سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من خلال لوحاتها تسعى لمعالجة قضايا المرأة

تسعى الفنانة التشكيلية “أميرة مطيمط”، لمعالجة قضايا المرأة ومواجهة الظلم الذي تتعرّض له، من خلال لوحاتها. أكدت الفنانة التشكيلية “أميرة مطيمط” على أن التونسيات واعيات ومثقفات ويدركن حقوقهن، ويسعين للحصول عليها، وأنهن بحاجة فقط للمزيد من النضال لتغيير العقليات الساعية للعودة بهن إلى الوراء.
وتعتبر الفنانة أميرة، التي ترعرعت ضمن عائلة فنية “رسامين ونحاتين”، أن الفن التشكيلي أحد أبرز الوسائل التي يعبر الفنان من خلالها عن ذاته ومشاعره، ويؤرخ كذلك اللحظات التي يعيشها، كما تعتبره متنفسها الوحيد: “أعبر من خلال الفن عن كل ما يخالجني من مشاعر وأفكار، وأتحدث عبرها عن الأحداث اليومية التي أعيشها، ويكون لها أثراً كبيراً على المجتمع”.
وتعلمت أميرة، الرسم منذ صغر سنها، حيث كانت ترافق والدها الفنان التشكيلي “محمد مطيمط” يومياً إلى ورشته، للتتابع عملية خلط الألوان ورسم اللوحات، بانتباه شديد وكيفية تحويل العجين إلى تحف فنية، مشيرةً، إلى أنها بدأت الرسم وهي في السادسة من عمرها حيث بدأت تتعامل مع القلم والورقة لترسم صوراً مختلفة عن الطبيعة والعائلة والأصدقاء حينها تلقت التشجيع من والدها حيث كان يقول لها إن الرسم هو أساس جميع أنواع الفنون التشكيلية من نحت ونسيج.
وأوضحت أنها بدأت احتراف خلط الألوان والرسم على اللوحة، في سن الثانية عشرة من عمرها، ولم تكتفي أميرة، بصقل موهبتها في الرسم فقط، فبعد أن حصلت على الماجستير في علوم تقنيات الفنون، بدأت بتنمية مهاراتها في فن النحت كذلك، لتساعد والدها في تشكيل المنحوتات التي شعرت بالمسؤولية تجاهها.
وأضافت: “أحب النحت واللوحات كثيراً لأنهما يسيران في نفس التوجه، فكلاهما يحتاج لخلق الفكرة ورسمها، إلا أنني أميل للرسم أكثر لأنه بإمكاني أن أرسم في أي مكان في المنزل والشارع حتى على الجدران، بينما النحت فيحتاج إلى مكان خاص به والعديد من الأدوات”.

 

 

 

 

 

 

الصعوبات والعراقيل
وحول الصعوبات والعراقيل التي تواجهها كفنانة تشكيلية، قالت: “أعاني من ارتفاع أسعار أدوات الرسم من جهة، ومن سوء تقدير الجهد الذي نبذله كفنانين تشكيليين من جهة أخرى”، لافتةً، إلى أن كل لوحة فنيّة تحتاج لأدوات عدة والكثير من الوقت دون اعتبار الفكرة التي تجعلها منفردة عن باقي اللوحات، ولكن في المقابل يتم منحها تقييماً ضعيفاً فيُصاب الفنان بالإحباط.
وأكدت على أنه لتحقيق المرأة طموحاتها الفنية عليها أن تتحلى بتركيزٍ كبير، مبينةً أنه “رغم كل الصعوبات نحن النساء في مجال الفن التشكيلي نحاول أن نكون ناجحات بالمجهود الإضافي، فأنا أتلقى الدعم دائماً من والدتي التي تدفعني في كل مرّة إلى إتمام مسيرتي وتحقيق العديد من الإنجازات”، مشيرةً إلى أن والدها أوصاها بمواصلة رحلتها في عالم الفن من رسم ونحت، وفتح ورشته للتدريس “لقد علمت على توثيق مسيرة والدي الفنية بعد أربع سنوات من جمع الوثائق واللوحات والمقالات”.
وعن المواضيع التي تبرزها من خلال لوحاتها، تقول إنها تقوم برسم اللوحات التي تعبّر عن ذاتها كامرأة، وتحاكي الواقع المعاش، فهي تتحدث من خلالها عن قيمة العائلة والأصدقاء، مشيرةً، إلى أنها شاركت بلوحاتها في العديد المعارض داخل تونس وخارجها ومنها “المغرب وليبيا والكويت”.
وحول الحضور البارز للمرأة في أعمالها الفنية، أوضحت “حتماً الفنانة أو الإعلامية أو المثقفة والناشطة في المجتمع المدني بصفة عامة يجب أن تُساهم في الحفاظ على حقوق المرأة وجلب مكتسبات جديدة، لذا أحرص على معالجة قضاياها والمساهمة في التصدي لمواجهة الظلم الذي تتعرّض له في تونس منذ عام 2023″، لافتةً إلى أنها تُجسّد في لوحاتها المرأة القوية والصامدة.
وفي ختام حديثها قالت الفنانة التشكيلية “أميرة مطيمط”: “مهما تعالت الأصوات التي تريد العودة بالمرأة إلى الوراء فلن يتحقق ما يسعون له، لأنها واعية ومثقفة وتدرك حقوقها، وتسعى للحصول عليها، تحتاج المرأة إلى المزيد من العمل والنضال لتغيير الذهنيات”.

 

 

 

 

 

 

وكالة أنباء المرأة