سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

​​​​​​​دعوى الطفل المصاب بأسلحة محظورة في الهجوم التركي 2019 لا تزال معلقة في الأمم المتحدة

على الرغم من حروق جسده، التي تثبت أن دولة الاحتلال التركي استخدمت الأسلحة الكيماوية المحرمة، فإن الأمم المتحدة ما تزال تغضّ الطرف عن قضيته منذ أربعة أعوام، ولم تردّ على الدعوى التي رُفعت ضد الاحتلال التركي.
تتجدد المأساة والآلام لدى الطفل محمد حميد الذي استهدفه الاحتلال التركي “بالفوسفور الأبيض” في مدينة سري كانيه عام 2019، التي تسبّبت بها الأسلحة الكيماوية على جسده، لترسم آثارها وتبقى ذكرى ذلك اليوم وتفاصيله جزءاً من حياته اليومية.
محمد أصيب بالحروق جراء الفوسفور الأبيض في اليوم الثالث من هجوم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على سري كانيه.
وبعد أربعة أعوام من إصابة الطفل “محمد”، الذي يقطن حالياً برفقة عائلته في مخيم “سري كانيه”، للمهجرين بمدينة الحسكة، لم تتم محاسبة دولة الاحتلال التركي قضائياً ودولياً حيال الجرائم، التي ارتكبت بحقهم، وفق تأكيد عائلته.
وخلال لقاء وكالة أنباء هاوار مع الطفل “محمد حميد“، الذي أصبح عمره الآن 15 عاماً: “إلى الآن عندما أنظر لجراحي أتذكر المأساة عندما استهدفني الاحتلال التركي، الصرخات والآلام حينها لا تفارق مخيلتي، مطلبي الوحيد من الأمم المتحدة هو الرد على الدعوى، التي رفعناها ضد تركيا، ومحاسبتها على الجرائم التي ترتكبها بحقنا”.

ومن جهته تطرق والده “حميد محمد“، إلى كيفية إصابة ابنه: “في الهجمات التي شنها الاحتلال التركي ومرتزقته على مدينة سري كانيه، أصيب محمد الذي كان أمام المنزل، وكنا نتحضر للخروج من المدينة، فهرعت لإسعافه إلى مدينة تل تمر”.
وأضاف: “بعدها قمنا بإخراج محمد من روج آفا باتجاه باشور كردستان، ثم إلى فرنسا، وهناك تأكدنا أن محمد استُهدف بمادة الفوسفور الأبيض”.
وعن الدعوى وإلى أين وصلت: “قبل عام قمنا برفع دعوى قضائية للأمم المتحدة ضد الاحتلال التركي حيال استخدامه للأسلحة المحرمة دولياً، واستهداف ابني محمد بالفوسفور الأبيض، ولكن إلى الآن لم نتلقَّ أي رد، ودائماً ما نتابع الدعوى، التي رفعناها ضد الاحتلال التركي وجرائمه، لكن للآن لم يردنا شيء”.
وأنهى حديثه: “أربعة أعوام منذ هُجّرنا وحتى اليوم، ما زالت مناطقنا تتعرض للهجمات، ودعوتنا للأمم المتحدة هي إيقاف الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال وإعادتنا لمنازلنا ومحاسبتها ومرتزقتها على جرائمهم”.
يشار، إلى أنه في شهر كانون الثاني من عام 2020 وثّق معهد ويسلينج للأبحاث، ومقره سويسرا، أن دولة الاحتلال التركي استخدمت الفوسفور الأبيض في شمال وشرق سوريا، حيث درس معهد ويسلنج عيّنات من جلد مقاتل ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية مصاب، في المختبر وأصدر تقريراً من أربعة صفحات يؤكد ذلك.
وفي عام 1983 حظرت الأمم المتحدة استخدام القنابل الفوسفورية والنابالم في المناطق المدنية، وصنفت هذا الاستخدام في خانة جرائم الحرب.
وكالة أنباء هاوار