سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

انخفاض الإنتاج والأجور.. أبرز مشكلات موسم قطاف القطن في ريف الحسكة

الحسكة / محمد حمود ـ

يستمر مزارعو شمال وشرق سوريا بقطاف محصول القطن، وسط شكاوى من قبل عاملات القطاف من انخفاض الأجور، وتراجععام للموسم نتيجة انخفاض الموارد المائية التي تتحكم بها دولة الاحتلال التركي.
لازال موسم قطاف القطن مستمراً في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، إلا أن موسم هذا العام يعاني من تراجع ملحوظ، وفق القائمين على العمل من مزارعين وفلاحين، وذلك نتيجة عدة أسباب؛ أبرزها قلّة مياه السقي نتيجة السياسات العدوانية التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي باتخاذ المياه سلاحاً في حربها على أبناء المنطقة، إضافةً إلى التغيّر المناخي المتسارع في عموم منطقة الشرق الأوسط، والذي يتمثل بارتفاع درجات الحرارة، والجفاف المستمر في المنطقة منذ عدة سنوات.
أجور متدنيّة
في الصدد؛ تشتكي عاملات القطاف المياومات (عاملات اليوميات) من انخفاض أجور القطاف هذا العام بما لا يتناسب مع التضخم الذي تشهده المنطقة وتراجع قيمة الليرة السوريّة أمام الدولار الأمريكي.
العاملة عمشة الحسين؛ أشارت إلى أنهن يعملن وفق قطاف الكيلو غرام الواحد؛ حيث تبلغ أجرة القطاف 600 ليرة وفي أفضل الأحول 800 ليرة لكل كيلو من القطن، كما أكدت عمشة أن هذا السعر لا يتناسب مع مصاريف أسرهن اليومية، لا سيما مع الارتفاع الكبير الذي تشهده الأسواق في أسعار الخضار واللحوم المواد التموينية.
انخفاض في الكميّة
من جانبها نوهت نورة سلمان إلى انخفاض الأجور، وأضافت أنها رغم انخفاضها فإنها تتأخر في الوصول إليهن، حيث يعمل بعض أرباب العمل إلى تقسيم أجورهن اليومية وفق دفعات شهرية أو أكثر من ذلك؛ الأمر الذي يضيف أعباء مادية على كواهل العاملات، ويجعلهن ينتظرن أجورهن كي يستطعن التبضع وتموين المخللات والمجففات والمربيات قُبيل فصل الشتاء، ناهيك عن المصاريف اليومية لأسرهن.
أما العاملة فضة الخلف، وهي أم لستة أطفال، فأكدت أن الأجر الذي تتقاضاه لا يكاد يسد رمق أطفالها، وتغتنم فترة موسم القطن، كي تشتري لهم ملابس الشتاء، وتخزن بعض المونة، كما قالت إنها ومنذ سنوات تعمل وفق نظام المواسم متنقلة بين مواسم القطن والكمون والخضار، وفي أوقات فراغها تعمل في بيتها بتصنيع المربيات وبيعها لجاراتها.
العاملات أكدن أن جودة القطن منخفضة هذا العام نتيجة انحسار الموارد المائية، الأمر الذي خفّض من الكميات التي يستطعن قطافها في رحلة عمل يومية تبدأ منذ الخامسة صباحاً وحتى انتصاف النهار، كما أشرن إلى أن بعض أرباب العمل يدفعون أجورهن وفق ساعات العمل، حيث لا تتعدى أجرة الساعة الواحدة 1500 ليرة سوريّة.
الجدير بالذكر أن القطن يشكّل مادة استراتيجية في شمال وشرق سوريا، حيث تتركز زراعته على أسرة الأنهر وقرب الموارد المائية؛ نظراً لحاجته لكميات كبيرة من مياه الري، ويبدأ مزارعو القطن بزراعته منتصف شهر آذار فيما يبدأ موسم قطافه في أواخر شهر أيلول من كل عام.
وقد تنامت زراعة القطن في شمال وشرق سوريا بعد تشجيع الإدارة الذاتية على زراعته عبر تقديم الدعم والكثير من التسهيلات للمزارعين، إلا أن الموسم هذا العام يواجه صعوبات جمة أبرزها البيئية وانتشار الأمراض وقلّة مواد المكافحة.
إلى ذلك يشتكي المزارعون من عدم دعم المنظمات العاملة في عموم شمال وشرق سوريا للزراعة في ظل حاجة المنطقة لتطوير الواقع الاقتصادي، خاصةً وأن أبناءها يعتمدون على الزراعة في جزء كبير من دورتهم الحياتية، وتلبية حاجياتهم.