سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تهديد الطالبات شكل آخر من قمع السلطات الإيرانية

أكدت “ليا. أ” وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي، أنها تعرضت للتهديد عدة مرات من المخابرات بسبب مشاركتها في الانتفاضة الأخيرة، التي اندلعت بمقتل جينا أميني.
بعد استشهاد جينا أميني على يد الحكومة، واندلاع الانتفاضة، التي امتدت من روجهلات كردستان إلى إيران، والتي كان لها صدى في العالم، قُتل، واعتقل، وجُرح وهُدد عدد كبير من الأشخاص.
خلال العام الماضي، ومع استمرار الانتفاضة التي شملت الفئات النسوية في إيران، لا يزال العديد من المتظاهرين يتلقون تهديدات مباشرة من السلطات الإيرانية، ومن بينهم الطلاب، الذين شاركوا في الانتفاضة، واحتجوا على النظام الشمولي بمختلف أشكاله، وطالبوا بحريتهم وحقوقهم.
تقول إحدى الطالبات اللواتي شاركن في الانتفاضة، “ليا. أ” والتي تعرّضت للتهديد عدة مرات من المخابرات في العام الماضي “بعد نشر خبر استشهاد جينا أميني، واستئناف الاحتجاجات في مدينة سقز، وغيرها من مدن روجهلات كردستان، بدأنا نكتب شعارات على أبواب، وجدران المدارس، ونمزق صور خامنئي والخميني في الفصول الدراسية، وشاركنا في الاحتجاجات في الشوارع عدة مرات، وواصلنا احتجاجنا بكتابة الشعارات وتمزيق الصور، إلى أن تم استدعاؤنا ذات يوم إلى المكتب، وعندما دخلنا المكتب كان هناك رجلان يرتديان ملابس مدنية، سألونا عدة أسئلة، أنا وصديقتي الأخرى، التي كانت تشارك في كتابة الشعارات وتمزيق الصور، وقلنا أننا مشغولون بالدروس. كنا خائفين جداً، لكننا التزمنا الصمت، ثم قلنا هل يمكننا العودة إلى الفصل؟ وقال مدير المدرسة بأنه يمكننا العودة”.
وأضافت “بعد شهر أو شهرين، اتصلت شقيقتي التي كانت طالبة، بوالدتي، وأخبرتها إن رقماً مجهولاً اتصل بها عدة مرات، قائلاً إنه من المخابرات، لكنها لم تجب. لقد خفت مرة أخرى، كل يوم عندما أذهب إلى المدرسة كنت أنظر حولي، هل يتبعني أحد؟ حتى اليوم الذي عدت فيه من المدرسة، ورأيت والدتي تجلس في زاوية الفناء بوجه قلق وحزين، حضنتني وقالت لي، إنها تخشى أن يعتقلوني، فترددت، وقلت من سيعتقلني؟ لماذا؟ ماذا حدث؟”.
وبينت أن والدتها أخبرتها، إن مكتب الاستعلامات اتصلوا بها وأخبروها، بأنهم يعرفون كل شيء عن مشاركة ابنتها بكتابة الشعارات، وتمزيق الصور، وحتى محادثاتهم في الفصل، فحذرها من أنها إذا فعلت أي شيء ضد الحكومة، فسيتم القبض عليها واعتقالها.
وأشارت إلى أن “هذا العام، وفي اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، اتصلوا بي مرتين، وهددوني أنه في حالة حدوث أي مخالفة ضد الحكومة، سيتم القبض علي.
اتصلت بواحد من أساتذتي الذي كان على علم بالحادثة، وتحدثت معه عن تهديدات المخابرات، وقال أستاذي بأنه تم استدعاؤه عدة مرات، وطلبوا منه أسماء الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، لكنه رفض طلبهم”.
وأوضحت أنها تعلم أن هذه التهديدات ليس لها نهاية، لكن الشعب التواق للحرية يناضل من أجل هدفه ليحقق النصر، ورغم أن “ثورتنا مقموعة إلا أنها ستشتعل وننتقم لدماء القتلى”.
وكالة أنباء المرأة