سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جميلة وصناعة البلوك.. أنامل حطمت النمطية

على أطراف قرية الركبة، الواقعة على بعد ثلاثة كيلو مترات، جنوب تل تمر، تلاحق أنظار العابرين جميلة، وهي تستخدم المكبس لصناعة البلوك في مشهد غير مألوف لهم.
تستيقظ جميلة محمد (34 عاماً) مع بزوغ الفجر، تتهيأ هي وزوجها للتوجه نحو معملهما الخاص بصناعة البلوك (الطوب الإسمنتي).
تبدأ جميلة عملها، وتكون على موعد مع المجرفة والإسمنت، والرمل، وصهريج الماء الذي أعدته خصيصا لعملها في صناعة الطوب، وقد لجأت إلى هذه المهنة منذ ستة أعوام، لتقي عائلتها شر الفقر والحاجة.
وتعد هذه المهنة من المهن الصعبة، والشاقة في الحياة، لكن جميلة اعتادت عليها، حيث تساعد زوجها لتأمين قوت أسرتهما المكونة من ثمانية أفراد.
عملت “جميلة محمد”، في العديد من الأعمال الأخرى قبل أن تمتهن صناعة البلوك، فقد عملت في قطاف القطن، والأراضي الزراعية، ومع تراجع القطاع الزراعي في المنطقة، قررت العمل هي وزوجها في المعمل.
وتشير جميلة، أنه أثناء طرحها فكرة العمل في المعمل على زوجها، الذي رفض في بادئ الأمر نظراً لتأثره بالأفكار المفروضة على المجتمع، لكنها استطاعت إقناعه.
وأتقنت جميلة صناعة البلوك في البداية، لكنها بعزيمة وإصرار للنجاح والتفوق في عملها، جعلاها متقنة العمل بمهنة وحرفية كبيرة، وفي ذلك نوهت: “في البداية لم أتقن العمل، ومع الاستمرار والعزيمة أصبحت متقنة العمل إتقانا مميزاً”.
ففي قاموس جميلة، كلمتا الاستسلام والرضوخ للعوائق غير مدرجتين: “قررت تحدي العوائق على الرغم من إصابتي في الظهر أثناء هجوم مرتزقة داعش على قريتنا (قرية الركبة الواقعة على بعد ثلاثة كيلو مترات جنوب تل تمر) في عام 2015″، فأصيبت بشظايا في الظهر.
وتتميز جميلة بشخصية جسورة ووجه بشوش، حتى إن المارة يتعجبون من عملها في صناعة البلوك، لكنها تشير إلى أنهم قلدوها في العمل: “وأعجبوا أيما إعجاب في عملي وأنا أعمل، علم الجميع أنني كسرت حاجز العيب والعجز فكل من يراني يعجب بي، ويوقر عملي ويحترمه”.
وكالة أنباء هاوار