سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

باحث مصري: المقاومة الرد الأمثل لمخططات الإبادة

روناهي/ الدرباسية –

رأى الباحث المصري في الشؤن الكردية ـ التركية، محسن عوض الله، أن الهدف التركي من الهجمات الأخيرة على شمال وشرق سوريا، هو إعادة إحياء مرتزقة داعش، وضرب الاستقرار في المنطقة، وإن عملية أنقرة لم تكن إلا ذريعة لتصعيد هجماته على مناطق الإدارة الذاتية، ومحاولة لإفراغ مناطقها.
تستمر دولة الاحتلال التركي في شن هجماتها البعيدة عن الإنسانية على شمال وشرق سوريا، فاستهدفت هذه المرة المرافق الحيوية، والبنية التحتية والخدمية، التي أدت إلى حرمان أهالي المنطقة من مقومات الحياة، فضلا عن العشرات من الشهداء والجرحى من مدنيين، وعسكريين، بينهم نساء وأطفال.
الهجمات الأخيرة لدولة الاحتلال التركي، كان قد سبقه تصريح لوزير خارجيتها، الذي هدد فيه باستهداف المرافق الحيوية والبنى التحتية، تحت ذريعة العملية الفدائية، التي نفذتها قوات الدفاع الشعبي ضد مديرية الأمن في العاصمة التركية أنقرة.
ويرى باحثون، أن التذرع بعملية أنقرة ما هو إلا حجة تستخدمها أنقرة لتبرير هجماتها على المدنيين في شمال وشرق سوريا، مع العلم أن هذه الهجمات لم تتوقف يوماً، على مناطق وشرق سوريا، منذ سنوات، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب احتلال العديد من الأراضي السورية.
تركيا عداء تاريخي للكرد
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الباحث المصري في الشؤون الكردية ـ التركية، محسن عوض الله: إن “الهجمات التركية الأخيرة على شمال وشرق سوريا، هي جزء من الحرب المستمرة، التي تشنها تركيا ضد الشعب الكردي منذ أكثر من مائة عام، حيث أن تركيا لا ترى لها عدواً إلا الكرد، فهي عملت وتعمل كل ما في وسعها لإبادة الكرد وتهجيرهم من أراضيهم واحتلال مناطقهم، وهي تعادي أي مشروع لحصول الكرد على حقوقهم، وتركيا تقول دائماً الكردي الجيد بالنسبة لهم، هو الكردي الميت، أي أن حرب تركيا ضد الكرد هي حرب إبادة”.
وأضاف: “الدولة التركية تستخدم العديد من أنواع الإبادة ضد الكرد، فما يفعلوه اليوم في شمال وشرق سوريا، من استهداف للبنية التحتية والمرافق الحيوية، هو جزء من محاولة الإبادة هذه، حيث تسعى تركيا لتقويض سبل الحياة في مناطق شمال وشرق سوريا، وهي بذلك تُمارس الإبادة، والهدف من كل ذلك، ضرب مشروع الإدارة الذاتية، وما هجوم أنقرة إلا حجة واهية لتبرير هذا الهجوم الوحشي، لأن النظام التركي لا ينتظر ولا يحتاج لأي سبب لشن الهجمات ضد مناطق الإدارة الذاتية؛ لأنه يهاجم تلك المناطق حتى من دون سبب.
وتابع عوض الله: أن “الصمت الدولي حيال الهجمات الأخيرة ضد مناطق الإدارة الذاتي ليس مستغربا، فقد اعتدنا منذ عشرات السنين ألا نرى مواقف دولية تُدين الانتهاكات التركية بحق الكرد، مادام هناك مصلحة تجمع بين القوى الدولية الكبرى والنظام التركي، فلن تكون هناك مواقف دولية تجاه كل ما يحدث، وعلى الكرد وقياداتهم أن يُدركوا ذلك، وألا ينتظروا أي موقف من الولايات المتحدة أو من الاتحاد الأوروبي، للمصالح التي تجمع بين هذه الأطراف وبين النظام التركي، وبالتالي ستغض الطرف عن كل الانتهاكات، التي تُمارس بحق الكرد، وهذا ما نراه الآن، أي أن كل ما ترتكبه تركيا من انتهاكات يكون بتواطؤ دولي، لذلك، اختيار المقاومة  للكرد هو الحل الوحيد للوقوف في وجه تلك الانتهاكات والجرائم”.

مصالح الدول فوق الاعتبارات كلها
وأوضح عوض الله: إلى أن: “على الشعب الكردي التمسك بخيار المقاومة في وجه المخططات التركية التوسعية، وهي السبيل للخلاص، لأن الدول الكبرى لا يمكن أن تُقدم شيئاً للشعوب المظلومة، وخاصة الشعب الكردي، لذلك، على الكرد الاعتماد على مقاومتهم الذاتية، وذلك من خلال مهاجمة مقار، وقواعد المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي، الموجودة في المناطق السورية المحتلة”.
وبين عوض الله: أن “الدول الغربية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، تعادي الكرد، ولا يمكن أن تكون حلفاء حقيقيين للشعب الكردي، فكلنا يعلم دور الاستخبارات الأمريكية في المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، ومن تسبب بهذه المؤامرة، لا يمكن أن يكون حليفا لأنصاره، لذلك، فإن الحل هو النضال والمقاومة”.
وأشار عوض الله: إن “من الأسباب الهامة الأخرى للهجمات التركية، على شمال وشرق سوريا، محاولة إحياء مرتزقة داعش من جديد، لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بعد أن قضت قوات سوريا الديمقراطية على داعش عسكرياً، والعلاقات التركية مع داعش علاقات وطيدة، وهي تدعمهم وتقدم له كل ما هو ممكن”.
واختتم محسن عوض الله: “ما نحن متأكدون منه أن الهجمات التركية المستمرة على شمال وشرق سوريا، ستؤدي إلى تشتيت الجهود الرامية للقضاء الكلي على مرتزقة داعش، وسيؤدي بالتالي إلى إعادة ظهور داعش مرةً أخرى، وقد تعود المنطقة إلى المربع الأول، وهذا ما يريد تحقيقه النظام التركي، لضرب المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية ومن ثم إفشاله”.