د. علي أبو الخير_
العدوان الصهيوني على جنين
أخيراً يوم الأربعاء الخامس من تموز 2023، أعلن الجيش الصهيوني وقف عملياته العسكرية في مدينة (جنين) الفلسطينية في الضفة الغربيّة المحتلة، وقد أسفر العدوان الصهيوني الذي استمر عدة أيام عن اثني عشر شهيداً فلسطينياً، بخلاف المصابين ومن هُدِمت بيوتهم وتشردوا، وتقول الأمم المتحدة إن العملية، التي أطلقت عليها إسرائيل اسمي “السور الواقي”، أو “المنزل والحديقة”، أسفرت عن تدمير 150 بناية، في حين أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالح للعيش فيه، وهو ما أدى إلى أن أصبحت حوالي 435 عائلة بلا مأوى.
وقد حدث هذا وسط لا مبالاة عربية رغم الإدانات من هنا أو هناك، ومن الطبيعي أن يستنكر الأزهر الشريف والكنيسة المصرية الأرثوذكسية، خاصةً وأنها ليست المرة الأولى التي يعتدي فيه الجيش الإسرائيلي على (جنين) بصورةٍ أكثر من غيرها، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة وفي الضفة الغربية، بما هو معروف للجميع، من عدو صهيوني مدعوم بقوى الاستعمار العالم.
صحيح أن فلسطين لها خصوصيتها الدينية، ففي أرضها أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهو أمر مفروغ منه، ولكن الإسلام يرفض الظلم من أي كائن، وينتصر القرآن والسنة المشرّفة للمظلوم، فما بالنا لو كان هذا المظلوم شعب مسلم، وهو ما نكتب عنه.
العدوان التركي على عفرين
ليست المرة الأولى، التي كتبنا وكتب فيها غيرنا ممن يريدون العدل لكل البشر، وهو موضوع عفرين، وما حدث ومازال يحدث فيها، فإذا كنا نستنكر وندين ونعلن أن العدوان الصهيوني هو عدوان ضد الإنسانية، فجيش يحارب مدنيين، ومظلومية الشعب الفلسطيني لا تجد من يدعمها دعماً يدحر العدوان الإسرائيلي المتكرر.
كل ذلك معلوم، ولكن وفي المقابل نجد مظلومية أخرى موجودة ومعروفة، ولكن لا الإعلام العربي ولا الإعلام العالمي يعطيها ولو جزء قليل من الاهتمام، وهي مظلومية الشعب الكردي، ونختصر مأساته في مدينة (عفرين) كنموذج لكل ما يحدث للشعب الكردي في العصر الحديث.
ولا نرى فرقاً بين عدوان صهيوني وعدوان تركي، ونقولها بصراحةٍ إن العدوان التركي أشنع من العدوان الصهيوني، فالشعب التركي شعب مُسلم، ومن المفترض أنه يخاف على شقيقه المسلم، والمفترض أيضاً أن يكون العدوان غير مفرط القوة.
ولكنا كما قلنا وقال غيرنا، إن ما حدث في عفرين مثل ما حدث ويحدث في جنين، وإذا استشهد عشرات الفلسطينيين في جنين، فقد استشهد في عفرين وحدها المئات، إن لم يكن الآلاف، وإذا كان العدو الصهيوني بنى جداراً خرسانياً عنصرياً في فلسطين، فقد بنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جداراً عنصرياً مثله، لا فرق …