سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارعو خطوط التماس بكري سبي: مُصِرّون على زراعة أراضينا بالرغم من هجمات المحتل التركي

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

يُصرُّ أهالي قرى ناحية عين عيسى الواقعة على خطوط التماس مع المحتل التركي على زراعة أراضيهم للموسم الشتوي، على الرغم من احتراق غالبية مواسمهم في الأعوام السابقة، فيما تعمل مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي على تقديم المستلزمات الزراعية كافة لهم بالأسعار المدعومة.
ومع بداية الموسم الشتوي الحالي” القمح، الشعير” قام معظم المزارعين من أهالي ريف ناحية عين عيسى ومقاطعة كري سبي المحتلة بحراثة وزرع أراضيهم على الرغم من وقوعها بشكل مباشر على خطوط التماس مع المحتل التركي ومرتزقته الذين استهدفوا محاصيل المزارعين في العام الماضي بشكلٍ مباشر وبالتالي احتراق غالبيتها.

إصرار على زراعتها…!
ويعتمد مزارعو مقاطعة كري سبي وريفها على الزراعة البعلية بشكلٍ كبير، فيما قام غالبية المزارعين بحفر آبار ارتوازية بجانب أراضيهم يسقون منها محاصيلهم بواسطة محركات الديزل، حيث بلغت المساحات المرخصة في مقاطعة كري سبي لهذا العام 340768 دونم مروي، فيما بلغت مساحة الأراضي البعلية 715336 دونم، تتوزع هذه الأراضي على كافة نواحي وقرى مقاطعة كري سبي في كل من” بلدة الجرن، ناحية عين عيسى، سلوك، الهيشة، أبو خرزة”.
وفي لقاء أجرته صحيفتنا مع المزارع “حمود الإسماعيل” الذي تقع أرضه بمحاذاة الطريق الدولي m4 قال: “سوف أزرع أرضي لهذا العام بالرغم من مخاطر زراعتها لكونها تقع في منطقة متاخمة لنقاط الاحتلال التركي ومرتزقته صكيرو بجانب طريق الـ m4”.
ويؤكد المزارع الإسماعيل، بأن الزراعة بحد ذاتها مقاومة بوجه المحتل، وبأن أرضه عزيزة عليه ولن يتركها بوراً، بالرغم من مخاطر زراعتها بسبب القصف المستمر، واستهداف الآليات الزراعية باستمرار من قبل نقاط تمركز المحتل التركي، مبيناً بأن هنالك مخاطر أخرى لزراعتها، وهي احتمالية حرقها بالقذائف المدفعية والرشاشات التي يطلقها جيش الاحتلال ومرتزقته وقت الحصاد، لذلك زراعة الأراضي في تلك المناطق تعرّض أصحابها لمخاطر حتمية وخسائر كبيرة محتملة.

تعمّد استهداف الآليات الزراعية
هذا وأحصت مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي احتراق أكثر من 63 ألف دونم للمواسم الشتوية (قمح ـ شعير) في الأعوام السابقة بسبب القذائف العشوائية على الأراضي الزراعية في مناطق خطوط التماس من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.
وأضاف الإسماعيل: “نواجه بعض المشاكل في زراعتنا، وهي خوف أصحاب الآليات الزراعية من حصادات وجرارات من الاقتراب من تلك المنطقة، مما يضطرنا لزيادة أجورهم، وقد أدى هذا الأمر لترك بعض المزارعين لزراعة أراضيهم، لعدم قدرتهم على تحمّل تكاليفها ومخاوف احتراق الموسم الزراعي في أوقات الحصاد”.
ولفت إلى أن لمديرية الزراعة دور كبير في مساعدتهم بالزراعة، حيث أنها تقدّم لهم كافة مستلزمات الزراعة من بذار وأسمدة ومحروقات.
واختتم المزارع “حمود الإسماعيل” حديثه، بأنهم سيبقون صامدين بأرضهم ويزرعونها، ولن يتركوها بوراً، مؤكداً بأن الزراعة نوع من أنواع المقاومة.
وتواجه مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي صعوبات كبيرة لأجراء الكشوفات على الأراضي الواقعة على خطوط التماس، وتعتمد أسلوبين لإحصاء المساحات في تلك المناطق، من خلال السجلات القديمة للمزارعين والإحصائيات المعتمدة من الكومينات، فيما يتعذر إجراؤها في بعض المناطق الواقعة على خطوط التماس لاستهداف كل من يقترب من المزارعين من قبل قناصي جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها.
وتجدر الإشارة إلى أن مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي، تدعم المزارعين للموسم الشتوي بمواد (بذور ـ أسمدة ـ محروقات) بالنسب التالية: (60% قمح ـ 25 % شعير ـ بقوليات 15% ـ خضار شتوية 2%)، من المساحة الكلية لأراضي المزارعين، فيما تشجع على استثمار أراضي ” البور” ويتم دعمها بنسبة 20%.