سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تربية الجواميس مهنة رائجة في إقليم الجزيرة

تقول “بسمة حمادي” من مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، والتي تقوم بتربية الجواميس منذ 20 عاماً وتقوم بصنع وبيع الأكلة الشعبية المسماة “قيمر”: إن هذا العمل إرثهم منذ سنوات طويلة ولن يتركوه يختفي.
في إقليم الجزيرة تعتبر تربية الجواميس مهنة خاصة، ويقوم البعض بتربيتها، وكانت جواميس ميزوبوتاميا “بلاد ما بين النهرين” تعتبر من أهم ركائز الثروة الحيوانية.
بسمة حمادي (35) عاماً من حي الطي في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، تقوم بتربية الجواميس إلى جانب الأبقار منذ 20 عاماً: “نعمل في هذه المهنة منذ سنوات، وهذه المهنة تنتقل من جيل إلى جيل في قبيلتنا، ومن الآن نعلّم أطفالنا ترويض وتربية الجواميس حتى لا تختفي هذه المهنة”.
من بين جميع أنواع المواشي يُعدُّ حليب الجواميس الأكثر مثالية. وهو في الوقت نفسه حيوان قوي يحمي نفسه من الأمراض ويصمد أمام سوء الأحوال والظروف، وهناك فوائد كثيرة لمنتجاته.

“القيمر” طعام شعبي تُبدِع النساء في تحضيره
وبأيدي النساء العربيات، تصبح الأكلة الشعبية المسماة “قيمر، قيماغ” المصنوعة من حليب الجاموس، إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى ذات الفوائد العديدة، لذيذة.
وعن طريقة صنع القيمر أوضحت: “في ساعات الفجر، نقوم بحلب الجاموس وترويب الحليب ووضعه في وعاء كبير، بعد ذلك نحدد الطبقة العليا من القيمر بواسطة الإبرة، ثم نسكب الماء المثلج حتى يصبح مثل القالب. الطبقة العليا التي تصبح قالباً، هي التي تسمى القيمر”.
وفي السنوات القليلة الماضية، حدث انخفاض واضح وكبير في أعداد الجواميس في إقليم الجزيرة، والتي تعود أسبابها إلى ارتفاع قيمة الدولار مقابل الليرة السوريّة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر الأعلاف. كما أن هناك سبب آخر يعتبر مهماً وهو انخفاض منسوب المياه، لأن الدولة التركية تقطع المياه عن مناطق شمال وشرق سوريا منذ سنوات، بما في ذلك نهر جقجق، والذي يعتبر المصدر الرئيسي لمياه شرب الجواميس في إقليم الجزيرة “تركيا قطعت عنا المياه، مما يصعّب تربية الجواميس، نضطر إلى أخذ جواميسنا إلى منطقة الرقة في الصيف حتى لا تموت عطشاً. لم تعد بعض العائلات تقوم بتربية الجواميس والبعض الآخر ترك عدداً صغيراً يقوم بتربيتها”.
وأشارت “بسمة حمادي” إلى إنهم لا يستطيعون ترك هذا العمل لأنه أصبح جزءاً رئيسياً من حياتهم، ولا يريدون أن يختفي “هذه المهنة أصبحت جزءاً من حياتنا ولا يمكننا تركها. نحن لا نرى الجواميس كمصدر رزق فقط، ولكننا نعتني بها ولا نريدها أن تختفي من منطقتنا. سنحاول الاستمرار في تربيتها رغم كل الظروف والأوضاع”.
وكالة أنباء المرأة