربط بين القيادات الحاكمة بقوة القانون وقوة العلم والأخلاق تكون ناجحة على المستويات كلها، أما الأخرى القائمة على قوة السلاح والقتل والظلم فإنها فاشلة زائلة.
No Result
View All Result