سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء يغامرن بحياتهن في سبيل ممارسة الرياضة بأفغانستان

قامشلو/ دلير حسن ـ

انقلبت الحياة رأساً على عقب بعد انسحاب القوات الأمريكية وانهيار سريع للقوات الحكومية بأفغانستان، وعودة قوات طالبان للحكم، فعلى الفور حصلت حالات هروب اللاعبات لمختلف الألعاب من البلاد، أما التي لم تهرب، فقد باتت تمارس الرياضة خفيةً ومغامرةً بحياتها وسط تضييق الخناق على المرأة بشكلٍ عام في المجالات كافة بالبلاد.
وليس بالسهل في الوقت الحالي ممارسة المرأة الرياضة بعد أن كانت لاعبة ومدربة في مختلف الألعاب قبل سيطرة حركة طالبان على الحكم في منتصف آب عام 2021، لأن الأمر قد يؤدي بها إلى الاعتقال، والموت، وسط انتشار رجال الأمن بشكلٍ كبير في مناطق البلاد، ومهمتهم مراقبة النساء بشكلٍ عام.
وبعد مضي عامين على عودة طالبان للحكم، فقد كانت المرأة هي الضحية الأكبر في عملية تسليم البلاد لهذه الحركة وانهيار الحكومة والقوات الأفغانية وخروج الأمريكان، لذلك انتهت قصة نساء يمارسن الرياضة بحرية، وبدأت رحلة جديدة من المخاطر والمجازفة في سبيل ممارسة ساعة من الرياضة في هذه البلاد.
تشديد الخناق على المرأة الرياضية
وفي أحدث الفيديوهات القادمة من أفغانستان المنشورة في قناة “العربية” في شهر تموز المنصرم أن ممارسة الرياضة في أفغانستان تعدُّ جريمة بعد 15/8/2021، وأنها أصبحت تمارس في الخفاء، فقد تم إغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاصة بالنساء، ولكن بالرغم من ذلك فلم تستسلم النساء للحركة، التي فرضت قيوداً كبيرة على النساء، فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة طالبان الأفغانية بعد تسلم السلطة في البلاد عام 2021، عن حظر صالات الرياضة والحمامات العامة على النساء، بعد أن تم منعهن من دخول المتنزهات والحدائق العامة في كابول، وكذلك إغلاق المدارس الثانوية للبنات وفرض الحجاب الكامل، واستبعاد النساء من معظم الوظائف العامة، ومنعهن من السفر بمفردهن خارج مدنهن.
في صالة رياضية وبالسر تمارس مجموعة من النساء الرياضة، وبهذا الصدد تقول مسؤولة جمعية رياضية أفغانية “شريفة بهماني” لقناة “العربية” وهي تشرف على هذه الصالة، إن في الدرجة الأولى عائلتها تدعمها، وخاصةً والدها الذي يطلب منها الاستمرار، وهي ستفعل ذلك رغم كل الصعوبات.
وأكدت شريفة بهماني: “لا يسمح للنساء بالتواجد في الصالات الرياضية الخاصة بالرجال ولا حتى لو كانت خاليةً منهم”.
وتروي لاعبات لـ”أسوشيتد برس” في مختلف الألعاب الرياضية كيف شعرن واستقبلن يوم وصول طالبان للعاصمة الأفغانية كابول.
متزلجة شابة ترتدي البرقع، وتحمل لوح التزلج الخاص بها: “لم تكتف طالبان بحظر ممارسة جميع الألعاب الرياضية على النساء والفتيات، بل ومنعت أيضًا ذهابنا إلى المنتزهات وصالات الألعاب الرياضية. ووصل الأمر إلى تخويف النساء اللائي يمارسن الرياضة، من خلال مكالمات هاتفية تهديدية”.

آخر بطولة منذ سيطرة طالبان
لاعبة ألعاب قتالية تبلغ من العمر 20 عامًا، تتذكر اليوم الذي استولت فيه طالبان على كابول، لأنها كانت تشارك وقتها في بطولة بصالة ألعاب رياضية، عندما انتشر خبر وصول طالبان إلى ضواحي العاصمة بين الجمهور، هربت جميع النساء والفتيات من القاعة، كما تقول، وكانت تلك آخر بطولة لها حتى الآن.
“كأنني ميتة”
هذه اللاعبة كانت مقاتلة مُكافِحة، فقد نشأت في جزء فقير من كابول، وبقيت دائمًا تقاتل وهي تواجه مصاعب الحياة، لكن عندما تعرضت هي وعائلتها للتهديد من قبل طالبان، اضطرت للمغادرة واختبأت لبضعة أسابيع في الولاية التي ينحدر منها والداها، وقالت “منذ عودة طالبان، أشعر وكأنني ميتة”.
حظر ممارسة الرياضة
ممارسة كرة السلة أيضًا غير واردة بالنسبة لشابة هي الأخرى، لم تذكر اسمها وهي تعيش في كابول، ورغم أن المتحدث باسم “اللجنة الأولمبية الوطنية” في عهد طالبان قد أعلن أنهم يخططون لإقامة منشآت رياضية جديدة لـ”تمكين النساء من ممارسة الرياضة مرة أخرى”، لكن لم يحدث شيء كهذا حتى الآن، ليبقى ذلك التصريح مثل تصريحات مشابهة بخصوص السماح للفتيات بالذهاب إلى المدارس الإعدادية والثانوية.
واستولت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في آب 2021. ومنذ ذلك الحين، تبنت سلسلة من الإجراءات التي تقيد بشدة حرية النساء والفتيات. ومن هذه الإجراءات حظر ممارسة النساء للرياضة. لكن العديد من النساء لم يقبلن بذلك. قامت وكالة “أسوشيتد برس” بتصوير بعضهن مع معداتهن الرياضية، دون الكشف عن هوياتهن.