سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قطع الطاقة عن المشافي وقصفها الضرر في ذلك سِيَّان 

أكدت الجهات الصحية أن قطع الكهرباء عن المشافي، لا يختلف عن قصفها، ففي الحالتين تصبح خارج الخدمة، ولا تستطيع استقبال المرضى والمراجعين. وقد ينحصر عمل المشافي في الحالات الإسعافية.
يقصف جيش الاحتلال التركي، ومنذ الرابع من تشرين الأول الجاري، عبر الطائرات الحربية والمسيّرة والمدافع الثقيلة، مناطق شمال وشرق وسوريا، وقد دمرت أربع محطات لتزويد الطاقة الكهربائية، والمزود العام للطاقة الكهربائية في إقليم الجزيرة “منشأة السويدية”، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مليوني نسمة، وتضرر المرافق العامة والخدمية والصحية، وخاصة المشافي والأفران ومحطات ضخ المياه، واستشهد حتى الآن العشرات من المواطنين.
وباستهداف منشأة السويدية الحيوية، خرجت محطات تزويد الكهرباء في إقليم الجزيرة عن الخدمة، وبذلك انقطع التيار الكهربائي عن الإقليم.
دمار البنى التحتية 
وقد لحق الدمار بالبنى التحتية، ونتائجه الكارثية مضاعفة بالنسبة للقطاع الصحي والطواقم الإسعافية العاملة، فالتي لم تتعرض للقصف ينتظرها واقع مأساوي، ويجعل عملها وتقديمها للخدمات أمام خطر حقيقي ومستقبل مجهول، والتي تعتمد في عملها على الكهرباء، حسب هدية عبد الله، نائبة الرئاسة المشتركة في هيئة الصحة في إقليم الجزيرة.
ويوجد في إقليم الجزيرة خمس مشافي شعب عامة في (ديرك، والحسكة، وعامودا، والدراسية، والشدادي) ومشفى القلب والعين في مدينة قامشلو، تعتمد كلها بشكل رئيسي على الأوكسجين المركزي المعتمد على الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى 14 مشفى خاصاً، و35 مركزاً ومستوصفاً صحياً، تقدم الخدمات لمئات الآلاف من السكان، وجميعها تأثرت بشكل مباشر بالانقطاع التام للكهرباء عنها، وبات اعتمادها على المولدات.
وفي السياق أكدت “هدية عبد الله: “قطع الكهرباء عن المشافي لا يختلف عن قصفها، ففي الحالتين تصبح خارج الخدمة، ولا تستطيع استقبال المرضى والمراجعين”.
خطط إسعافيه ولكن!
وأوضحت “هدية”، أنهم هيئة لديهم خطط احتياطية كتخزين الدواء، وتوفير المحروقات لأجل عمل المولدات”: “نستطيع العمل لفترة أخرى، ولكن الضرر لم يلحق بالكهرباء فقط، بل حتى بآبار النفط أيضاً. وهذا يضاعف المعاناة من حيث تأمين المحروقات، لأن آبار النفط هي مصدر تأمين المحروقات، وهذا آثاره كبيرة على عملنا وعمل المشافي.
إنتاج الأوكسجين وحاضنات الأطفال الأكثر تضرراً
وعن الأقسام الأكثر تتضرراً في القطاع الصحي أكدت “هدية عبد الله”: “أقسام إنتاج الأوكسجين وحاضنات الولادة، وغرفة العمليات والإنعاش هي الأكثر تضرراً، ومن المتوقع أن يكون وضعها أسوأ في المستقبل القريب، وربما تخرج تماماً عن الخدمة. وسينحصر أعمال المشافي في الإسعافات البسيطة فقط”.
مخازن محروقات المشافي تكفيها لأيام قليلة
وفي الطرف الآخر، يجلس الدكتور “رياض فرج“، خلف طاولته، وهو مدير مشفى الرحمة الخاص في مدينة قامشلو، وصوت المولدة الصاخب يُسمع في الأرجاء كافة، والتي لا تعمل سوى لساعات قليلة، أكد لوكالة أنباء هاوار: “كانت تتغذى المشافي بتغذية كهربائية استثنائية تصل لـ 15 ساعة يومياً، وكان عملنا يسير بشكل جيد، ولكن الآن اختلف الوضع كلياً، فقد بات المشفى يعتمد بشكل أساسي على المولدات وعلى مدار 24 ساعة، بشكل عام الواقع صعب تعيشه المؤسسات الخدمية كافة، ولكن يكون وقعه على المشافي أكبر”.
مخزون مولدة مشفى الرحمة تكفيها للعمل لمدة أيام فقط، ومع استهداف تركيا للمحطات النفطية وخزانات المحروقات، هناك احتمال كبير أن نشهد أزمة محروقات كبيرة في المنطقة، وتساءل د. فرج ماذا بعد انتهاء مخزون المشفى من المحروقات؟ وقال: “ستتوقف المشافي عن العمل، وتصبح خارج الخدمة، إذا لم تتوفر المحروقات، لكننا سنبذل قصارى جهدنا للاستمرار في العمل وتقديم الخدمات الطبية والإنسانية للمراجعين والمرضى”.
خروج عن الخدمة غير مستبعد
والأمر نفسه لمشفى القلب والعين، فهو لا يختلف واقعه عن المشافي الأخرى في المنطقة، بل يمكن القول: إنه أصعب، فقد كان يستفيد من التيار الكهربائي على مدار 24 ساعة يومياً، وهو المشفى الوحيد المتخصص في شمال وشرق سوريا بالقلب والعين، وتجري فيه العشرات من العمليات الحساسة والنوعية بشكلٍ يومي، ويستقبل يومياً المئات من مرضى القلب والعين.
محمد كرمو“، المدير الإداري في مشفى القلب والعين، أوضح: “كنا نعتمد على الكهرباء الرئيسية، أما الآن فإننا نعتمد على مولدتين فقط، ولا نعلم إلى متى سنواصل العمل اعتماداً عليهما”.
وكشف كرمو أنه: “قد يضطر المشفى للتوقف من تقديم بعض خدماته، ويستقبل الحالات الطارئة، ويقتصر العمل على الحالات الإسعافية فقط”.
ماذا لو تعطلت المولدات؟
وبتنهيدة طويلة، وردّاً على سؤال ماذا سيحدث لو توقفت المولدات أجاب: “ستخرج المشفى عن الخدمة”.
وكالة أنباء هاوار