سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

محنة الزيتون ما بين السرقة وفرض الأتاوات

تحت عنوان “محنة الزيتون “إتاوات مالية وعينية وإلغاء الوكالات، والسرقة والاستيلاء على الزيتون، كشفت منظمة حقوق الإنسان ـ عفرين عن جملة انتهاكات طالت محصول الزيتون من مرتزقة الاحتلال التركي في عفرين.
وذكرت المنظمة في تقرير نشرته على صفحتها الرسمية تفاصيل دقيقة عن سرقة محصول الزيتون، وما تمارسه سلطات الاحتلال من ضغوطات على الأهالي.
وذكرت في التقرير، بأن فصائل ما يُسمى الجيش الوطني التابع للاحتلال التركي تستمر بممارسة أقسى اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق المواطنين الكرد سكان عفرين الأصلاء، من فرض الإتاوات المالية، والعينية وسلب وسرقة الأرزاق، وترهيب السكان والتضييق عليهم، وإطلاق الرصاص لمنعهم من جني محاصيلهم من موسم الزيتون في منطقة عفرين المحتلة.
انتهاكات عدة تطال موسم الزيتون
واستناداً إلى موقع” عفرين بوست”، فإن ما يسمى بـ “المكتب الاقتصادي” التابع لفصيل “سمرقند” قام بإلغاء قسم كبير من وكالات الأراضي الزراعية في القرى الخاضعة لسيطرته بناحيتي معبطلي، وجنديرس بريف عفرين، فيما فرض على بقية الوكالات إتاوة مالية قدرها دولارين ونصف على كل شجرة زيتون.
كما فرض فصيل “فيلق المجد” إتاوة مالية 15 ليرة تركية عن كل شجرة زيتون مثمرة في قرية كيلا في ناحية بلبل، وإتاوة عينية 20 كيلو زيتون مونة على المزارعين، إضافة إلى إتاوة نهاية الموسم، وهي تنكة أو تنكتا زيت حسب حجم الموسم على كل عائلة.
في الوقت نفسه، قام متزعم مرتزقة “فيلق المجد” في قرية كيلا المدعو “أبو أزهر” بسرقة محصول الزيتون من نحو 200 شجرة من حقل المواطن “خليل بلو وشيخو” المقدّرة بـ 34 هكتاراً مزروعة بأشجار الزيتون لصالحه، فيما أطلقوا الرصاص بين أرجل عمال المواطن “محرم” وطردوهم من الحقل.
من جانب آخر سرق مرتزقة “أحرار الشرقية” ثمار الزيتون بشكل عشوائي من عدة حقول في قرية جقلمه – ناحية راجو، عُرف منهم حقل المواطن “علي معمو” من أهالي قرية كيلا، عدا عن الإتاوات المفروضة بحجة حماية الموسم.
قطف الثمار قبل نضجه
وعدا الانتهاكات، التي ذكرناها آنفاً فإن مرتزقة “السلطان مراد” تمنع المزارعين من قطاف الزيتون حتى منتصف الشهر القادم، وطرد المواطن “مصطفى حسين” من حقله الكائن على جبل شيخ محمد في محيط قرية بركاشة في ناحية بلبل.
ولحماية المحصول وخوفاً من السرقات والأتاوات، التي تفرضها مرتزقة الاحتلال التركي على الأهالي، فإنهم يلجؤون إلى القطاف المبكر رغم عدم نضح الثمار، خاصةً وأنّ الأمطار الخريفية شحيحة، فتتدنى كميات الزيت المستخرج من الزيتون بنسبة /10-15/%، علاوةً على الخسائر الكبيرة الناجمة عن السرقات والإتاوات الباهظة، وأوجه السلب والهدر المختلفة، كما نشرت المنظمة على صفتها فإنها كالتالي:
– في قرى ناحية شران، “شرّان، خربة شران، كوبلك، جّما”، مرتزقة “السلطان ملكشاه” تفرض إتاوة 12% على مجمل إنتاج موسم الزيتون.
– في قرية “كمروك”-ناحية معبطلي، فإن مرتزقة “لواء صقور الشمال” تفرض إتاوة سبعة بالمائة على إنتاج ممتلكات المتواجدين، و /30-50/% على إنتاج ممتلكات الغائبين “المهجرين، والمغتربين”.
– في قرية “معراته” مركز مدينة عفرين، تفرض مرتزقة “فرقة الحمزات” إتاوة على كل عائلة من أهاليها صفيحة أو صفيحتي زيت (الواحدة 16 كغ) بإجمالي حوالي /500 صفيحة/، و40% على إنتاج ممتلكات الغائبين بدلاً عن 20% في الأعوام السابقة؛ كما تفرض ليرتين تركيتين على الشجرة الواحدة لقاء منح موافقة قطاف الزيتون، حيث ترسل عناصرها لمرافقة الأهالي أثناء القطاف؛ لأجل مراقبتهم وإحصاء وتسجيل الإنتاج.
– سرقة كامل محصول /65/ شجرة عائدة لعائلة “جاويش” و/150/ شجرة أخرى في قرية “سينكا”-شرّان.
– سرقة محصول /30/ شجرة عائدة لعائلة “خليل ربه نا” في قرية “نازا”-شرّان، من قبل مرتزقة “فيلق الشام”، والذي يفرض إتاوة عشرة بالمائة على إنتاج ممتلكات المتواجدين وخمسة بالمائة على إنتاج ممتلكات الغائبين، ويجبر أهالي بلدة “ميدانكي” وقرى “نازا، حسنديرا، بيليه” على عصر محصول الحقول الواقعة ضمن قطاعه في معصرة خاصة به في “نازا”.
– في قرية “ديرصوان”، تطالب مرتزقة “فرقة السلطان مراد”، وبعد أكثر من خمس سنواتٍ من سيطرتها، الأهالي مجدداً بوثائق الملكية، في محاولةٍ جديدة للاستيلاء على المزيد من حقول الزيتون، وهي تفرض إتاوة نسبة عشرة بالمائة على إنتاج ممتلكات المتواجدين و50% على إنتاج ممتلكات الغائبين في القرى والبلدات التي تُسيطر عليها (نواحي بلبل وشرّان) وقرى عديدة أخرى.

قسمة جائرة
– وفي سياق متصل ، منذ ما يقرب من  سنة تقريباً  قصة الاستيلاء على أشجار الزيتون لمواطن كردي من أهالي قرية زعرة التابعة لناحية بلبل يدعى “أحمد جمعة و زوجته” ويبلغ عدد الأشجار 375 شجرة، تم الاستيلاء عليها من قبل مسؤول مكتب الاقتصادي ضمن مرتزقة المعتصم يدعى “أبو سعيد” وعندما حاول  صاحب بستان  الزيتون “أحمد الجمعة”  قطف زيتونه آنذاك استولوا على أكياس “جوالات” الزيتون، التي قام بقطفها، وبعد أن علم  قياديو الفصيل، و تواصلوا مع أحمد جمعة، وتعهدوا بحل المشكلة، وأرسلوا شخصاً وقرر تسليم أحمد جمعة و زوجته 225 شجرة من العدد الكامل 375 شجرة، و تم الاتفاق على هذا المبدأ، وحتى قبل الموسم بأسابيع كان الاتفاق ساري المفعول بينهم. إلا أنه في يوم الثلاثاء 24 تشرين الأول الجاري فوجئ المواطن ” أحمد جمعة” عندما ذهب إلى كرمه، ليجني الزيتون ضمن الحصة المسلمة له من قبل قيادي مرتزقة المعتصم، بطرده من قبل مسلحي الفصيل، وأبلغوه أن مكتب الاقتصاد للمرتزقة نفسه سيستولي على كل الموسم ماعدا 100 شجرة، فقام المواطن أحمد بقطف ثمار ما تبقى له. واكتفوا بإعطائه إنتاج 100شجرة من أصل 375 شجرة، وقالوا له: هذه حصتك.
وبعد مراجعة المواطن أحمد جمعة للمدعو “أبو سعيد” مسؤول مكتب الاقتصادية، وشرح له ما حصل معه، وكان رده بلهجة التهديد للمواطن أحمد صاحب بستان الزيتون “بحال ما أعجبتك القسمة “الحصة المتبقية لك سنقوم بمصادرة كل الأشجار”، هذا ماعدا السرقات والأتاوات، التي سيدفعها للفصيل لقاء الحماية، وحصة الفصيل في المعصرة.