سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المؤتمر النسوي الإقليمي يختتم جلساته بجملة من القرارات

اختتم المؤتمر النسوي الإقليمي بجملة من القرارات لمواجهة التحديات، التي تواجه النساء في المنطقة وأبرزها، دعم مقاومة النساء، وضرورة تأسيس ميثاق نسائي إقليمي مشترك، ونشر علم المرأة (الجينولوجيا)، وكما ركز في بيانه الختامي على تجربة النساء الكرد والاستفادة منها.  
انطلق يوم الجمعة المصادف لـ 18 آب، مؤتمر تجارب الحركات النسوية في الخروج من الأزمات تحت عنوان “على هدى: Jin jiyan azadî”، في بيروت بحضور نسوي من مختلف دول المنطقة، وشمال أفريقيا.
حيث ضم المؤتمر الذي نظمته رابطة جين النسائية بالتعاون مع رابطة نوروز الثقافية، جلسات عدة، ففي الجلسة الأولى شملت تداعيات تدخلات النظام العالمي المهيمن على النساء في المنطقة في الألفية الثالثة، وذلك على محاور عدة، فتضمن المحور الأول تأثير التدخلات الخارجية والغربية على النساء العربيات، نتائج “الربيع العربي”، وكيف تحول إلى خريف.
وسلط المحور الثاني الضوء على كيفية تأثر النساء الكرديات بالأزمة وتقسيم البلدان، فيما تناول المحور الثالث أوضاع النساء في إيران، وروجهلات “شرق كردستان” في ظل نظام الملالي، أما المحور الرابع، فتناول أوضاع النساء الأفريقيات.
أما الجلسة الثانية، فقد تناولت “تجارب النساء الكرديات وكيفية الخروج من أزمات المنطقة”، وضمت أربعة محاور، الأول، يبحث “دور منظومة الرئاسة المشتركة في دمقرطة السياسة”، والثاني تطرق للثورة النسائية في شمال وشرق سوريا (ثلاثية التنظيم وشبه الاستقلالية والحرية)، أما المحور الثالث فكان تحت عنوان “تجربة نساء شنكال في الانبعاث مجدداً من تحت الرماد تجاه ظلم داعش”، وتناول المحور الأخير من الجلسة الثانية في اليوم الأول ثورة Jin jiyan azadî في إيران وشرق كردستان، وريادتهن للأنشطة المجتمعية كافة.
أما الجلسة الثالثة، والتي انطلقت في اليوم الثاني من المؤتمر حملت عنوان “رؤية رفيق درب المرأة، المفكر عبد الله أوجلان، ودوره في تصعيد نضال حرية المرأة”، حيث تناول المحور الأول أطروحات القائد أوجلان، أما المحور الثاني فتناول الوضع القانوني والممارسات اللاإنسانية المطَبَّقة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي، وفي المحور الثالث ناقشت المشاركات كيفية العمل للتغلب على نظام التعذيب السائد في إيمرالي، ومنها “مبادرة نون نموذجاً”.
تسليط الضوء على العنف ضد المرأة
حيث سلط المؤتمر الضوء على الوضع، الذي تعيشه المرأة الكردية من حالات عنف ممنهج من الدولة التركية، التي تمارس شتى أنواع العنف بأجهزتها القمعية كافة.
واختتم المؤتمر ببيان ختامي في نهاية اليوم الثاني في 19 آب، وفي ختام المؤتمر صدرت توصيات للتنديد بأشكال العنف المزدوج، الذي يمارس على النساء في المنطقة.
حيث طالب المؤتمر النسوي الإقليمي في ختام أعماله بضرورة عقد مؤتمر نسائي إقليمي يهدف إلى المزيد من التشبيك، والتنسيق بغرض تصعيد النضال النسائي المشترك، وتوحيد التجارب النسائية القائمة كوسيلة دفاع ذاتي في وجه العقلية البطرياركية بمؤسساتها، وأدواتها وفضح سياساتها، وممارساتها من خلال تشكيل مراكز مختصة، للخروج بجبهة نسائية إقليمية مشتركة.
واختتمت أعمال المؤتمر النسوي الإقليمي “تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة” تحت عنوان “على هدى: Jin jiyan azadî”، بمجموعة من التوصيات وبيان ختامي.
البيان الختامي للمؤتمر
وأوضح البيان، أن المؤتمر جمع على مدى يومين 100 امرأة ما بين ناشطات، وحقوقيات ونسويات، ينتمين لـ 12 بلداً، وهي (لبنان، فلسطين، سوريا، العراق، مصر، تونس، الأردن، كردستان، اليمن، السودان، تركيا، إيران) تحت عنوان “على هدى: Jin jiyan azadî” في بيروت.
وجاء في البيان الختامي: “ليس غريباً، ولا صدفةً أن نجتمع ونعقد مؤتمرنا في شهر آب اللّهّاب تحديداً، بل تشبثاً منا بشعار وفلسفة Jin jiyan azadî، ودعماً لنساء شنكال الإيزيديات، والنساء الأفغانيات في وجه الإبادة، التي يتعرضن لها، وإعلاناً لضرورة المشاركة الفعالة في إطار الحملة النسائية العالمية، التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية تحت شعار (نحن مع نساء شنكال وأفغانستان ضد هجمات البطرياركية المهيمنة)، وكذلك دعماً للانتفاضة الشعبية الإيرانية بريادة نسائية تحت شعار “Jin jiyan azadî”، والتي تقترب ذكراها السنوية بعد أيام قليلة، وبهذه المناسبة نوجّه التحية للنساء المناضلات، والصامدات في كل المنطقة، وفي أنحاء العالم كافة، متمثلاتٍ في النساء الإيزيديات، والأفغانيات، والإيرانيات، والكرديات، والعربيات”.
وأوضح البيان “إذ تناولنا في مؤتمرنا هذا مشاكل النساء في مختلف بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد توصلنا إلى نتيجةٍ أساسيةٍ، مفادها، أن القوى العالمية العظمى، والأنظمة الإقليمية السائدة في المنطقة، هي التي فتحت الباب على مصراعيه أمام شتى أنواع الحروب الجنونية الطائشة، والتي طالت الأخضر، واليابس خلال سنوات العقد ونَيِّف الأخيرة بصورة خاصة، ضمن إطار سياسة “حرب الكل ضد الكل”، وسياسة تأليب مختلف الهويات المجتمعية، والثقافية، والقومية، والدينية، والإثنية والعقائدية على بعضها في المنطقة، من أجل تمرير مختلف مصالحها السلطوية”، مشيراً إلى أن ذلك “أدى إلى تفشي ظواهر الاحتلال، والنزاعات المسلحة، والتهجير القسري، والنزوح الجماعي، والتغيير الديموغرافي، والقتل، والتنكيل، والإتجار بالبشر، ووصول نسبة العنف ضد النساء والإتجار بهنّ وبالأطفال واستهداف الرائدات منهن إلى مستويات غير مسبوقة. وإن كان لا بد من إطلاق اصطلاحٍ شامل على كل هذه الظواهر الكارثية، فيمكننا القول: إننا نواجه سياسة وممارسات “إبادة النساء” بكل معنى الكلمة، وفي كل مجالات الحياة، وعلى الأصعدة كلها”.
الاستفادة من تجربة المرأة الكردية
وأضاف البيان: “كما تناولنا تجربة النساء الكرديات في أجزاء كردستان الأربعة، وكيفية الاستفادة من هذه التجربة الفريدة النابعة من صميم منطقتنا، ومن جذور إرثنا التاريخي العريق، سواء تجربة منظومة الرئاسة المشتركة في شمال كردستان، أو تجربة الدفاع الذاتي لدى المرأة الإيزيدية في شنكال، أو تجربة الثورة النسائية الرائدة في روج آفا، أو تجربة الانتفاضة الإيرانية بريادة نسائية كردية تحت شعار “Jin jiyan azadî” في شرق كردستان”، لافتاً إلى أنهم سلطوا الضوء على “مصدر الإلهام، والخلفية الفكرية، والفلسفية لهذه التجارب النسائية الكردية”.
وتابع البيان: “رأينا كيف تواجِه هذه الفلسفة العصرية تعتيماً إعلامياً ممنهجاً، وتشويهاً مقصوداً لحقيقتها، وإجحافاً شديداً بحق مُنَظِّرِها المفكر الكردي الأممي الفذ عبد الله أوجلان، القابع في سجن إيمرالي الانفرادي الكائن في جزيرة نائية، وسط بحر مرمرة بتركيا منذ ما يقارب ربع القرن، وهو يواجه يومياً سياسة التعذيب النفسي، والعزلة المطلقة في انتهاك صارخ لكافة معايير ومواثيق حقوق الإنسان الدولية، وضمن إطار قوانين خاصة خارج إطار الأعراف القانونية الرسمية، تطال حق الأمل في الحياة الحرة، وأكدنا على ضرورة إطلاق سراحه؛ لأنه يمثل قضيةً إنسانية عادلة وقضية وجدانية نبيلة”.
جملة من القرارات…
وخلص البيان إلى: أنه “بناءً عليه، وكنساء هذه البقعة الجغرافية المباركة العريقة، والتي عُرِفَت بكونها مهدَ الآلهات الإناث، واعتادت الاندماج الطوعي والطبيعي والعيش المشترك بين شعوبها وهوياتها؛ وإيماناً منا بأن النضال النسائي المشترك، هو القوة المحَرِّكة وصمّام الأمان ومفتاح الضمان لإعادة هيكلة الحياة الاجتماعية الآمنة، والمستقرة في أجواء تسودها المساواة الفعلية والعدالة والرفاهية، والديمقراطية الحقيقية، والسلام المستدام؛ فإننا توصلنا في ختام مؤتمرنا إلى القرارات التالية:
1ـ دعم مقاومة النساء الإيزيديات، والأفغانيات، والإيرانيات، والكرديات، والفلسطينيات خصوصاً، والمناضلات والمقاوِمات في المنطقة عموماً ضد القوى الظلامية، التي تختلف في الاسم وتتقاطع في الفكر الظلامي الذي يدمر الشعوب والمجتمعات من خلال استهداف النساء أولاً.
2-الاستفادة من التجارب المختلفة للنساء الكرديات كي يكنَّ نموذجاً يُقتَدى به لنساء وشعوب المنطقة، والاستفادة من تجربة منظومة الرئاسة المشتركة.
3-عقد مؤتمر نسائي إقليمي يهدف إلى المزيد من التشبيك، والتنسيق بغرض تصعيد النضال النسائي المشترك، وتوحيد التجارب النسائية القائمة كوسيلة دفاع ذاتي في وجه العقلية البطرياركية بكل مؤسساتها وأدواتها؛ وفضح سياساتها وممارساتها من خلال تشكيل مراكز مختصة، ويخرج بتشكيل جبهة نسائية إقليمية مشتركة.
4-التأسيس لميثاق نسائي إقليمي مشترك يجمع بين الرؤى، ويعيد النظر في المصطلحات الرئيسية لإعادة تعريفها برؤية نسائية مشتركة، والاستفادة في هذا السياق من علم المرأة (الجينولوجيا)، والعمل على نشره.
5-تشكيل لجان حقوقية وإطلاق حملات إقليمية استراتيجية تطالب بإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، الذي طالما آمن بأن النضال النسائي هو ضمان السلام المستدام والديمقراطية الحقيقية.
6-تشكيل شبكة إقليمية للدفاع عن جميع المعتقلين والمعتقلات السياسيين والسياسيات، وعلى رأسهم القائد عبد الله أوجلان، لأنهم يمثلون صوت وإرادة وهوية شعوبهم.
7-مناهضة الأصولية الدينية بكل أنواعها وتياراتها؛ ومناهضة سياسة “إبادة النساء” وكل السياسات والممارسات الاستبدادية والسلطوية المعادية للمرأة.
وفي ختام المؤتمر النسوي الإقليمي “رددت الناشطات والحقوقيات، والنسويات شعار Jin Jiyan Azadî تأكيداً على النضال النسائي المشترك.
وكالة أنباء المرأة