سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عمر بركل: على المجتمع الدولي تغيير سياساته حيال حزب العمال الكردستاني

 منبج/ آزاد كردي –

قال المحامي عمر بركل: إن إخراج حزب العمال الكردستاني من دائرة الإرهاب، سيفتح الباب أمام منظمات حقوق الإنسان للضغط على تركيا من أجل الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، وأكد على أن حزب العمال الكردستاني يهدف لتحقيق الحرية والديمقراطية للشعوب المضطهدة.
بات القاصي والداني يدرك أن تصنيف حزب العمال الكردستاني، منظمة إرهابية من دول ومنظمات دولية، كان خطأ جسيماً قائماً على المصالح الدولية، في المقابل، تعتقد الغالبية من العالم أن الحزب يناضل من أجل حقوق الكرد والشعوب المظلومة، لأنه يتبنى أهدافاً إنسانية وسامية، مثل الحرية والديمقراطية، وحفظ حقوق الشعوب، وإخراج الحزب من قائمة الإرهاب، سيكون له تأثيرات كبيرة على الساحة السياسية الدولية، والإقليمية.
 في هذا السياق، أجرت صحيفتنا حواراً مع المحامي، عمر بركل، وفيما يلي نص الحوار:
ـ ما الأسباب التي دفعت إلى تأسيس حزب العمال الكردستاني، ودعم نضاله قضية الشعوب المظلومة؟
أسس الحزب في 27 نوفمبر 1978، على يد مجموعة من الطلبة في جامعات أنقرة وإسطنبول، من الكرد واليساريين الأتراك، ثم انضم إليهم أبناء الشعب الكردي الموجودون في أنحاء الكرة الأرضية، وأيضاً العرب والشيشان، والأرمن، وغيرهم من الشعوب.
والأسباب التي أدت لتأسيس الحزب، وتبني نضاله قضية الشعوب المضطهدة، هي الأسباب ذاتها، التي دفعته للنضال والكفاح من أجل الشعب الكردي، للحصول على حقوقه المغتصبة، هذا الانتماء المتزايد للأشخاص المقتنعين بفكرة حزب العمال الكردستاني جعل الحزب يتحول من الدفاع من أجل تحقيق حقوق الشعب الكردي، إلى الدفاع عن حقوق الشعوب في الشرق الأوسط كافة، وهذا ما جعل بعض الدول تبيت العداء له.
ـ لماذا تم إدراج حزب العمال الكردستاني على قوائم الإرهاب برأيكم؟
لا شك إن إدراج حزب العمال الكردستاني، جاء لتحقيق مصالح دول تتأثر بحصول الشعب الكردي على حقوقه، وأيضاً الفكر الشيوعي، الذي اتخذه حزب العمال الكردستاني قبل عام 2000، إضافة إلى تحول فكر حزب العمال الكردستاني إلى فكر أممي يخص الشعوب المضطهدة، يضاف إلى ذلك دفاعه عن شعوب المنطقة من أجل نيل حقوقها، فضلاً إلى خوف بعض الدول كتركيا وغيرها من امتداد أفكار الحزب، وتوسعها؛ ما يجعل مصالحهم في خطر.
ـ ما الدلائل التي تشير إلى أن حزب العمال الكردستاني له أهداف إنسانية تحررية؟
في الواقع هي كثيرة وواضحة، يتبنى الحزب حرية المرأة نهجاً ومنهجاً، والحفاظ والعمل على نظام إيكولوجي بيئي، كذلك يتبنى حماية حقوق الإنسان والدفاع عن كافة المستضعفين، ويدعم الحركات التي تبحث عن حرية الإنسان وتحرر الشعوب وتسعى للحرية والديمقراطية، كذلك يتبنى الحزب حماية الشعوب من خلال دعم محاربة المواد المخدرة في المناطق التي تقع تحت حمايته، لذلك إننا نعدُّ حزب العمال الكردستاني قوة فكرية عميقة، تبحث عن بناء الإنسان وحمايته، وتعليمه سبل الدفاع المشروع عن نفسه.
ـ حزب العمال الكردستاني يسعى لتحقيق الحرية والديمقراطية، كيف يمكن أن يساهم ذلك في حفظ حقوق الشعوب كلها؟
حزب العمال يناضل دائماً من أجل الحرية والديمقراطية، فهو يدافع عن حقوق الشعب الكردي، وأيضاً عن الشعوب المظلومة، لأن الشعب الكردي له الحق في العيش بحرية، كما أن الشعوب الأخرى بحاجة لذلك، كالشعب الفلسطيني والشعب الأحوازي، وغيرها من الشعوب الباحثة عن الحرية، لذلك فإن الحرية والديمقراطية هي الوسيلة الأولى والأساسية لتحقيق الأهداف، وحزب العمال يسعى إلى تحقيق الحرية والديمقراطية لشعوب العالم المضطهدة، وهذه من الأسباب الهامة، التي تدعو لإخراج حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب.
ـ لإخراج حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب آثار، كيف بإمكانكم التحدث عن التأثيرات التي ستترتب على ذلك؟
قبل عدد من الأيام، قررت اليابان إخراج حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب، وقد قامت عدة برلمانات دولية وإقليمية بإخراج الحزب أيضاً من قوائم الإرهاب، حيث توصلت تلك الدول والبرلمانات إلى فهم حقيقة حزب العمال الكردستاني، وأن الدولة التركية تعادي الشعب الكردي، وتحاول كل مرة ضرب أي مشروع يهدف لحصوله على حقوقه، وكل ما تقوله عن سياسات الحزب هو محض افتراء، برأيي سيكون هناك تأثيرات كبيرة على المنطقة والعالم أيضاً، ومسألة رفع الحزب عن قوائم الإرهاب، يتعلق بالمصالح الدولية، وبخاصةً بين تلك الدول وتركيا.
ـ هل سيؤثر إخراج حزب العمال الكردستاني، من قائمة الإرهاب على وضع القائد عبد الله أوجلان؟
إخراج حزب العمال الكردستاني، من قائمة الإرهاب سيكون له تأثير كبير على وضع القائد عبد الله أجلان، وخير دليل يمكننا التذكير به نيلسون مانديلا، فبعد 25 سنة من الأسر، أصبح القائد عبد الله أوجلان رمزاً للحرية في العالم، كما كان مانديلا، وبمجرد خروج الحزب من قائمة الإرهاب، لا شك أن ذلك سيكون سبباً أساسياً لحصول القائد عبد الله أوجلان على حريته الجسدية، ما سيؤدي إلى تغيير نظرة العالم لآرائه والحلول، التي يقدمها لحل القضايا العالقة في أنحاء العالم كلها؛ لذلك، تحتاج بعض الدول القومية، والتي تعتمد سياساتها على قمع المناضلين، وحجب صوت الأحرار إلى إعادة النظر في سياساتها.
ونحن، المحامين، نؤمن على حق أي شخص أو حزب في ممارسة حقوقهم السياسية، وهذا حق مشروع لكل الناس، ولذلك، يجب على المجتمع الدولي إعادة النظر في مسألة إزالة حزب العمال الكردستاني من لوائح الإرهاب، خاصة الدول ذات التأثير الكبير في المجتمع الدولي والبرلمانات التي لم تتحرك بعد، وعليها تبني موقف إيجابي لإخراج حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب.