سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الوفاء بالعهد… ديمومة النضال والروح الرفاقيّة حتى الشهادة

عبد الرحمن محمد_

يمضي قطار النضال على سكته الطويلة، ويمر بمحطات ومحطات، وكم من وجوه ووجوه يلاقيها، وجوه تسافر مدى الطريق ووجوه تغيب، ووجوه أخرى تخلّد صورتها في الضمائر والقلوب، وتنال الخلود.
عيسى حسو، الشهيد، وكم يليق به هذا اللقب، وهو الذي سعى لنيله، وبذل لأجل ذلك الكثير من الجهد، والتعب، والتعذيب، ولم تنل منه الشدائد ولم تلِن عزيمته.
في سيرته الشخصية، الشهيد عيسى حسو من مواليد إحدى قرى تل حميس التابعة لقامشلو أيار 1954، وترعرع في قرية كرباوي جنوب غرب قامشلو وفي أسرة متوسطة الحال، درس الابتدائية سنة في مدرسة كرباوي ومن ثم تابع تعليمه في المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدارس قامشلو أكثرها في ثانوية العروبة، وتابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق جامعة بيروت العربية، وانقطع عنها في السنة الثالثة بسبب ظروف عائلية، وفي عام 2007 انتقل إلى جامعة دمشق لمتابعة دراسته التي انقطع عنها لكن السلطات السورية منعته من تقديم امتحاناته الجامعية كونه كان في تلك الفترة معتقلاً في سجن دمشق المركز عدرا.
تزوج حسو باكراً، ورزق وزوجته بعشرة أولاد منهم سبعة من البنين وثلاث بنات، وكان للتربية الوطنية في أسرته الأثر الكبير، وقدمت اثنين من أولادها شهداء على طريق الحرية وفي صفوف حركة التحرر الكردستانية.
في بدايات سن الشباب كان المناضل عيسى حسو متعاطفاً مع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا آنذاك (البارتي) ثم انتسب إليه رسمياً وهو في المرحلة الإعدادية، ازداد نشاطه السياسي في المرحلة الثانوية حيث كانت سنوات حاسمة في حياته الشخصية، والثقافية، والفكرية، والسياسية إلى أن أصبح ناشطاً سياسياً في الفعاليات الحزبية بين الطلبة، ومن خلالها قدّم لهم أفكاراً ثقافية وسياسية معاصرة واستمر نشاطه هذا إلى عام 1982م. وفي نهاية عام1983 ترك حسو حزب الديمقراطي الكردي لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخه النضالي من خلال تعرفه على حركة حرية كردستان بشكلٍ أكبر.
برز دوره خلال انتفاضة قامشلو عام 2004، كمسؤول عن العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي، وممثلاً للحزب مع الأحزاب الكردية، والعشائر العربية والكردية.
 اعتُقل عيسى حسو لمرات عديدة، وعرف خلالها معتقلات أمن الدولة ومنها الفرع 295، وسجن صيدنايا، والسجن المركزي في عدرا، لكن كل ذلك لم يثنهِ عن النضال، وانتُخب مرةً أخرى من قبل أعضاء المجلس عضواً في لجنة العلاقات الخارجية العامة بالإضافة إلى ذلك مسؤولاً عن إدارة التنظيم الحزبي في الجزيرة.
واعتقل مجدداً خلال عام 2005 وقضى ثلاثة أشهر في الاعتقال عام 2006، بينما قضى ثلاثة عشر شهراً في عدة معتقلات قبل أن يُفرج عنه يوم 3/12/2008، وتكرر اعتقاله مرات أخرى، ولفترات متفاوتة ومن قبل عدة جهات أمنية حتى أُفرج عنه في 10/2/2011م.
وبعد أن أقدمت الأجهزة الأمنية على إطلاق سراحه من المعتقل وضِع تحت الإقامة الجبرية ومُنع حتى من السفر إلى داخل المدن السورية الأخرى، فقد عممت الأجهزة الأمنية بسرية تامة على كافة شركات النقل وحملتهم المسؤولية على أن يتم إعلامهم وأخذ موافقتهم في حال قيامه بأي سفر على متن باصاتهم.
حصل المناضل عيسى حسو على عضوية في الديوان الرئاسي في 16/12/2012 بعد عقد المؤتمر الأول لمجلس الشعب غرب كردستان، وفي عام 2012 عين في لجنة العلاقات الخارجية والوطنية والكردستانية للهيئة الكردية العليا وفي بداية سنة 2013 أصبح عضواً ومسؤولاً عن الإدارة العامة للعلاقات الدبلوماسية لغربي كردستان.
 وفي مقاطعة قامشلو وبتاريخ 30 تموز عام 2013، استشهد المناضل عيسى حسو جراء تفجير سيارته الخاصة، ليرتقي شهيداً في سبيل شعبه وقضيته.