سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استمرار الحصار الحكومي على مقاطعة الشهباء سبب كارثة إنسانية

الشهباء/ فريدة عمر ـ

تشهد مقاطعة الشهباء كارثة إنسانية حقيقية، بإيقاف التعليم والقطاع الصحي، والكهرباء بشكل تام، بفعل الحصار الجائر، الذي تفرضه حكومة دمشق على المنطقة، وسط صمت دولي حيال ما يحدث.
تستمر الحواجز التابعة لحكومة دمشق، والمنتشرة على طول الطريق الواصل إلى مقاطعة الشهباء، فرض حصار خانق على المنطقة، منذ عدة أعوام، والذي ظهر تداعياته مع التهجير القسري لمهجري عفرين إلى المقاطعة، إبان احتلال مقاطعة عفرين من قبل الاحتلال التركي في 18 آذار من عام 2018، وتتعمد حكومة دمشق إلى منع دخول المواد والمستلزمات الهامة كالأدوية المحروقات وغيرها إلى المقاطعة؛ ما سبب كوارث إنسانية يدفع ثمنها الآلاف من المهجرين، الذين يعانون بالأساس من صعوبة في تأمين أبسط مستلزمات الحياة اليومية، في المخيمات الخمس “برخدان، سردم، عفرين، العودة، الشهباء”، والمنازل الشبه المدمرة، حيث تسبب الحصار بإيقاف القطاع الصحي بشكل كامل، إضافة إلى إغلاق المدارس، وعرقلة المواصلات، وانقطاع تام للكهرباء، كل ذلك وسط صمت دولي يشجع على ارتكاب جرائم الإبادة بحق سكان المنطقة.
خروج القطاع الصحي عن الخدمة
وفي هذا الصدد، أفادت لصحيفتنا “روناهي”، عضوة منسقية هيئة الصحة لإقليم عفرين “بيريفان حسين“: إن القطاع الصحي بشكل عام خرج عن الخدمة، وهو من أهم القطاعات الأساسية في المقاطعة، نظرا للوضع الطارئ الذي تشهده مقاطعة الشهباء بشكل مستمر، والذي يتوجب علينا الاستعداد في كل لحظة، إلا أنه بسبب الحصار الحكومي خرجت النقاط الطبية والمراكز الصحية كلها عن الخدمة، وحتى مركز تزويد الأوكسجين ومركز غسيل الكلى، بسبب فقدان مادة المحروقات والتي تعد العنصر الأساسي، الذي نعتمد عليه”.
وأشارت بيريفان، إلى أن المنطقة أمام كارثة في حال عدم التدخل وإيقاف الحصار: “إن سكان المنطقة، وتحديدا الذي يقطنون في المخيمات يعانون صعوبات حقيقية وصعبة للغاية دون كهرباء وتدفئة، وهذا يعرض حياة الأطفال والمسنين على وجه الخصوص للخطر، لأن هناك نسبة من الأطفال يعانون من الربو، والتهاب القصبات والعديد من الأمراض الأخرى، كالسكري والقلب، والتي تتطلب جميعها متابعة وعناية، إن المنطقة أمام كارثة إنسانية حقيقة في حال عدم التدخل السريع، وإيقاف الحصار”.

 

 

 

 

 

 

 

إيقاف العمليات والمعاينات في مشفى أفرين
من جانب آخر، أكدت إدارة مشفى أفرين لصحيفتنا، بأنهم منذ أكثر من أسبوع يعملون بشكل إسعافي، وتم إيقاف العمليات والمعاينات في المشفى: “من ضمن القطاعات الصحية التي تأثرت بالحصار الحكومي، مشفى أفرين، حيث كان من أهم المراكز التي تستقبل بشكل يومي عدداً كبيراً من المرضى، لكن ومنذ أكثر من أسبوع توقفت المعاينات والعمليات في المشفى، ونعمل بشكل إسعافي للحالات الطارئة فقط، حتى سيارات الإسعاف لا تستطيع التحرك، حيث يوجد في المشفى عدد كبير من المرضى في قسم العناية، وفي قسم الأطفال هناك أطفال حديثو الولادة، ويتوجب استمرار هذه الأقسام، إلا أننا لم نتمكن من ذلك بسبب انعدام مادة المازوت بشكل تام”.
حرمان أكثر من 16 ألف طالب وطالبة من التعليم
لم تسلم الطلبة والقطاع التعليمي من تداعيات الحصار أيضاً، ليُحرم أكثر من 16 ألف طالب وطالبة من تعليمهم، حيث أصدرت هيئة التربية والتعليم لإقليم عفرين تعميما يوم السبت بتاريخ 25-11-2023، بتوقف التعليم في المدارس بمراحلها كافة، بما فيها معهد الشهيدة فيان أمارا حتى إشعار آخر، بسبب انعدام مادة المحروقات والصعوبة في إيصال الطلبة إلى مدارسهم.
والجدير ذكره أن الأعمال الخدمية الأخرى توقفت عن العمل، وانقطع التيار الكهربائي بشكل تام لليوم الرابع على التوالي للسبب نفسه، حيث أن الأعمال الأخرى الضرورية كالمياه مهددة بالانقطاع في حال استمرار الحصار.