سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حماية مجتمعنا وأرضنا واجب علينا جميعاً

انطلاقاً من واجب الحماية الذاتية، حملت السلاح مع شقيقتها وشقيقها، وانضمت إلى صفوف الثورة منذ انطلاقتها، مؤكدةً، “أن حماية مجتمعنا وأرضنا واجب على الجميع، وما نتعرّض له اليوم لا يختلف عن خطر مرتزقة داعش وجبهة النصرة”.
تعرضت شمال وشرق سوريا، إبّان بدء الأزمة السورية، لهجمات تمثلت بمرتزقة “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حالياً)، و”داعش” فيما بعد، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، وخاصة بناحية “تربه سبيه”، التي تشكّل نسيجاً متكاملاً من كافة المكونات.
ومع بدء هذه الهجمات، تشكّلت وحدات حماية الشعب، ثم وحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي، من أبناء وبنات المنطقة الذين حملوا على عاتقهم حماية أهلهم ووطنهم، وقدّموا تضحيات كبيرة في سبيل ذلك، واستطاعوا تحرير كافة مناطقهم من المرتزقة.
روجدا عثمان (زيلان تربه سبيه)، من قرية سحل التابعة لناحية تربه سبيه في مقاطعة قامشلو، انضمت مع شقيقها آزاد وشقيقتها وارشين إلى حملة التصدي لهجمات مرتزقة “جبهة النصرة” على ناحية تربه سبيه بمقاطعة قامشلو، ومع تشكيل القوات العسكرية انضموا إلى هذه القوات بشكلٍ رسمي.
وقالت زيلان: “مع انطلاق الثورة تعرّفنا على المقاتلة وارشين جودي التي استشهدت مع المقاتلتين زيلان وهيفيدار، بين قريتي تايا ومظلومة في ناحية تربه سبيه عام 2013 أثناء التصدي لهجمات مرتزقة داعش على المنطقة، وكان لذلك الأثر الأكبر في انضمامي إلى القتال، وبعد شهادتها حملت شقيقتي اسمها، وتوجّهت إلى جبال كردستان وانضمت إلى صفوف الكريلا”.
وانضمت زيلان بشكلٍ رسمي إلى حملات التحرير عام 2013، أثناء حملة تحرير جزعة وتقول: “دامت الحملة حوالي شهر، وعلى الرغم من الإمكانات القليلة حينها، إلا أن المرأة أثبتت جدارتها في القتال وأبدت مقاومة عظيمة إيماناً بأنها على حق وسوف تنتصر”.
استكملت مسيرة المقاومة رغم إصابتها
وبعدها انضمت زيلان إلى قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وشاركت في حملة تحرير تل حميس عام 2014، فأكدت: “انضممنا حينها عن طريق الشهيد ريوان تربه سبيه إلى الحملة، وكانت الإمكانات قليلة وتحوّل مرتزقة “جبهة النصرة” إلى داعش، وكانت تصلهم إمكانات كبيرة ومرتزقة من كافة دول العالم، فتوقفت الحملة واستكملت فيما بعد عام 2015 حتى تم تحرير تل حميس بشكلٍ كامل”.
وخلال حملة تحرير تل حميس، أصيبت زيلان في قدمها، وتؤكد “مع كل إصابة، أو استشهاد أي مقاتل ومقاتلة كنا نزداد قوة ونصعّد المقاومة للتصدي للإرهاب”، وبعد معالجتها، عادت إلى جبهات القتال واستكملت حملة التحرير.
شعارنا الشهادة أو النصر
عن انضمام المرأة إلى القتال، قالت زيلان: “كان شيئاً جديداً في المنطقة، وعلى الرغم من عدم الثقة بقدرات المرأة في القتال ضمن المجتمع، غير أننا استطعنا إثبات حقيقة وجوهر ثورة المرأة وحققنا الانتصارات وكان وجودنا في الجبهات يزيد من معنوياتنا، وكان شعارنا الشهادة أو النصر، وبذلك استطعنا حماية منطقتنا وتحريرها من الإرهاب”.
وتذكرت زيلان كيف كانت تقاتل إلى جانب شقيقتها وشقيقها، وتضيف: “كنا لا نقاتل فقط لنحمي بعضنا، بل لنحمي مجتمعنا وأرضنا وهذا ما كان يزيد من معنوياتنا في القتال، وجدنا كيف أن الأهالي حملوا العصي والأسلحة البدائية للتصدي لهجمات مرتزقة “جبهة النصرة” إيماناً كبيراً بقضيتنا وواجب الحماية الذاتية لمجتمعنا”.
علينا التعامل مع خطر داعش كشعبٍ ثوري
وأوضحت زيلان، أن المنطقة ما تزال تتعرض لكافة التهديدات وما يزال الاحتلال التركي يدعم مرتزقة داعش ويشنّ هجمات يومية عليها، لذا “علينا التعامل مع هذه المرحلة كما يقول القائد عبد الله أوجلان عن الشعب الثوري وإدراك عظمة الشهداء الذين ضحّوا من أجل تراب وطننا وحمايته، وأن نكون جاهزين للتصدي لهذه الهجمات والتهديدات والعيش بحرية وكرامة؛ لأن مصيرنا نحن شعوب المنطقة واحد”.
وكالة أنباء هاوار