سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في الذكرى السنوية التاسعة لعمليتها الفدائية… عائلة آرين تعاهدها على المضي في طريق نضالها الجسور

الشهباء/ فريدة عمر –

يصادف الخامس من شهر تشرين الثاني الجاري، الذكرى السنوية التاسعة، للعملية الفدائية التي نفذتها المناضلة أرين ميركان، واستذكاراً لذلك جددت عائلتها العهد بمواصلة طريق ابنتهم حتى تحرير عفرين، والمناطق المحتلة من رجس الاحتلال والإرهاب.    
قُرعت طبول الحرب في الـخامس عشر من أيلول، عام 2014، عندما بدأ داعش بحشد مرتزقته على مشارف مقاطعة كوباني، والبدء بشن هجوم كبير على المقاطعة، بدءًا من ريفها إلى مركز المدينة، لكن لم يؤثر تفوق داعش العسكري والعددي على عزيمة وحدات حماية الشعب والمرأة، فالوحدات أبت أن تقبل الاستسلام، وقاومت ببسالة، حتى قدمن الكثير من الشهيدات، وقد نفذ العديد منهنَّ عمليات فدائية أمثال “ريفانا، آرين ميركان، باران سرحد، إيريش وزوزان”، محاولات ردع قوات العدو ومنعها من التقدم، ليتحول السادس والعشرون من شهر كانون الأول من عام 2014، إلى منعطف تاريخي حاسم على درب رسم ملامح جديدة، وإشراق شمس الحرية بعد ليل مظلم، لشعب كوباني ولشعوب شمال وشرق سوريا.
دون أي شك، هذا المنعطف التاريخ، وهذه اللحظة التاريخية -لحظة تحرير كوباني- تحققت بتضحيات كبيرة، ومقاومة عظيمة لشعبها ولأبناء وبنات هذه الأرض المقدسة، ومنهم آرين ميركان، ابنة مدينة الزيتون، التي تشبه في كل فصل من تفاصيلها وملامحها، جمال مدينتها الخلابة، وشموخ جبالها، ليعرف كل من يراها، بأنها ابنة تلك المدينة المقاومة، التي غيرت بعمليتها الفدائية حسابات العدو، وجعلت جسدها درعا، وأوقدت شعلة الحرية، لتبقى آرين الأسطورة، التي سيبقى اسمها مدوناً في صفحات التاريخ، بحروف من ذهب، ورمزاً للمرأة المناضلة، التي فاح عطرها وصداها، ليخلق معها الآلاف من المناضلات الثائرات على دربها، في وجه الظلم والاحتلال، والإصرار على طريق الحرية.

أرين ترعرعت بفلسفة القائد في كنف أسرة وطنية
واستذكاراً للذكرى السنوية التاسعة، على تنفيذ المناضلة آرين ميركان، عمليتها الفدائية، تحدثت لصحيفتنا “روناهي”، والدة الشهيدة آرين، “وحيدة حنان“: “كبرت آرين وترعرعت على فكر وفلسفة القائد منذ صغرها، فكانت تحب الجلوس مع الرفاق حينما كانوا يأتون إلى منزلنا، كانت تستمع إلى أحاديثهم، وتنتبه إلى تصرفاتهم وحركاتهم، كانت تعشق ذلك”.
وتابعت: “آرين أصغر الأخوة والأخوات، وحينما ولدت اسميتها على اسم رفيقة استشهدت، فاسمها الحقيقي دلار، وبرغم صغر سنها، كانت لها تصرفات ملحوظة، كانت حنونة جداً، ومتعلقة بي كثيراً، تحب أقاربها وتحترمهم، تزورهم بين الحين والآخر، تقدرني وتقدر تعبي، فحينما كانت تراني أتعب من أعمال المنزل، كانت تنظر إليّ بعمق، تجعلني مسرورة”.

“فخورة بها وهي شهيدة الوطن”
وأشارت والدة الشهيدة آرين، إلى أن المناضلة آرين كانت تطمح منذ صغرها بأن تفعل أشياء كبيرة: “كانت آرين تلميذة مجتهدة في مدرستها، لكنها أصرت على الانضمام، وقبل انضمامها، كانت دائماً تقول لنا، سأفعل أشياء عظيمة، وستكونون فخورين بي، وبعمليتها الفدائية، كسرت العدو، وأظهرت للعالم أجمع مدى قوة وبسالة المرأة الكردية، فأنا فخورة جداً بها اليوم، وحققت وعدها، فآرين ابنتي، ولكنها شهيدة الوطن”.
وفي ختام حديثها أكدت وحيدة “بفضل تضحيات الآلاف من الشهداء، تحررت كوباني من أيدي المرتزقة، وبسواعد قواتنا سيواصلون الطريق الذي رسمه الشهداء لهم لتحرير عفرين، وجميع كردستان”.
نعاهد على متابعة درب شقيقتنا
ومن جانبه تحدث شقيق المناضلة آرين ميركان، بشار شيخ خميس: “آرين كانت امرأة طموحة على الرغم من صغر سنها، لكنها لم تتحدث عما يدور في مخيلتها، كانت غامضة جداً، تحلل كل ما حولها، ودائماً تكرر مقولتها، بأنها لن تسمح لنفسها بأن تكون امرأة عادية، وستفعل أشياء كبيرة”.
وأضاف: “بالعملية الفدائية، التي نفذتها آرين، استطاعت أن تكسر إرادة العدو، وأن تتحرر كوباني من رجس الإرهاب وظلامهم، ونحن اليوم، ومع قدوم الذكرى السنوية التاسعة، وفي كل عام جديد، نجدد العهد بمتابعة دربها، وكما تحررت كوباني، سنحرر عفرين من الاحتلال، والمناطق الأخرى كافة”.