سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خشية من تسميم جديد عائلات في إيران يرفضن ذهاب بناتها إلى المدارس

واجهت العائلات، التي شهدت عن كثب هجمات الغازات الكيماوية على مدارس فتياتها، مخاوف يعدُّها بعض علماء النفس نوعاً من الاضطراب.
أثارت الهجمات الكيماوية على مدارس البنات في إيران وروجهلات “شرق” كردستان خلال انتفاضة جينا أميني، لمنع انتشار الاحتجاجات من الفئة الشابة، وخاصةً النساء والفتيات، مخاوف بين العائلات والطالبات.
خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت شعار “Jin jiyan azadî”، حاولت الحكومة الإيرانية الانتقام من الشابات، اللواتي بدأن الاحتجاجات اليومية، من خلال سلسلة من الهجمات المنهجية على مدارس البنات في أنحاء إيران، فالخوف، والغضب، واليأس من المستقبل، هي بعض ردود فعل للضغوط، التي تعرض لها الأهالي والطلاب.
“تسرب الفتيات من المدارس”
وحول الهجمات الكيماوية على المدارس ومخاوف الأسر من هذا الأمر، قالت الأخصائية النفسية (ك. ب) لوكالة أنباء المرأة، إن “العديد من العائلات التي شهدت هذه الجريمة عن قرب لديها مخاوف من تكرار هذه الحادثة، حتى أن بعض العائلات تقدمت لمنع أطفالها من الذهاب إلى المدرسة، وهذا بالضبط ما تريده الحكومة، التي تسعى إلى نشر الجهل والأمية بين النساء من خلال تسرب الفتيات من المدارس، لأن النساء الجاهلات لا يعرفن حقوقهن، ونتيجة لذلك لن يعارضن القوانين الأبوية”.
إبعاد المرأة عن المجتمع
بدورها عدَّت عالمة الاجتماع (ب. ر)، أن الهجمات الكيماوية على مدارس البنات، هي ما تهدف إليه الحكومة المتمثل في إجبار النساء على البقاء في المنزل: “الفتيات القاصرات يتعرضن لضغوط كبيرة من المجتمع في ظل الاضطرابات السياسية، كما ويتعرضن للتسميم المتعمد من الحكومة والأمن الإيراني، وهذا هو هدف الحكومة في بدء الهجمات على المدارس، وبالتالي إبعادهن عن المجتمع”.
وأشارت إلى أن: “بعض علماء الاجتماع يعدُّون أن هذه الهجمات، هي شكل من أشكال الهستيريا الجماعية، وفي فترة تعيش فيها المدن بتوتر وقلق، فإن الهجوم الكيماوي على المدارس، هو نوع من القلق الجماعي، الذي تشكل في أنحاء إيران، الذي أدى انتشاره إلى دفع الفتيات للانسحاب، والابتعاد عن المجتمع”.
قلق يلازمني بفقدان ابنتي
(س. ب) والدة إحدى الطالبات، التي تعرضت للتسميم، قالت “في اليوم الذي علمت فيه بتعرض مدرسة ابنتي للهجوم، وصلت إلى هناك بسرعة كبيرة لدرجة أنني لن أنساها أبداً، فعندما رأيت ابنتي وصديقاتها في حالة اختناق، وضيق تنفس أصبحت أخشى حقاً إرسالها إلى المدرسة مرة أخرى”.
من جانبها قالت (ح. ش) والدة إحدى الطالبات: “أشعر بالقلق من إعادة فتح المدارس منذ العام الماضي، ففي كل لحظة كنت أفكر فيها بفتح المدارس، كان الخوف يتشكل بداخلي؛ ما يسبب أحياناً بنوبات هلع لدي. في اليوم، الذي أحضرت فيه ابنتي إلى المشفى، وهي تعاني من ضيق في التنفس، كنت قلقة من فقدانها، وما زال هذا القلق يلازمني”.
وكالة أنباء المرأة