أما الثورة الفرنسية التي قامت في عام 1789م ضد الحكم الملكي المُطلق، وكان شعارها، “الحرية، المساواة، والإخاء”، استطاعت إصدار إعلان حقوق الإنسان والمواطن الفرنسي، حيث اُعتبِرت وثيقة فوق دستورية لا يجب المساس بها؛ لأنها تحل القضايا التي كانت سبب الثورة في فرنسا، ومن أبرز بنودها، يولد الناس ويعيشون أحرار متساوين في الحقوق، وإن غرض كل اجتماع سياسي حفظ الحقوق الطبيعية للإنسان والتي لا يجوز المساس بها، وهي حق التملك وحق الأمن وحق مقاومة الظلم والاستبداد، وأن القانون هو إرادة الجمهور فيجب أن يشترك الجميع في وضعه. وبذلك استطاعت الثورة الفرنسية أن تحقق تغييراً في النظام السياسي، عن طريق تحويل فرنسا من الحكم الملكي المطلق إلى الحكم الجمهوري، والاعتماد على مبادئ أساسية منها، فصل الدين عن الدولة والسلطات، وحماية حق المساواة وحرية التعبير، ومن ثم توالت الثورات في أوروبا، حيث تبنت مبادئ الثورة الفرنسية أما الحرب الاهلية التي حدثت في أمريكا عام 1861 واستمرت حتى عام 1865م، بين ولايات الشمال وولايات الجنوب، حيث كانت تطالب ولايات الشمال بمركزية شديدة، وولايات الجنوب كانت تطالب بالانفصال، نتيجة خلاف حول قانون يمنع العبودية بين الطرفين، فكانت النتيجة؛ القيام بحل وسط بين المركزية والانفصال، وذلك بعد مقتل الملايين من الأمريكيين، وكان هذا الحل هو بتبني النظام الفيدرالي، أما في سويسرا وهي دولة اتحادية منذ عام 1291م، ومازالت، وقد وضعت لها آخر دستور 1848م والمعمول به إلى الآن، فهذه الدولة الاوروبية يتكون شعبها من قوميات عدّة وهي الألمانية والفرنسية والإيطالية، وحقوق جميع القوميات متساوية ومحفوظة عن طريق الدستور وهي في حالة مستقرة منذ مئات السنين، بالرغم من أنها محاطة بدول قومية من القوميات نفسها الموجودة فيها، كدولة ألمانيا الاتحادية والدولة الفرنسية والدولة الإيطالية.
السابق بوست