سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المؤتمر النسائي الإقليمي في بيروت أساس لبناء كونفدرالية نسائية عالمية

جل آغا / أمل محمد ـ

أكدت المشاركات في المؤتمر النسائي الإقليمي في بيروت، أهمية هذه المؤتمرات؛ لدورها الجوهري والفعال في تمازج الثقافات وتلاحم النضال، ونوهن إلى، أن المؤتمر أصبح طريقاً لمناقشة العديد من أهم القضايا الإقليمية، وكانت أهمها حرية القائد عبد الله أوجلان، الذي يمثل المثالية للمرأة في الوصول لحياة حرّة.
عُقد يوم الجمعة المنصرم الثامن عشر من شهر آب الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت، إلى يوم السبت، مؤتمر نسائي إقليمي، بتنظيم من مبادرة نون لحرية القائد عبد الله أوجلان.
وعُقدت جلستان خلال اليوم الأول للمؤتمر النسائي الإقليمي المنعقد على مدار يومي الجمعة والسبت (18-19 آب الجاري) في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور ١٠٠ ناشطة من ١١ دولة عربية ومن شمال إفريقيا (تونس والأردن، والعراق، والسودان، واليمن، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وسوريا، وتركيا، وإيران) ووفد من شمال وشرق سوريا، وشنكال.
وقد نُوقشت نقاط أساسية عدة، فيما يخص النساء، وطُرحت العديد من الأفكار في المؤتمر، الذي أثمر عن مخرجات، وحلول للمحاور الثلاثة.
وجاء في الجلسة الأولى للمؤتمر الحديث عن تجارب الحركات النسائية في الخروج من الأزمات وتداعيات تدخلات النظام الدولي المهيمن على النساء في الألفية الثالثة. وتمحورت الجلسة الثانية حول تجارب النساء الكرديات بالخروج من الأزمات، وتضمنت الجلسة الثالثة رؤية رفيق درب المرأة المفكر عبد الله أوجلان في تصعيد نضال حرية المرأة.
مناقشة واقع المرأة في الشرق الأوسط
وفي هذا الصدد من الموضوع تحدثت إلى صحيفتنا “روناهي” عضوة أكاديمية جنولوجي “نوجين يوسف” والتي حدثتنا بقولها: “تحت شعار “على هدى: المرأة، الحياة، الحرية” جاء هذا المؤتمر لمناقشة تجارب حركات نسائية للخروج من الأزمة، ومن أبزر المحاور كانت مناقشة تدخلات النظام العالمي المهيمن في واقع المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأردفت: “من خلال المحاضرات في الجلسة الأولى والمشاركة من الناشطات في المؤتمر كان النقاش في إعادة تعريف الربيع العربي، ودور المرأة في بداياته، وكيفية تحول مسار الربيع العربي إلى نزاعات إقليمية، وإقصاء دور المرأة بشكل شبه كامل من ساحة الانتفاضة، وجعلها الضحية الأكبر في هذه الصراعات الدائرة بتحكم الأنظمة الرأسمالية”.
ونوهت نوجين: “الجلسة الحوارية الأولى تطرقت إلى انعكاسات الأزمات على واقع المرأة المُعاش، وطرح حلول مناسبة حول الخروج من هذه الأزمات بأقل الخسائر. فكانت واحدة من أهم المقترحات هي إنشاء كونفدرالية نسائية عالمية؛ للحدّ من سيطرة الأنظمة المهيمنة، وتوحيد قضايا النساء المتعلقة في النضال للوصول للحرية”.
وتابعت حديثها: “بمشاركة تجارب النساء الكرديات حول كيفية الخروج من الأزمات، فقد شدّت المحاضرات الانتباه إلى تجارب عدة مختلفة مطّبقةٌ على أرض الواقع، والتي أصبحت حلولاً لواقع المرأة المتردي. فالتحرر من الأنظمة السلطوية، وإنشاء أنظمة ديمقراطية، مهّدا الطريق للنساء في بناء حياة حرّة كريمة، والتي ما تزال تناضل في سبيل الوصول للحياة المنشودة”.

مناقشة القضايا الإقليمية وحرية القائد
وأكدت نوجين: “المؤتمر أصبح طريقاً لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية، وكانت أهمها حرية القائد عبد الله أوجلان، الذي يمثل رفيقاً لدرب المرأة في الوصول لحياة حرّة. بالإضافة إلى وضع إيمرالي المتردي، والذي أصبح من أخطر السجون في العالم، وفقاً للمحاضرة في الجلسة الأخيرة، وأهمية تحرير القائد عبد الله أوجلان. وفي هذا النقاش اُقترِح في الجلسة الحوارية إنشاء شبكة حقوقية على مستوى الشرق الأوسط، لتحرير القائد عبد الله أوجلان، الذي يمثل صوت وإرادة وهوية المناضلين والمناضلات في درب الحرية”.
تمازج الثقافات وتلاحم النضال
وفي السياق ذاته تحدثت الناطقة باسم مبادرة نون “سوسن شومان” لصحيفتنا: ” لقد استقطب المؤتمر أكثر من ١٠٠ امرأة من ١١ دولة، وتكمن أهمية المؤتمر في المشاركة النسائية التي كانت السمة البارزة فيه”.
وتابعت سوسن: “النقطة المشتركة بين النساء، اللواتي شاركن في المؤتمر على اختلاف ثقافتهنَّ، وجنسياتهنَّ هي قضية النضال، وبهذا المفهوم تكمن أهمية هذه المؤتمرات لدورها الجوهري، والفعال في تمازج الثقافات، وتلاحم النضال”.
وتابعت سوسن شومان: “تجارب المرأة الكردية في الخروج من الأزمات، كانت من أهم التجارب، التي تمت مناقشتها في المؤتمر لدورها المهم”.
مضيفةً: “المؤتمر كان ناجحاً، وقد خرج بمقررات تجعل نضال النساء عالمياً مرحبا به. كما سنحت لنا الفرصة لتعريف الحاضرات بمبادرة نون والأهداف، التي تعمل عليها”.
هذا وأكدت سوسن على أنَّ مثل هذه المؤتمرات تعزز دور المرأة من خلال التلاحم، والتكاتف التي لامسته في المؤتمر، وهذا يساهم في إغناء فكر النساء سواءً، اللواتي حضرنَ المؤتمر سماعياً أو مشاهدةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أنهى المؤتمر النسائي الإقليمي المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، أعماله يوم السبت، بإصدار بيان ختامي، والذي شدد على ضرورة تأسيس ميثاق نسائي إقليمي مشترك يجمع بين الرؤى، ويعيد النظر في المصطلحات الرئيسية لإعادة تعريفها برؤية نسائية مشتركة، والإفادة في هذا السياق من علم المرأة/ الجينولوجيا على مستوى الشرق الأوسط، والعمل على نشره؛ والعمل على تحرير السجناء السياسيين وفي مقدمتهم القائد عبد الله أوجلان.