سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اختتام مؤتمر النساء في السليمانية والتأكيد على تحقيق الحرية والسلام والديمقراطية في المجتمع

اختتم المؤتمر الذي نُظم تحت إشراف حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، ومشاركة نساء إيزيديات وكاكائيات، وزرادشتيات، وفيليات، ومسيحيات في مدينة السليمانية بباشور “جنوب” كردستان، وتم الكشف عن نتائج المؤتمر.
عقدت حركة حرية المرأة الإيزيدية مؤتمراً في 12 آب 2023 في مدينة السليمانية بجنوب كردستان تحت شعار “النضال المشترك للمرأة من مختلف المكونات والمعتقدات هو ضمان إنهاء المجازر، خطوة نحو بناء نظام ديمقراطي”، وبدأ مؤتمر النساء من مختلف الأديان، والشعوب في السليمانية، تحت إشراف حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) في الذكرى السنوية التاسعة للمجزرة التي ارتكبت ضد المجتمع اليزيد.
وشاركت نساء إيزيديات، وكاكائيات، وزرادشتيات، وفيليات ومسيحيات في المؤتمر، حيث تم تقديم ندوتين في المؤتمر إضافةً إلى رسائل المؤسسات وتنظيمات النساء. وتمت مناقشة المجازر، وتفنيد السياسة ضد الجماعات والمعتقدات المختلفة في الندوات، كما تمت مناقشة دور المرأة في حماية الثقافة واللغة والمعتقدات، وتم التأكيد على النضال المشترك للمرأة.
واُختتم المؤتمر وسط ترديد شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، وتم الإعلان عن نتائج مؤتمر الشعوب والمعتقدات المختلفة للنساء: “نحن النساء مؤمنات من القلب أنه إذا نظمنا أنفسنا على أساس الإرادة الحرة، فإن الحرية والسلام والديمقراطية ستتقدم لبلدنا ومجتمعنا، وبهذه المناسبة، فإن مساهمتنا معاً مهم جداً”.
واُختتم المؤتمر في السليمانية بقيادة حركة حرية المرأة الإيزيدية تحت شعار “النضال المشترك للمرأة من مختلف المكونات والمعتقدات هو ضمان إنهاء المجازر، خطوة نحو بناء نظام ديمقراطي “، وتمت مشاركة نتائج المؤتمر.
وجاء في المحصلة النهائية لنتائج المؤتمر: “الاعتراف بالمجزرة ليس كافياً، يجب الإيفاء بالمسؤوليات”. ندين بشدة المجزرة، ونستذكر الضحايا والخسائر باحترام في الذكرى التاسعة للمجزرة، التي نُفذت من قبل أعداء النساء والحياة والإنسانية، داعش في الثالث من آب 2014.
لقد قبلت العديد من المؤسسات الدولية وبرلمانات الدول هذا الهجوم الوحشي على أنه إبادة جماعية، ونحن نعدُّ هذا القرار خطوة إيجابية ومهمة، وندعو تلك القوى والدول إلى التصرف وفق هذا القرار. وعلى وجه الخصوص، نريد من الدول والمؤسسات، التي تعترف بالإبادة الجماعية لملاحقة المسؤولين عنها ومحاكمتهم.
لم يعترف العراق بالإبادة الجماعية
وحتى الآن، لم يعترف البرلمان العراقي بمجزرة الثالث من آب 2014 على أنها مجزرة وإبادة جماعية للنساء. نحن النساء نقول: إن على البرلمان العراقي أن يسمي ويعترف على الفور بما حدث على أنه إبادة جماعية. إن العراق بلد به العديد من المعتقدات والثقافات والهويات العرقية. وبفضل هذه الثروات، لديه أيضاً ثقافة قديمة. وللأسف؛ فإن هذه الاختلافات التي هي أساس الحياة الديمقراطية تثيرها سياسات السلطات والظالمين، وتجعل المجتمعات تتقاتل مع بعضها البعض. وعلى وجه الخصوص، يهاجمون هوية شعوب الأقليات دون توقف. ولطالما تعرض الكاكائيون، والزرادشتيون، والفيليون، والمسيحيون، والشيعيون، والكرد والاشوريون، والسريان، والعرب، للهجوم بهدف الإبادة الجماعية.
وحتى اليوم، يتم تدمير جمال العراق وثروته الثقافية بسبب سياسات السلطة والتدين والقومية. ومن أجل أن تعيش جميع الألوان والأصوات والثقافات والأديان والمعتقدات في حرية وسلام، نعدُّ نحن النساء القيادة من أجل النضال من أجل التحول الديمقراطي واجبنا الأكثر أهمية.

يجب أن يصبح العراق دولة أكثر حرية وأماناً لجميع الهويات
نُفذت أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين قبل تسع سنوات، في الثالث من آب 2014، أمام العالم في شنكال.
ندين بشدة هذه الهجمات التي مصدرها القوموية والدين والجنسوية ونقول، إن هذا الوضع مثل علامة سوداء في الضمير البشرية سيكون موجود دائماً، حتى لا يتم حل مصير النساء في أيدي داعش، ومعالجة معاناة النساء والأطفال وأهالي شنكال.
نحن النساء ذوات المعتقدات والهويات الثقافية المختلفة، نعرب عن عزمنا على أن يصبح العراق دولة أكثر حرية وأماناً لجميع الهويات، ونكرر تصميمنا على النضال معاً من أجل هذا التطور. وسنعمل على تعزيز النضال بناءً على فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية” ضد جميع الهجمات، وخاصةً ضد هجمات النظام الذكوري السلطوي، والتي تجعل حياة النساء مسمومة.
سننظم أنفسنا بإرادة حرة ونعزز الحرية والسلام والديمقراطية
نحن النساء مؤمنات من القلب، أننا إذا نظمنا أنفسنا على أساس الإرادة الحرة، فستتحقق الحرية والسلام والديمقراطية في بلادنا ومجتمعاتنا، وبالتالي فإن تعاوننا مع بعضنا مهم للغاية.
نحن نعدُّ حق الدفاع المشروع وتقرير المصير لأهالي شنكال الذين شهدوا إبادة جماعية، ولا يزال وجودهم تحت التهديد حق مشروع، وندعو الرأي العام الديمقراطي لتأييد هذا الطلب. ومثلما يُرى في اتفاقية التاسع من تشرين الأول 2020، التي وقعتها الحكومة المركزية في العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني، فإننا لا نعدُّ أي قرارات تتخذ دون مشاركة الإيزيديين والمؤسسات في شنكال مشروعة ونريدها أن تتوقف على الفور. إذا كان هناك حل في شنكال، فلن يكون ممكناً إلا من خلال الاعتراف بإرادة شعب شنكال.
وندعو المؤسسات والهيئات الدولية لتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة، والدمار ضد الإنسانية في شنكال. ونحن ننتظر بشكل خاص أن يعترف العراق رسمياً بمجزرة شنكال كإبادة جماعية، ويمنع هجمات الدولة التركية. ومن أجل منع حدوث خسائر جديدة، ندعو القوات المعنية بشكل عاجل إلى فرض الحظر على الأجواء العراقية أمام الدولة التركية.
لم يتم قبول أطول إبادة جماعية في أوسع منطقة جغرافية كجريمة حرب حتى اليوم في القانون الدولي. نحن نجد هذا الوضع غريباً ونريد أن يتم تعريف الهجمات على النساء في شنكال وقبوله على أنه إبادة جماعية من قبل المنظمات الدولية ذات الصلة وخاصةً من الأمم المتحدة كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
نحيي نضال النساء الأفغانيات
نحن كمكونات المؤتمر، نحيي مقاومة أخواتنا الأفغانيات ضد نظام طالبان. ونعدُّ النضال والمقاومة ضد هذا النظام اللاإنساني والمعادي لحرية المرأة في أفغانستان، قيمة للغاية ونعلن تضامننا معهنَّ. وبصفتنا مشاركين في هذا المؤتمر، نعلن أن أفضل رد على هذه الوحشية ضد النساء الإيزيديات سيكون تضامن النساء وتنظيمهن على المستوى العالمي. وندعو جميع نساء العالم للمطالبة بحساب الإبادة الجماعية ضد نساء شنكال معاً”.
وكالة أنباء الفرات