سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خروج سيدات الألمان كارثة لم تكن في الحسبان

إعداد/ جوان محمد ـ

لم يتوقع أشد المُتشائمين بسيدات منتخب ألمانيا بالخروج المُبكّر من منافسات مونديال كأس العالم للسيدات 2023، المُقام حالياً في كلّ من أستراليا ونيوزيلندا.
وانطلقت منافسات مونديال كأس العالم للسيدات 2023 في 20 من شهر تموز الماضي، وستستمر المنافسات لغاية 20 من آب الجاري، وهي النسخة التاسعة، ولكنها مُميّزة وتختلف عن سابقتها، حيث تشهد للمرة الأولى مشاركة 32 منتخباً، وذلك منذ انطلاقة المسابقة بنسختها الأولى في الصين بين 16 و30 من شهر تشرين الثاني في عام 1991، تلك النسخة شهدت مشاركة 12 منتخباً من القارات كافة، وتم توسيعها لتشمل ١٦ دولة في الولايات المتحدة الأمريكية ١٩٩٩ و٢٤ دولة في كندا ٢٠١٥، كما أن نسخة 2023 هي أول نسخة في تاريخ البطولة تقام بالتنظيم المشترك بين دولتين، هما أستراليا ونيوزيلندا.
الضغوطات بدأت قبل البطولة! 
ومع بدء البطولة صبّت الكثير من الترشيحات بأن منتخب ألمانيا من ضمن المنتخبات المُرشحة لنيل اللقب، ولم يكن في الحسبان أبداً خروج المنتخب الألماني من دور المجموعات والوداع مُبكراً.
منتخب سيدات الماكينات الألمانية تعرّض لضغوطات كبيرة قبل انطلاقة المونديال، وتم مطالبتهن بتحقيق اللقب، وتعويض ما خسره منتخب الرجال في النسختين الماضيتين من كأس العالم في روسيا وقطر.
فبعد النكسات والخيبات لمنتخب الرجال على الصعيد الأوروبي والعالمي، كانت المهمة تصعب على منتخب السيدات في ألمانيا، مع اقتراب بطولة كأس العالم للسيدات، وكانت المطالب من المنتخب الألماني بالوصول للقب، وتعويض ما خسره منتخب الرجال الأول في ألمانيا، ووقتها رأت ‘‘مارتينا فوس تكلنبرغ’’ مدربة المنتخب الألماني للسيدات، أن فريقها لا يشعر بأنه يقع على عاتقه مسؤولية تعويض الجماهير عن الأداء المتواضع للمنتخب الوطني للرجال، خلال مشاركتهم في مونديال السيدات المقرر في أستراليا ونيوزلندا، وقالت: ‘‘لا نرى أنفسنا في هذا الدور لأن لدينا طموحنا الخاص’’.
وجاء هذا الكلام لمدربة المنتخب الألماني للسيدات مارتينا فوس تكلنبرغ في مقابلة مع وكالة الأنباء ‘‘الألمانية’’ (د.ب.أ).
وأضافت: ‘‘نريد الظهور بشكلٍ رائع في كأس العالم، ولا نريد مقارنتنا بمنتخب الرجال، نتطلع للمهمة التي تنتظرنا ونركز على أنفسنا’’.
وخرج المنتخب ‘‘الألماني’’ للرجال من دور المجموعات في آخر نسختين لنهائيات كأس العالم، قبل أن يودع النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأوروبية، التي أُقيمت عام 2021 من دور الـ16 ساهم بزيادة الضغط على المنتخب الألماني للسيدات.
وزردات تأملات الألمان بعد صعود منتخب ألمانيا للسيدات للمباراة النهائية في بطولة أمم أوروبا الأخيرة، التي أُقيمت العام الماضي، وخسرتها أمام إنكلترا 1/2.
وأوقعت القرعة منتخب ألمانيا المتوّج بلقب كاس العالم مرتين في مجموعة ضمت منتخبات المغرب وكوريا الجنوبية وكولومبيا.

بداية قوية
والبداية كانت قوية للمنتخب الألماني بمونديال السيدات بعد الفوز على المنتخب المغربي بسداسية نظيفة، لكنه خسر (1-2) أمام المنتخب الكولومبي في الجولة الثانية قبل أن يتعادل مع المنتخب الكوري الجنوبي (1-1) في الجولة الأخيرة من دور المجموعات ليودع البطولة في كبرى المفاجآت في هذا المونديال.
وبذلك واجه منتخب السيدات نفس المصير الذي واجهه منتخب الرجال في آخر نسختين من كأس العالم في عامي 2018 و2022.
انتقادات لاذعة 
وبعد الخروج المدوّي للمنتخب الألماني للسيدات تعرّض لانتقادات لاذعة حيث استخدمت وسائل إعلام ألمانية عبارات مثل “خروج مرعب” و”فوضى رياضية”.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر، التي تتولى أيضاً الملف الرياضي في بلادها “يا له من عار، كان الأمر وشيكاً، كنت أتمنى فوز منتخب السيدات الألماني لكرة القدم”.
وذكرت صحيفة بيلد، في عنوانها الرئيسي عبر موقعها “خروج مرعب من كأس العالم. منتخب السيدات يشعر بالإحراج أيضاً”.
وجاء عنوان صحيفة “بيلد”، إسقاطاً على خروج منتخب الرجال الألماني من دور المجموعات في مونديال روسيا 2018 وقطر 2022، حيث خرجت الماكينات من دور المجموعات في كأس العالم 2018 على يد كوريا الجنوبية أيضًا.
من جانبها، أبرزت مجلة كيكر سبورتس، النتيجة المُخيّبة للآمال بتعادل سيدات ألمانيا أمام كوريا الجنوبية. وأشارت صحيفة زو دويتشه تسايتونج “بدا من الغريب كيف كان المنتخب الوطني المرشح للقب، عصبياً ولا يتمتع بالإبداع وروح الخيال”.
بينما كتبت وزيرة الخارجية أنالينا بربوك عبر تويتر “يا لها من دراما، في بعض الأحيان يكون هناك شيء خاطئ، ابتهجنَ أيتها العزيزات”.
مسيرة قائدة المنتخب هل تنتهي؟
بينما أكدت ألكسندرا بوب، قائدة المنتخب الألماني للسيدات، أنها ستأخذ الوقت الكافي للتفكير قبل اتخاذ القرار بشأن مسيرتها الدولية.
وقالت ألكسندرا بوب (32 عاماً) في تصريحات للصحفيين بمدينة بريزبين الأسترالية: “الأفكار بشأن المستقبل بعيدة في الوقت الحالي، لأن الخروج من دور المجموعات يشغل تفكيري، كل شخص يحتاج إلى وقت للتفكير في هذا الأمر”.
وسجلت ألكسندرا أربعة أهداف خلال المباريات الثلاث لألمانيا في دور المجموعات، لكن هذا لم يكن كافيا لإنقاذ منتخب بلادها من الخروج المبكر.
وقالت ألكسندرا بوب: “نحن بحاجة إلى معرفة ما كان ينقصنا، وسبب سير الأمور بشكلٍ خاطئ”، كما تأمل في ألا يؤثر الخروج المبكر من البطولة بشكلٍ سلبي على الاهتمام المتزايد بالكرة النسائية في ألمانيا.
وأوضحت لاعبة فريق فولفسبورغ الألماني: “كان أمراً لطيفاً للغاية أن نشهد تطور الكرة النسائية خلال هذا العام. كان هذا مهماً وهائلاً للرياضة، أتمنى أن تستمر الأمور على هذا النحو”.
مصير مُدرّبة المنتخب
من ناحية أخرى، قال بيرند نيوندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم في تصريحات لقناة “زد.دي.إف” إن مارتينا فوس تيكلنبورج المديرة الفنية لمنتخب السيدات تحظى بدعمه.
وكانت مارتينا فوس تيكلنبورج قد وقّعت في وقتٍ سابق من العام الجاري عقداً جديداً يستمر إلى ما بعد يورو 2025.
وقال نيوندورف: “مددنا التعاقد معها قبل أشهر قليلة، بعد مشوار ناجح في البطولة الأوروبية العام الماضي، وقد أظهرنا ثقتنا بها، وهي لا تزال تحظى بهذه الثقة كما كان الحال”.
وقالت مدربة المنتخب الألماني للسيدات مارتينا فوس تيكلينبورج، في مؤتمر صحفي عُقِد بمقر إقامة المنتخب الألماني في ويونغ، قبل عودة الفريق إلى ألمانيا: “لم أعتد على الهروب عندما تصبح الأمور صعبة، لهذا السبب لدي رغبة مؤكدة لاتخاذ الخطوات القادمة مع المنتخب الألماني للسيدات بمشاركة الجميع”.
وسينصب تركيز مارتينا ز فوس تيكلينبورج في الفترة المُقبلة على أولمبياد باريس التي تقام العام المُقبل، على أن تعوّض الخروج المبكر من منافسات مونديال كأس العالم 2023.